رغم الاتصالات السرية التي جرت أساسا بين اسرائيل والولايات المتحدة بهدف تنسيق المواقف قبل المحادثات النووية التي بدأت يوم السبت بين القوى العظمى الستة وبين ايران في اسطنبول، انتقدت محافل سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس بحدة السلوك حيال الايرانيين وأعربت عن خيبة أمل عميقة من نتائج المحادثات. "خلافا للتفاهمات التي توصلنا اليها، فوجئنا في ان الايرانيين تلقوا خمسة اسابيع اخرى يمكنهم فيها ان يواصلوا تخصيب اليورانيوم دون عراقيل. وهذا لم يكن على الاطلاق ما توقعناه من المحادثات"، قال موظف كبير في القدس. رئيس الوزراء هو الآخر هاجم بحدة نتائج اللقاء الاول الذي عقد بين الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن والمانيا وبين ايران. وقال نتنياهو أمس "انطباعي هو ان ايران تلقت هدية. لديها خمسة اسابيع يمكن فيها ان تواصل التخصيب لليورانيوم دون قيد". ويعتقد نتنياهو بأن نتائج اللقاء غير مقبولة على الاطلاق. في مستهل لقائه مع السناتور الامريكي جو ليبرمان أضاف نتنياهو أمس بأن "على ايران ان تتوقف فورا عن كل تخصيب لليورانيوم، ان تخرج كل المادة المخصبة من الدولة وان تفكك المنشأة النووية في قم". وعلى حد قول رئيس الوزراء، "محظور منح المشتغل الأكبر في الارهاب في العالم ان يطور سلاحا نوويا". وعلمت "معاريف" ان وفدا رفيع المستوى من وزارة الخارجية الاسرائيلية برئاسة نائب الوزير داني ايلون ومسؤولين في دائرة الاستخبارات والبحث في وزارة الخارجية ممن يعنون بالمسألة الايرانية، وصل الى واشنطن سرا قبل نحو اسبوعين والتقى ضمن آخرين مع وندي شيرمان، نائبة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية والتي تعمل كمندوبة الولايات المتحدة الى المحادثات مع ايران. وشارك في اللقاءات مسؤولون اسرائيليون آخرون يعنون بالأمر. أحد التفاهمات المركزية كان ألا تتوقف العقوبات ضد ايران بل وان تشتد الى ان يتوقف تخصيب اليورانيوم في الدولة. أما الآن، وفي ضوء نتائج اللقاء الاول والقرار بعقد اللقاء التالي بعد خمسة اسابيع فقط في بغداد، يخشون في اسرائيل من ان تُضعف القوى العظمى برئاسة الولايات المتحدة سياسة العقوبات كي تُحسن الثقة والحوار مع ايران، انطلاقا من الفهم بأن طهران كفيلة بأن تتوقف بشكل تدريجي، وفي اطار جداول زمنية تتحدد مسبقا، عن تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المائة.