خبر : كبرياء أبو مازن/بقلم: ديفيد كيز/معاريف 10/4/2012

الثلاثاء 10 أبريل 2012 05:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
كبرياء أبو مازن/بقلم: ديفيد كيز/معاريف 10/4/2012



عصمت عبدالخالق، محاضرة جامعية وأم معيلة وحيدة لطفلين، اعتقلت قبل اسبوعين في الضفة، بعد أن انتقدت ابو مازن على الفيس بوك. لعل هذا ما قصده أبو مازن عندما قال في مقابلة منحها مؤخرا لـ "الجزيرة" ان فتح هي نسخة ايديولوجية وسياسية عن منظمة الارهاب حماس. أو بكلماته: "بكل صدق، ليس بيننا خلافات".  في الشهر الاخير تقمع حماس المعارضين لحكمها، نساء ونشطاء سياسيين على الانترنت. وقد اعتقلت عدة صحفيين، منعت انعقاد مؤتمر عن وسائل الاعلام الاجتماعية وزجت بالسجن بعدد من المدونين. يبدو ان في السلطة الفلسطينية، تحت حكم أبو مازن، ينسخون بالفعل وحشية حماس. ممنوع التشهير بالموظفين الكبار، بمن فيهم أبو مازن، ومن يفعل ذلك قد يزج في السجن لسنتين. النائب العام، احمد المغني، تطرق الى اعتقال عبد الخالق في أعقاب الانتقاد الذي وجهته الى أبو مازن على الفيس بوك وقال: "تصريحات كهذه تتجاوز جدا حرية التعبير". وردا على ذلك شجب اتحاد الصحفيين الفلسطينيين الاعتقال ووصفه بانه "سابقة خطيرة".  غير أن عبد الخالق ليست وحيدة. فبعض النشطاء والصحفيين الفلسطينيين اعتقلوا حتى الان بسبب اقوال كتبوها  على الشبكة. جورج قنواتي، مدير راديو بيت لحم 2000 اعتقل في ايلول بعد أن انتقد دائرة الصحة في المدينة؛ ممدوح حمارة، العامل في محطة القدس التلفزيونية، اعتقل ورفعت ضده دعوى تشهير بعد أن نشر على الفيس بوك صورة لابو مازن والى جانبها صورة ممثل يجسد شخصية خائن في اوبيرا صابون السورية؛ الصحفي رامي سمارة اعتقل بعد أن انتقد هو ايضا على الفيس بوك الزعماء الفلسطينيين. اما الصحفي الفلسطيني يوسف الشايب فاعتقل الشهر الماضي واتهم بالتشهير بموظفين عموميين، بعد أن بلغ عن فساد في أوساط دبلوماسيين فلسطينيين.  عندما أضرب عن الطعام المخرب من الجهاد الاسلامي خضر عدنان ابن 33 في السجن الاسرائيلي على مدى بضعة أسابيع احتجاجا على اعتقاله، دُعي ملايين الاشخاص الى كفاحه لانه حظي بتغطية لا نهاية لها من الصحف ومواقع الانترنت. وبالمقابل، لم تغطي تقريبا أي وسيلة اعلام اضراب الشايب عن الطعام، والذي اطلق سراحه بالكفالة الاسبوع الماضي. ليس فقط وسائل الاعلام، بل القليل جدا من منظمات حقوق الانسان رأت حاجة لان تكافح في سبيله.  "هذا نظام مطلق"، كتب الاسبوع الماضي الصحفي الفلسطيني عادل سمارة في منتدى على الانترنت. "ماذا سيحصل عندما نجسد حلمنا ونحظى بدولة خاصة بنا؟ كلنا سنجلس مع الشايب في السجن. تخيلوا ما كان سيحصل لو كان اعتقل الشاب في الجزائر او في الصين. كل الغرب كان سيثور ويمور". في الماضي أعرب سمارة عن تأييده لانظمة مطلقة، ولكن منذئذ بات يفهم بانه توجد هنا معايير مزدودة. في هذه الاثناء، الحياة عادية في السلطة الفلسطينية: قبل اسبوع ونصف اعتقلت قوات الامن الفلسطينية صحفي آخر، طارق خميس، بعد أن نشر على الفيس بوك انتقادا لقمع الصحفيين والنشطاء السياسيين على أيدي السلطة. صحيح أنه افرج عنه، ولكن اعتقالات كهذه تنجح في ردع الصحفيين والنشطاء الاخرين. والعالم؟ صامت. وهذا صمت صاخب.