خبر : فؤاد الخفش مضرب عن الطعام منذ17 يوما ومعزول انفراديا في زنزانة ضيقة

الأحد 01 أبريل 2012 09:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
 فؤاد الخفش مضرب عن الطعام منذ17 يوما ومعزول انفراديا في زنزانة ضيقة



غزة / سما / وصف إسماعيل الثوابتة مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى حال الناشط الحقوقي الأسير فؤاد الخفش ومدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان معزول في زنزانة انفرادية في ظروف اعتقالية في غاية الصعوبة وأنها ظروف أشبه ما يكون بالأموات في القبور. وكشف الثوابتة عن رسالة نصية بخط يده وصلته عبر وسيط من طرف الأسير الخفش يصف فيها ظروفه الاعتقالية بالغة الصعوبة، ناقلا على لسان الخفش قوله: "أكتب لك يا أخي الكريم هذه الرسالة من زنزانة العزل الانفرادي في سجن مجدو بعد أن أعلنت إضرابي عن الطعام من يوم الخميس15/3/2012م احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري وتضامنا مع الشيخ الأسير النائبأحمد الحاج علي "أبو علي" والأخت الأسيرة هناء الشلبي شامة العزة في زمنالتمرد على السجان". وأضاف الخفش: "كانت النتيجة وبعد يوم من دخولي الإضراب المفتوح عن الطعام؛ نقلي إلى زنازين العزل الانفرادي وبقسوة ما بعدها قسوة وبتهديد وصراخ واستفزاز تم زجّي إلى زنزانة صغيرة لا تشبه إلا القبر - ودفني بكل ما تحمل الكلمة من معنى – وضعت في هذه الزنزانة المظلمة الصغيرة الضيقة وأغلق الباب الحديدي من خلفي بكل قسوة وعنف ووحشية أحدث طنين شديد في أذني – أغلقت عيني من شدة الضرب". وتابع واصفا زنزانته:"في هذه الزنزانة الضيقة لا هواء ولا حياة في زاويتها علما أن مساحتها فقط متر ونصف في 180 سم فقط، توجد فرشة رقيقة من الإسفنج التالف عليها آثار دماء قديمة وآثار طعام (استفراغ) يبدو أن أسيرا ما كان قد دخل هذه الزنزانة وهو مصاب ومضروبمن قبل السجان، راحة هذه الزنزانة نتنة من اللحظة الأولى وبالرغم من إضرابي عنالطعام ومعدتي الفارغة إلا أنني شعرت بالرغبة في الاستفراغ، أغمضت عيني ولم أستطعأن آخذ نفس عميق بسبب الراحة النتنة وشعرت بحالة من الغثيان والدوخان فقررت الجلوسولكن أين أجلس، فأعقاب السجائر تملأ المكان، وكل شيء يشير إلى أن الزنزانة من وقت طويل لم تُنطف وأن أسرى جنائيون كانوا في المكان، فجلست على طرف هذه الفرشة القذرةفتطاير الغبار منها ليستقبله أنفي وتبدأ معركة جديدة من العطاس والرشح دون أن أملكمحارم أو ما شابه". ومضى يقول: "نظرت إلى طرف هذه الزنزانة فلم أجد سوى قارورة ماء تستخدم لقضاء الحاجة بها (بول)وبجوارها يوجد (براز) له وقت طويل يبدو لي أن شخص لم يسمح له الخروج لقضاء الحاجة الأمر الذي دفع للتخفيف عن نفسه في المكان الذي ينام فيه، الذباب يملأ المكان وكذلك القوارض تروح وتأتي.. عبارات كثيرة مكتوبة على الجدران .. لا شمس .. كهرباء ضوء أصفر خافت .. لا غطاء .. البرد شديد، لملمت نفسي وأغمضت عيني وقررت أن أستسلمللنوم كي أهرب من هذا المكان". ويقول الخفش: "لاأعلم المدة التي أمضيتها في النوم لأن لا ساعة ولا وقت ولا شيء يشير إلى الزمان أيقظني فقط السجان وهو يفتح الباب وهو يقول لي "تفتيش" هو يعلم أني لاأملك شيء وقد سبق أن فتشني قبل دخول الزنزانة ولكنه إجراء استفزازي، فتشني ومرر يده على جميع جسدي ولم أنطق بكلمة واحدة.. كانت عيوني هي التي تتحدث، كانت تقدح بالشرر، والسجان يفتشني وهو خائف ومن حوله جنود كثر يحملون العصي والهراوات الكهربائية..عاد للخلف بحذر شديد بينما بقيت واقفا لا أتحرك، سألني هل تريد طعام، هل تريد شيء،لم أنطق ولم أتحدث، أشرت له بحاجبي (لا) فهم الرسالة وخرج ومن معه من الجنود بحذر وأغلق الزنزانة، وعدت أنا لمكاني لأستذكر أمور كثيرة أولها إخواني الأسرىالمعزولين منذ سنوات طويلة توجهت إلى الله بالدعاء لهم، راحة كبيرة وشعور بالطمأنينة تسرب إلى نفسي قمت جمعت بعض السكن والتراب الموجود في الزنزانة ووضعتعليه بعض الماء، وأمسكت بعود وبجوار الباب وقفت وكتبت أسماء الأسرى المعزولين فيزنانين العزل الانفرادي، محمود عيسى، حسن سلامة، إبراهيم حامد، جمال أبو الهيجا،أحمد المغربي، عباس السيد، عبد الله البرغوثي، أحمد سعدات، وليد خالد، باجس نخلة،ضرار أبو سيسي، وقفت أمام هذه الأسماء العظيمة التي مضى على عزل بعضها سنوات طويلة زادت عن العقد من أسماء هؤلاء الرجال العظماء استمدت نفسي وروحي عزمها وإصرارهاب الاستمرار في برنامجي وخطوتي النضالية هذه، قوة كبيرة هي التي تسربت إلى نفسي شعرت أنني قوي عزيز، وأنتمي إلى قوة عظيمة وبلاد عزيزة بها رجال كهؤلاء". وتابع الخفش يقول في رسالته: "في هذه الزنزانة يا أخي تذكرت عزيزتي الصغيرة "مودة" بنت الأسير عباس السيد وشوقه إلى ضمها لصدرها وتذكرت "علي" ابن الأسيرالحبيب إبراهيم حامد الموجود في الأردن ومدى قلق والده عليه، و"ساجدة"الصغيرة بنت الأسير جمال أبو الهيجا الطفلة التي لا تريد أن تصبح كبيرة ليبقى عمرها أقل من 16 عاما لتتمكن من رؤية وزيارة والدها المعزول وأخويها الموزعين على ثلاثة سجون، وكذلك الصغير "أسامة" ابن الأسير عبد الله البرغوثي والذي لا يعرف شيء عن والده، ولم يره من وقت اعتقاله، و"محمود" ابن الأسيرالمعزول أحمد المغربي المحروم من رؤية أبيه وصوت أم الأسير محمود عيسى وهي تتحدث له عبر الإذاعة المحلية وهي تحاول أن توصل صوتها لزنزانة طفلها الأسير الكبير،و"ولاء" بنت الحبيب وليد خالد المعزول لا لشيء سوى حبه لفلسطين هو والأخ أبو فارس باجس نخلة وحسن سلامة المتبقي من صفقة الوفاء صفقة العز والفخار يقف كالجبل الأشم .. من هؤلاء ومن ذكرهم لم أعد أشعر بالجوع .. وكلما تحركت معدتي وأصدرت تلك الأصوات أصبرها وأقول لها: إن للحرية والكرامة والعزة ضريبة يجب أن تشعر بدفعها والدفاع عنها .. في ا نفس بالصبر تجملي واستشعري معية الله، فيا رب كنبعوني فأنت ملاذي عند كربتي". وكتب الناشط الحقوقي الأسير: "أكتب لك أخي هذه السطور ولأحبابي المتابعين لقضية الأسرى عشاق موقع أحرار في اليوم الخامس لإضرابي المفتوح عن الطعام وأقولها أني بخير وقوي ولن أتراجع حتى يأذن الله بالفتح والنصر، مطالبا إياك وكما عهدتك بتفعيل الأمر إعلامي اولا مانع من نشر هذه الرسالة والدعاء لي بالثبات والنصر وبأن تجيّش الأحباب من أجل الدفاع عن كرامتنا وحريتنا .. كلي ثقة بك وبجهودك .. سلامي للحبيب وفا عياد وعماد اشتيوي، ورياض الأشقر، وصابر أبو كرش، وقد كتبت لهم رسائل أرجو أن تصلهم بطريقتك ومن خلالك". من جهته طالب إسماعيل الثوابتة مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون شخصيا وكذلك كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو وكافة رؤساء المراكز والمؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل من أجل لجمالاحتلال (الإسرائيلي) الذي يمارس الجريمة المنظمة ضد الأسرى وحقوق الإنسان وبالتالي إنقاذ هؤلاء الأسرى من معاناتهم المتواصلة.. كما ودعا كافة المؤسسات الدولية التي تهتم بحقوق الإنسان بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ الأسير الخفش الذييتعرض للموت البطيء على يد السجان (الإسرائيلي)، مبينا أن الاحتلال يتعمد الضغط على الأسير الخفش كونه ناشطا حقوقيا ويدافع عن حقوق الأسرى والإنسان في رسالة منهبأنه فوق القانون.