القدس المحتلة / سما / ذاهبة لفلسطين،واطالب كل ضمير حر ان يشاركنا رحلة الحرية لنطالب بالسلام للشعب الفلسطيني الذي يستحق العدالة والحرية دون حواجز او جدران او احتلال، فلن نسكت او ننام بعد اليوم ما دامت اسرائيل تمارس العذاب والانتقام من اطفال ونساء وشيوخ ومسنين كل جريمتهم انهم يريدون حياة الحرية "، تلك هي الرسالة الصغيرة التي لم تتوقف الناشطة الفرنسية "سولا تريغوانا"عن توزيعها عبر صفحتها على "الفيس بوك " و"التويتر " وجهازها الخليوي اضافة لعدد من الايميلات التي حملت شعار "اهلا بكم في فلسطين " عنوان الحملة التي اطلقتها مؤسسات دولية لدعم حق الشعب الفلسطيني والتي اثارت غضب اسرائيل واعلنت رفضها استقبال من وصفتهم "بالمشاغبين " الدوليين المعادين للاسامية . غدا الاحد الموعد المحدد لوصول مئات المتضامنين مع الشعب الفلسطيني لمطار "تل ابيب" الذي حولته اسرائيل لثكنه ومنطقة عسكرية مغلقة، واتخذت فيه اجراءات مشددة لتنفيذ قرار منع الدوليين من العبور للاراضي المحتلة، وبينما تواصل اسرائيل استنفارها والتهديد باحتجاز الوفود الزائر الغير مرغوب كما نشرت وسائل الاعلام العبرية، تنتظر الناشطة سولا (30 عاما ) لحظة اقلاع الطائرة التي ستقلها مع عشرات المتضامنين الفرنسيين من مطار "شارل ديغول " الدولي في العاصمة باريس الى مطار" بن غوريون " في تل ابيب، وتقول" لن نتراجع عن خطوتنا وقرارنا، نحن لسنا اعداء لاسرائيل او للسامية انما اعداء للظلم والموت والحصار والكراهية التي يجسدها الاحتلال، الى متى سنبقى نتفرج واسرائيل تدمر وتدفن السلام بالجرافات التي تهدم منازل واحلام الشعب الفلسطيني؟، كيف يمكن ان نعيش كبشر والفلسطيني محروم من ابسط حقوقه سجون ومعتقلات وحواجز ومعاناة للمزارعين والمصلين وللطلاب وحتى الاطفال"، واضافت وهي تتحدث لمراسلنا عبر الهاتف في لحظات استعدادها للتوجه لاخر اجتماع تنسيقي في العاصمة باريس" لتنسحب اسرائيل من الاراضي المحتلة وتمنح للشعب الفلسطيني حقوقه ولن نذهب لنتظاهر ضد اخر احتلال في العالم بل سنذهب لندعم السلام، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ظلم ولاننا شركاء في الانسانية والبشرية واجبنا ان نساعده وان نوقف الموت المستمر بالمستوطنات والاعتقالات ، سنذهب لفلسطين لنقول كفى احتلال ". سولا التي تعمل مديرة لمؤسسة اقتصادية في باريس، قررت التطوع مع منظمات فرنسية مؤيدة لفلسطين منذ عشر سنوات بعدما زارت القدس والاراضي المحتلة ووقفت كما تقول " على ما ترتكبه اسرائيل من ظلم لحقوق الانسان الفلسطيني، فحتى الصلاة في القدس للمسلم والمسيحي ممنوعه، زراعة الحقل في الضفة ممنوعة، المياه يتعذب الفلسطينيون للحصول عليها، والاشد مرارة ان حياة أي انسان لا تساوي اكثر من كلمة لاسباب امنية "، واضافت " انهم يفرضون على الفلسطينين حياة رعب وموت ونفي وعقاب، شاهدتهم يقتلون اطفال ويقولون ان الجيش اضطر لذلك لاسباب امنية، ولكني عرفت جيدا وكل عاقل في العالم يدرك انه لا يوجد طفل يمكن ان يمس امن جندي مدجج بالسلاح ، عرفت عشرات الاسيرات والاسرى اطفال ونساء رجال دين وعلماء واطباء ومهندسين وحتى صحفيين واصحاب راي يزجون بالسجون لسنوات دون تهمة او محاكمة لاسباب امنية، وادركت ان ذلك معاكس للحقيقة، لذلك لن نصمت بعد اليوم، وحتى لو اعتقلونا في تل ابيب سنبقى نساند الشعب الفلسطيني حتى نيل حقه وخلاصه من الاحتلال ". وعجزت اسرائيل منذ اعلان الحملة عن اقناع الدول الاوروبية التي ينتمي اليها منظموا الرحلة الى فلسطين بمنعهم من السفررغم الحملات الواسعة التي نظمتها وزارة الخارجية الاسرائيلية، لذلك اصدرت الحكومة قرار باعتراض الناشطين ومنعهم من مغادرة المطار واحتجازهم في منشاة توقيف وتحقيق في المطار، لكن ذلك لم يؤثر على الناشطة سولا التي تواصل التخطيط مع قيادة الحملة لتنفيذها بالصورة المطلوبة التي تحقق رسالتها وتفشل كما تقول" محاولات اسرائيل لخداع وتضليل العالم، فنحن دعاة سلام وحرية ومع فلسطين دون احتلال ومستوطنات وهذا حق دعمته كافة الشرائع والقوانين بل ان الامم المتحدة التي اقرت وشرعت حقوق الشعوب تضم قراراتها ما يمنح الفلسطينين هذا الحق فلماذا هذا الاستنفار والتهديد؟". وتابعت سولا "الازمة والضجة الكبيرة التي اثارتها اسرائيل تؤكد انها تخاف الديمقراطية والحقيقة، العديد من اعضاء الحملة في عدة دول تعرضوا لضغوط من دولهم وجرى استدعاء ممثلي احزاب واللوبي الاسرائيلي وجه تهديد وتحذير، وعناصر واحزاب متطرفة في اوروبا حاولت تشويهنا ومحاربتنا ولكن نحن مستمرون ولن يرهبنا اعتقال، بل امل ان اذهب لسجن اسرائيلي لكي اؤكد للعالم الوجه الحقيقي للاحتلال ". واطلقت المنظمات الفلسطينية والاوروبية المشاركة في الحملة الدعوة لكل قوى التضامن والسلام في العالم للوقوف صفا واحدا في دعم الحق والعدالة وحرية فلسطين، وقال الناشط السويدي توبايس روكوا:" كثيرون قرروا مشاركتنا الرحلة لفلسطين بعدما كشفنا على الفيس بوك الممارسات الخطيرة التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، وكلنا قناعة بعد انتهاء هذه الخطوة ستكون بداية لمرحلىة جديدة من الحراك الدولي لاسقاط سياسات اسرائيل وانهاء احتلالها"، واضاف " منذ انطلاقة الدعوة استخدمت اسرائيل كل قوتها للضغط على دولنا لمنعنا من السفر وطالبت بالغاء الحجز وتزويدها باسماءنا وحاربتنا بالتهم المعروفة دوما لكننا مستمرون في الوقوف مع الشعب الفلسطيني ، من الضروري احداث التغيير وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ". وبادر العشرات من المتضامنين لتنظيم عدة مبادرات لتنفيذها في مطار بن غوريون وخاصة تجهيز علم فلسطين باشكال مختلفة، وقالت منسقة الفعاليات في اوروبا سناء جبري الفلسطينية الاصل" اشعر بفخر واعتزاز لاننا استقطبنا احزاب وشخصيات مؤثرة في اوروبا لم تكن تهتم بقضية شعبنا، هناك حراك مستمر وتفاعل غير مسبوق وايمان كبير من المتضامنين الاجانب بدعمنا ومساندتنا، اصبحنا نشعر ان فلسطين اصبحت قضيتهم وحياتهم، بعضهم يجهز اعلام واخرون يعدون ملصقات، وهناك ترقب وانتظار لزيارة فلسطين رغم تهديدات اسرائيل". في لندن، اعدت مجموعة شبابية تضم ناشطين بريطانيين وفرنسيين وعرب ملصقا صغيرا كتبوا عليها باللغات الثلاث العربية والعبرية والانجليزية " عاشت فلسطين " وظللوه بعلم فلسطين، وقالت منيرة ابو رجائي – مصرية الجنسية – "جهزنا الاف الملصقات بعدما جمعنا تبرعات من المتضامنين انفسهم وستوزعها في المطارات وعلى الزوار وسنحملها لفلسطين لنوزعها على الاسرائيليين انفسهم ليشعروا بانه ان الاوان لرحيل الاحتلال وان العالم لن يصمت بعد اليوم عن ظلمه ".