القدس المحتلة / سما / صورة على التويتر أغضبت اسرائيل، فما كان من الجهات الاسرائيلية الرسمية وغير الرسمية الا أن باشرت بملاحقة ناشرة هذه الصورة، مطالبة بإقالتها من عملها... ليست هذه قصة خيالية، وإنما حادثة واقعية لا تزال تتفاعل تداعياتها في الأيام الأخيرة وانتشرت عبر صفحات الانترنت والتويتر والفيسبوك... والحديث يدور عن صورة لطفلة فلسطينية تغمرها الدماء والتي أصيبت على ما يبدو في الهجمة الأخيرة على قطاع غزة، قامت بنشرها الناشطة الشابة خلود بدوي عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي التويتر... خلود والتي اشتهرت بنشاطها السياسي كرئيسة لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا في بداية القرن الحالي، لم تكف أبدا عن النشاط، ومعروفة كناشطة نسوية وسياسية تدافع عن الحق الفلسطيني، وهي مدوّنة ناشطة جدا على الانترنت... نشر هذه الصورة والكتابة "فلسطين تنزف دما، طفل آخر قتلته اسرائيل... والد آخر يحمل طفلته الى قبرها" على ما يبدو أثار حفيظة قطعان اليمين في دولة اسرائيل والتي لم تكتفِ بحملة شعواء على بدوي عبر المدونات الاكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، بل واصلتها لدرجة باتت تضغط جهات رسمية لإقالتها من عملها في وكالة التنسيق للشؤون الانسانية التابعة للأمم المتحدة. بل ووصل الأمر لدرجة ان الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة باتت تضغط على مؤسسات الامم المتحدة في مقراتها المركزية في نيويورك وتعدت حدود دولة اسرائيل. إسرائيل بمؤسساتها العسكرية ترد على بدوي! هذه الحملة تواصلت لدرجة نشر اوفير جيندلمان – الناطق بلسان رئيس الحكومة الاسرائيلي عبر صفحته في الفيسبوك والتويتر صورة لعائلة اسرائيلية تفترش الأرض تخوفا من وقوع صاروخ عليها في رد على هذه الصورة، في ما تحوّل الى حرب إعلامية عبر الشبكة العنكبوتية.. حتى الجيش الاسرائيلي لم يبق مكتوف الأيدي، ونشر عبر مدونته الالكترونية على الانترنت أن الصور التي نشرتها بدوي وأترابها حول الإصابات والقتل الذي أسفرت عنه الغارات الجوية الأخيرة على قطاع غزة، أن هذه الصور كاذبة وليست بجديدة!. وادعت بعض الجهات المحاربة لبدوي أن الصورة التي قامت بنشرها هي صورة لحادث طرق من العام 2006، وليست بجديدة، في حين يؤكد البعض من المدوّنين الداعمين لبدوي، والذين أطلقوا حملة دعم لها عبر الصفحات الالكترونية وافتتحوا عريضة دعما لها، أن الصورة التي نشرها جيندلمان وغيره من أتباعه هي صورة من العام 2009.... هذه الحرب الإعلامية طالت أيضا بقية المدوّنين الفلسطينيين والداعمين للقضية الفلسطينية والذين يعملون في مؤسسات الأمم المتحدة، لدرجة أن قطعان اليمين تخوض حملة إعلامية مطالبة بإقالة بدوي وأمثالها من داعمي القضية الفلسطينية والناشطين السياسيين سابقا الموظفين في الأمم المتحدة من عملهم. الا أن مقربين من بدوي يؤكدون أن الحديث يدور عن حملة تستهدف بدوي نفسها لنشاطها عبر مدونتها لفضح الجرائم الاسرائيلية تجاه شعبنا الفلسطيني، وأيضا ضمن عملها كموثّقة ومنسقة اعلامية لوكالة التنسيق للشؤون الانسانية التابعة للأمم المتحدة. كما يشيرون الى أن هذه الحملة الشعواء هي تصعيد اسرائيلي في محاربة الفاضحين للسياسات الاسرائيلية وبشكل خاص عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تشير الأبحاث الى أنها تحوّلت في السنوات الأخيرة الى إحدى أكثر المواقع نجاعة لتناقل الأخبار والتأثير على الرأي العام العالمي... في الوقت الذي تمتنع فيه بدوي بنفسها عن التعقيب على الموضوع، حاول مراسلنا الحصول على تعقيب مديرة المشروع، ولكن لم ننجح حتى هذه اللحظة في الحصول على التعقيب، وسنقوم بنشره فور وصوله.