خبر : جولة لفياض في مناطق مهددة بالاستيطان والجدار ببيت لحم

السبت 31 مارس 2012 10:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
جولة لفياض في مناطق مهددة بالاستيطان والجدار ببيت لحم



رام الله سما جال رئيس الوزراء سلام فياض، اليوم السبت، في المناطق المهددة بالاستيطان والجدار في عدد من قرى وبلدات محافظة بيت لحم لمناسبة ذكرى يوم الأرض. وفي بداية جولته في قرية الولجة غرب المدينة، افتتح صالة رياضية في القرية، جرى إنشاؤها بدعم وتمويل من الاتحاد الاروبي، بالتعاون مع أوكسفام بريطانيا. وانتقل المشاركون إلى ’جبل اسميع’ بمنطقة عين الجويزة، حيث جرى مهرجان نظمه ’مركز أنصار’ في الولجة بالتعاون مع أوكسفام وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، بعنوان ’الولجة الى أين’، لمناسبة ذكرى يوم الأرض، شملت فعالياته الذي حضرها رئيس الوزراء ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ووزراء السياحة والآثار خلود دعيبس وشؤون الأسرى عيسى قراقع، ومدراء الوزارات والدوائر الحكومية، وممثل مؤسسة أوكسفام بريطانيا توم هولمس وممثل الاتحاد الاروبي جون جات راتر والقنصل البريطاني العام فينسنت فين. ورحب رئيس المجلس القروي للولجة صالح خليفة برئيس الوزراء والحضور وشكرهم على دعمهم للقرية، مشيرا الى ما تعانيه من ظروف صعبة بفعل الاحتلال وممارساته القمعية. وقال: ’الأرض هي نحن، وهي عنواننا وتاريخنا وعقيدتنا وهي فلسطين، وإن الصمود على هذه الأرض يجب دعمه بمواجهة الاحتلال’، مشيرا إلى أن الاحتلال قام مؤخرا بمصادرة 1235 دونما، أقام عليها المستوطنون متنزه عاما، مطالبا المسؤولين بدعم القرية ومشاريعها ببنية تحتية وتنموية واستصلاح شامل لأراضيها وتنفيذ وعود لم تنفذ من شق طرق وغيرها.  وأكد فياض على أن يوم الأرض الخالد ساهم بشكل مباشر في تكاتف وتوحيد الصف الفلسطيني، وقال ’الأرض هي نحن، وهي عنوان موحد لنا بكافة أطيافنا وأماكن تواجدنا’ وأضاف ’الحق في سواعد من يحرثون الأرض ويحرسونها’ وذلك في اقتباس عن الأديب جبران خليل جبران ’في الوجود عنصران لا ثالث لهما، الجمال والحق. فالجمال في قلوب المحبين، والحق في سواعد من يحرثون الأرض’   وحيا قادة وصناع يوم الأرض، وفي مقدمتهم جماهير المثلث والجليل والنقب، الذين رسموا في ذلك اليوم، مع أبناء شعبنا في عرّابة وسخنين ودير حنا، صورةً أصيلة من التكاتف والتلاحم في هبتهم ضد مصادرة أرضهم ودفاعاً عن هويتهم وتاريخهم. ليتحول هذا اليوم إلى مناسبةٍ وطنية شاملة تُذكر العالم بحقوق شعبنا وبإرادته التي لم تتراجع ولن تتراجع في سبيل نيل حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في العودة وفي تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.   واستذكر مقدمات يوم الأرض في الثلاثين من آذار- مارس عام 1976، وما سبقه من ممارسات إسرائيلية تمثلت في مصادرة الأرض في الجليل والمثلث، حيث استدركت الجماهير العربية في إسرائيل الخطر على وجودها وهويتها فهبت لإفشال هذا المخطط، وأسست لجنة الدفاع عن الأراضي في آب 1975، التي ترأسها الدكتور أنيس كردوش، ثم القس شحادة شحادة، والراحل صليبا خميس، ثم عقدت مؤتمراً شعبياً حاشداً في مدينة الناصرة يوم 18 تشرين الأول 1975، ثم قررت الإعلان عن الإضراب الشامل، في مواجهة قرارات مصادرة الأرض، حيث بدأت الأحداث يوم 29 آذار – مارس بمظاهرة شعبية في دير حنا، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أشد، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، في اليوم وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد في اليوم التالي إلى الهبة الشعبية في كافة المناطق العربية، حيث سقط الشهداء رجا أبو ريا من سخنين، وخضر خلايلة من سخنين، وحسن طه من كفر كنا، وخديجة شواهنة من سخنين، ورأفت الزهيري من مخيم عين شمس.   وحيا رئيس الوزراء قادة يوم الأرض توفيق طوبي، وتوفيق زيّاد، وإميل حبيبي، وإميل توما، والأخ محمد بركة، واستذكر شهداء يوم الأرض، وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم وعن حق شعبنا في البقاء والحياة والحرية والاستقلال، وفي مقدمتهم الزعيم الخالد أبو عمار. وشدد على أن يوم الأرض الخالد تحول إلى عملٍ يومي وصمودٍ أسطوري عنيد من قبل كل أبناء شعبنا في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتدمير وإرهاب المستوطنين. وقال ’لقد بات واضحاً، للعالم أجمع، جوهر ومضمون الصراع الجاري على أرضنا كصراعٍ بين إرادة البناء والحياة من أجل الحرية التي يتطلع إليها شعبنا، في مواجهة سياسة فرض الأمر الواقع والاحتلال والاستيطان والحصار ومحاولات إسرائيل حرمان شعبنا من حقه في العيش بكرامةٍ وحرية في وطنٍ مُستقل لنا’، وأضاف ’ هذا هو عنوان يوم الأرض وهذا ما عناه لشعبنا عندما هبوا للدفاع عن أرضهم’. وأكد فياض على أن السلطة الوطنية مُصممة على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمود شعبنا وقدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية في دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وأكد على أن السلطة الوطنية ستقوم بالعمل على تنفيذ المزيد المبادرات والمشاريع التنموية، وشدد على ضرورة تقديم الدعم والمساندة من قبل أشقائنا العرب لنصرة شعبنا وسلطته الوطنية، وخاصة في هذه المرحلة، وبما يعزز من إمكانية تحول اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد مقاوم، كما أكد إصرار السلطة الوطنية على مواصلة جهودها لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وبما يشمل المناطق المسماه (ج)، والقدس الشرقية، والأغوار ومناطق خلف الجدار.  جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح فعاليات اليوم المفتوح في منطقة عين الجويزة في قرية الولجة، والذي يكّرس لإحياء يوم الأرض الخالد وشكر فياض الدول العربية ودول العالم التي تقف إلى جانب دعم صمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم. وقال: ’من حقنا العيش كراما على أرضنا، ونحن على هذه الأرض باقون والحق إلى جانبنا وللسواعد التي تحرث الأرض’. بدوره أشار راتر إلى زيارة الولجة مرات عديدة مع مسؤولين في الاتحاد الاوربي، ونعرف ما تعانيه نتيجة الجدار والاستيطان والحواجز، وكذلك الصعوبات التي تواجه سكان القرية في الصحة والتعليم والوصول إلى أراضيهم. وأضاف نحن فخورون بكل ما نقدمه من دعم للقرية وأن برامجنا فيها تشكل جزءا رئيسي في عملنا، خاصة وأن جزءا من مشاريع الاتحاد الاوروبي يقام في مناطق C  التي وضعناها على سلم اولوياتنا في التطوير وتحسين وضعها. وقال نتطلع إلى دورا اكبر للسلطة الوطنية في المناطق C ، مع علمنا بالصعوبات التي تضعها اسرائيل. من جهته تحدث هولمس عن أن اوكسفام من اكبر الداعمين للمواطنين في الولجة وتتعاون مع مركز أنصار فيها، مشيرا إلى أن السكان هنا لا يريدون مساعدات انسانية بل يحتاجون لدعم كي يتحكموا بممتلكاتهم ويقرروا مصيرهم بأنفسهم. وأضاف أن الناس هنا لديهم حقوق ويجب علينا دعمهم وأن يكون لديهم الوسيلة للوصول للتعليم والصحة والتخطيط لمستقبلهم. وأشار إلى أن اوكسفام ملتزمة بدعم الفلسطينيين من ناحية حقوقهم بحسب القوانين الدولية، لذا فإن موقع الجدار الذي لا يتبع خط 67 يشكل مشكلة للمجتمع المحلي هنا لأن أراضيهم تتم مصادرتها كنتيجة لمرور الجدار وهذا مقلق للمؤسسة، مطالبا العالم  بضرورة التعرف على تأثير الجدار على حياة الناس في الولجة، لذا فنحن ندعمه المواطنين لأنهم مهمشون  ويتأثرون كثيرا بسبب الإحتلال. كما تحدثت الناشطة في اللجنة الشعبية ومركز أنصار شيرين الأعرج عن أهمية تعزيز وتحسين حياة المواطنين في قرية الولجة، والتي تعكس واقع غالبية سكان المناطق C التي تحتاج إلى دعم في كثير من نواحي الحياة بسبب الظروف الصعبة الناجمة عن الاحتلال والجدار وهدم المنازل. من جهتها أكدت دالية أبو علي المحفزة المجتمعية وعضو إدارة مركز أنصار في الولجة أن برنامج النادي الرياضي تم العمل عليه منذ 3 سنوات بدعم من مؤسسة الاوكسفام، ويأتي ضمن مشروع تنمية المجتمعات المحلية في الأراضي الفلسطينية بتمويل الاتحاد الاوروبي، وأضافت أن هذه الفعالية هي لعرض اللجنة المجتمعية برامجها وإنجازاتها، وللفت النظر اكثر للولجة التي تعاني من الاستيطان والجدار وهدم المنازل. واختتم المهرجان بافتتاح معرض ’الولجة إلى أين’ تناول حول تاريخ وحاضر ومستقبل الولجة، اضافة الى قسم للمنتوجات والمأكولات الشعبية في القرية. يذكر أن قرية الولجة تقع إلى الغرب من بيت لحم، وتتعرض لشتى انواع التخريب والترهيب الاسرائيلية بحكم موقعها المهم استراتيجيا، بهدف طرد اهلها، وهي تعاني من سياسات الاحتلال المتمثلة بسرقة معظم أراضي القرية جراء الجدار العنصري العازل او من خلال سياسات هدم المنازل. واستكمل رئيس الوزراء فياض زيارته في ريف بيت لحم الغربي بزيارة قرية نحالين حيث قام بزراعة أشجار في الأراضي المحاذية لمستوطنة ’بيتار عيليت’ المقامة على أراضي نحالين وحوسان ووادي فوكين. كما زار ’خيمة الشعوب’ المقامة على أراضٍ لعائلة نصار، حيث أقيمت لمقاومة الاحتلال واستيطانه، وأن أصحابها يقفون ثابتين صامدين في وجه مصادرتها من قبل الاحتلال منذ اكثر من 20 عاما، وقام رئيس الوزراء بزراعة شجرة في تلك المنطقة. وقال رئيس الوزراء ’جئنا هنا ضمن فعاليات يوم الأرض، وأرى فيكم روح الصمود والإصرار والتحدي، روح شعبنا في الحفاظ على أرضه، فكل العرفان لكم’. وتوجه رئيس الوزراء بعدها إلى منطقة ’ظهر بقوش’ القرية من منطقة ’عين القسيس’ التابعتين لأراضي بلدة الخضر، حيث اطلع على معاناة اصحاب الأراضي واعتداءات المستوطنين على أراضيهم ومزروعاتهم، وزرع أشتال زيتون في المنطقة. واختتم فياض زيارته في قرية أم سلمونة حيث زار منزلا يحاول أحد المواطنين تأهيله رغم قربه من جدار الضم والتوسع العنصري في المنطقة، واطلع على وضع الأراضي المهددة هناك.