في يوم الجمعة الاخير امتلأ ميدان التحرير في قلب القاهرة بمئات آلاف المتظاهرين وقد جندتهم حركة الاخوان المسلمين تحت شعار "حماية الثورة" أو بلغة أسهل – لوقف عمر سليمان الذي وصفوه بأنه رجل مبارك، واسوأ من ذلك أنه ممثل اسرائيل في مصر. جاء من مصر أمس ان لجنة الانتخابات المركزية للرئاسة "استجابت للدعوة"، وألغت ترشح سليمان بادعاء تقني. وأُلغي الى جانب ترشحه باسم التوازن المقدس ايضا ترشح ممثل الاخوان المسلمين وممثل الحركة السلفية. الحديث في الحقيقة عن بلاغ غير رسمي يتعلق بقرار قد يُستأنف عليه ويُغير. فلا يجب ان نتفاجأ اذا اذا سُمح في نهاية الامر للثلاثة الذين رُفضوا ان يُنافسوا في الانتخابات. تُبين استطلاعات الرأي التي نشرت في مصر في الايام الاخيرة ان ترشح سليمان يحشد زخما. فليس عبثا ان حشد الاخوان المسلمون أنصارهم للتظاهر عليه وحاولوا ضمن ذلك ان يغيروا قانون الانتخابات وان يحظروا على ناس نظام مبارك – وقد كان سليمان نائب رئيس كما تعلمون – المنافسة في الانتخابات. أحرزت الحركات الاسلامية انجازا لم يسبق له مثيل في انتخابات مجلس الشعب، ويدل هذا في ظاهر الامر على ان قلب الجمهور المصري مع الاسلام ومع الاحزاب التي تمثله. فلا عجب ان زادت ثقتهم بأنفسهم، وبرغم أنهم وعدوا في الماضي بأنهم لن يعرضوا مرشحا للرئاسة أصبحوا الآن ينافسون في المنصب بكامل القوة. ان احتمال سيطرة الحركات الاسلامية على كل مراكز القوى في الدولة يقض مضاجع كثير من المصريين. لكن السؤال الكبير هو هل الخوف من حكم الدين سيجعل الجمهور المصري، ولا سيما الحلقات الليبرالية وشباب الثورة يؤيدون سليمان الذي كان في الخلاصة لحما من لحم النظام القديم الذي أسقطوه قبل سنة. والمعضلة هي ايضا معضلة الجيش واجهزة الحكم التي تسأل نفسها هل تُجند نفسها من اجل ترشح سليمان وتستعمل من اجله الطرق المعروفة من ايام مبارك أم تبقى تراقب من بعيد. ان سخرية القدر هي ان معضلة سليمان تُعيدنا جميعا الى الوراء، الى ايام حكم حسني مبارك، حينما ساد التقدير بين كثيرين في اسرائيل وفي العالم ان سليمان هو الذي سيرثه. وهذا الشيء لا يضحك الاخوان المسلمين، على الأقل.