رام الله سما أصيب تسعة مواطنين بجروح والعشرات بالاختناق الشديد إثر قمع الاحتلال للمشاركين في مسيرة بلعين الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الضم والتوسع، في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد باسم أبو رحمة، واختتام فعاليات مؤتمر بلعين الدولي السابع للمقاومة الشعبية. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية تجاه المشاركين بالمسيرة، ورشوهم بالمياه العادمة الممزوجة بالمواد الكيماوية، عند وصولهم إلى الأراضي المحررة بالقرب من جدار الفصل العنصري الجديد، ما أدى إلى إصابة عضو المجلس التشريعي جمال حويل، وأمين سر حركة ’فتح’ إقليم جنين عطا أبو ارميلة، والشاب عاصم ياسين برصاصة مطاطية في يده، والشاب رشيد الخطيب برصاصة مطاطية في رجله، وأحمد إسماعيل باليد، وخالد الخطيب برصاصة مطاطية في الظهر، ومحمد فطاير بحرق في يده بقنبلة غازية، وأحمد عمرو بعيار مطاطي في يده اليمنى، ونديم الشرباتي بقنبلة غازية في الظهر، إضافة لإصابة عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق. واستنكرت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين اعتقال الناشط عبدالله ياسين أثناء جولته برفقة المتضامنين الدوليين في البلدة القديمة في الخليل. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة ’فتح’ سلطان أبو العينين إن ذكرى استشهاد باسم تتزامن مع ذكرى الشهداء الثلاثة كمال ناصر، وكمال عدوان، وأبو يوسف النجار، وذكرى استشهاد أبو جهاد خليل الوزير، كما أنها تتزامن مع ذكرى يوم الأسير، ’لتكن بلعين عبرة للاحتلال’. وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح أن أهالي بلعين كانوا يدا واحدة في تحرير هذه البقعة من الأرض، وسنبقى لتحرير ما تبقى من الأرض. وقال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة إن الاحتفال شيء من الوفاء لشهيد فلسطين، وشهيد بلعين، وإذا كان نضال بلعين الأسبوعي نجح في إزاحة الجدار فلتتسع دائرة المقاومة الشعبية. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري ’إننا ننحني لنموذج المقاومة الشعبية في بلعين، الذي بات نموذجا للعمل في المقاومة الشعبية، وهو نموذج للوحدة الوطنية الفلسطينية، حيث وحدة أهالي بلعين حول الهدف والعمل الذي أجبر سلطات الاحتلال على التراجع’. وقرر المشاركون في مؤتمر بلعين السابع للمقاومة الشعبية، في ختام أعماله، اعتماد استراتيجيات موحدة لعمل اللجان الشعبية الفلسطينية، عبر تكثيف الحملة الشعبية محلياً ودولياً من أجل محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، والتنسيق بين المجتمع المدني الفلسطيني وكل من المؤسسات القانونية في أوروبا والولايات المتحدة التي تقيم دعاوى جرائم حرب ضد المسؤولين الإسرائيليين، ونشر ودعم المقاومة السلمية الشعبية، وإتاحة المعلومات عن أنشطة المقاومة الشعبية الفلسطينية للوصول إليها بطريقة سهلة وبسيطة، والانضمام لحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، وترويج التجارة مع فلسطين، والضغط على الحكومات والبرلمانيين في العالم لاتخاذ موقف حازم ضد بناء المستوطنات، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين في محاكم دولية. وطالب المؤتمر بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، لأنها الأساس بنجاح المشروع الوطني الفلسطيني، والدعوة لتطبيق ما جاء في القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ 9/7/2004، وقرار الجمعية العمومية اللاحق بخصوص الجدار الفاصل، ومطالبة الجهات الرسمية الفلسطينية بوجوب دعم العمل الشعبي المقاوم، وأخذ موقف سياسي حازم من قضايا تهويد القدس واستمرار الاستيطان وبناء الجدار بما يدفع المحافل الدولية للضغط على إسرائيل كي تمتثل للإرادة الدولية، ومطالبة القوى الوطنية بأن تتصدر المقاومة الشعبية برامجها بدءا من مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وتشجيع التنمية وتعزيز الصمود في مناطق الاحتكاك مع الاحتلال، واعتماد ’جائزة بلعين لأفضل صورة فوتوغرافية للمقاومة الشعبية’ جائزة سنوية يتم الإعلان عنها في المؤتمر السنوي. كما دعا المؤتمر لتوثيق العلاقة مع قوى السلام الإسرائيلية، ورفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال ومؤسـساته وشخوصه المختلفة، وتكريس العلاقة مع المتضامنين الدوليين واستقطاب المزيد من نشطاء السلام والحرية، ومطالبة المؤسـسات والاتحادات والجمعيات وكل نشطاء السلام والمجتمع المدني في العالم بالعمل على تقديم الرواية الفلسطينية في مواجهة الدعاية الإسرائيلية. كما اتفق المؤتمرون على أن يكون مؤتمر بلعين الدولي للمقاومة الشعبية الثامن في شهر نيسان من العام المقبل. وفي سياق آخر، أدانت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، واللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية، قرار ترحيل المتضامن الإيطالي جورجيو. وأدان منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان عبدالله أبو رحمة، في بيان له، سياسة الإبعاد والترحيل، مشيدا بدور المتضامنين الدوليين في المقاومة الشعبية. وأضاف أن ملاحقة المتضامنين تتصاعد من قبل الاحتلال في هذه الفترة التي يستعد فيها الآلاف من أنحاء العالم للقدوم إلى فلسطين للتضامن مع أبناء شعبنا. كما أشاد بموقف المتضامن الإيطالي مالك محمد عبد العال الذي رفض قرار الإبعاد والصعود على الطائرة، وما زال معتصما في داخل مطار اللد. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت المتضامنين جورجيو وعبد العال الأربعاء الماضي في البلدة القديمة في مدينة الخليل، خلال مشاركتهما في مؤتمر بلعين الدولي السابع للمقاومة الشعبية، إلى جانب سبعة آخرين من نشطاء المقاومة الشعبية والمتضامنين الدوليين.