رام الله / سما / أظهر إستطلاع للرأي حول الأحزاب والحركات السياسية والتحول الديمقراطي في فلسطين، تراجعاً في تأييد المواطنين للأحزاب السياسية العلمانية مقابل صعود في شعبية الحركات الإسلامية وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، عكس ما كانت تظهر إستطلاعات الرأي المتعلقة بالشأن الفلسطيني خلال الأعوام الماضية. ورجح الدكتور اياد البرغوثي مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، الذي أجرى الإستطلاع، تراجع شعبية الأحزاب والحركات الفلسطينية إلى إنسداد الأفق السياسي وتراجع الأحوال المعيشية للمواطنين. ودعا البرغوثي بعد عرضه لنتائج الإستطلاع، اليوم السبت، في مركز وطن للإعلام بمدينة رام الله، الأحزاب والحركات إلى "أخذ بيانات هذا الإستطلاع على محمل الجد، مطالباً إياها بإعادة النظر في أداءها، حتى لا تجد نفسها خارج السياق إلى الأبد". وقد أُجري الإستطلاع في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في الفترة الواقعة ما بين 2-4 نيسان 2012، وقد اشتملت العينة على 1370 شخصا، حيث أظهر تأييد حوالي 45%، وجود الاحزاب والحركات السياسية وعارضها حوالي 43%. وكشف الإستطلاع عن معارضة أشد لوجود الاحزاب العلمانية، وتأييداً أشد للاحزاب الدينية، وعدم اعتبار نسبة كبيرة من المستطلعين للاحزاب الوطنية على أنها أحزاب علمانية. وقد أيد وجود الاحزاب الدينية في الضفة والقطاع حوالي (57%)، وعارضوها حوالي (41%). في حين أن من أيد الاحزاب العلمانية (27%)، وعارضها حوالي (67%). وكان التأييد الأكبر بين المستطلعين لحركة فتح حوالي (27%)، التي كانت تعطيها نتائج إستطلاعات أخرى نسبة تفوق الـ (37%)، تليها حماس حوالي (11%)، ثم حركة الجهاد الاسلامي حوالي (8%) التي تضاعفت عدة مرات وفقا لإستطلاعات سابقة، كما كان السبب الأول لعزوف الناس عن الانتماء للأحزاب؛ هو أنها لم تعد تلبي طموح الناس (60%). وأشار الإستطلاع إلى أن تقييم أداء الاحزاب والحركات السياسية يسوء كلما تعلق الامر بالقضايا الملموسة، كما إعتبر الإستطلاعا أن أكثر من ثلث العينة تعتبر أداء الاحزاب السياسية في مجال مقاومة الاحتلال سيء جداً أو سيء. في حين أجاب المستطلعون أن الاهتمام الأول للأحزاب هو الامتيازات الشخصية لأعضائها، ما عدا الجهاد الإسلامي، حيث اجابوا ان اهتمامها الأول هو مقاومة الإحتلال. وبالنسبة للنظام الديمقراطي، اعتبر نحو نصف أفراد العينة (49%) أنه نظام حكم جيّد ويصلح لفلسطين، في حين أجاب بعدم صلاحية النظام الديمقراطي حوالي (17%) من المستطلعين. كما إعتبر حوالي (34%) بأن التعددية السياسية تساعد في بناء نظام حكم ديمقراطي في فلسطين. وأشار الإستطلاع إلى أن (57%) من أفراد العينة يرون أن تمثيل المرأة في الاحزاب والحركات السياسية الفلسطينية ضرورياً، في حين اعتبر (85%) أن هناك ضرورة لتمثيل الشباب في الاحزاب.