الجولة القريبة ستكون كارثيّةً تؤدي الى مأساةٍ وطنيّةٍ فادحةٍ

اسرائيل : الصواريخ الإيرانيّة التي ستُطلَق بالمُواجهة القادمة تُضاهي أضرار قنبلةٍ ذريّةٍ..

الجمعة 26 ديسمبر 2025 12:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل : الصواريخ الإيرانيّة التي ستُطلَق بالمُواجهة القادمة تُضاهي أضرار قنبلةٍ ذريّةٍ..



القدس المحتلة / سما/

تتصاعد وتيرة التهديدات الصادرة من تل أبيب لشنّ عدوانٍ جديدٍ ضدّ إيران، ونقل الإعلام العبريّ اليوم عن مسؤولٍ رفيعٍ في الكيان قوله إنّ ” إطلاق عددٍ كبيرٍ من الصواريخ على إسرائيل يُعتبر تهديدًا خطيرًا للغاية وقد يُحدث أضرارًا تُضاهي أضرار قنبلةٍ ذريّةٍ صغيرةٍ، وهذا أمر لا يمكن لإسرائيل أنْ تتسامح معه ولن تتسامح معه”، طبقًا لأقواله.

إلى ذلك، ونقلاً عن مصادر إسرائيليّةٍ عليمةٍ، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة النقاب عن وجود خشيةٍ شديدةٍ في وزارة المالية من أنّ معركةً جديدةً في مواجهة إيران ستتسبب، للسنة الثالثة على التوالي، بعد سنتيْن من الحرب الأطول في تاريخ الكيان، بتقليصاتٍ قاسيةٍ جديدةٍ في موازنات التعليم والصحة والرفاه والبنى التحتية، وفي تضرّر كبير متجدد في نمو الاقتصاد الإسرائيليّ.

وقد عبّر مسؤولون كبار في وزارة المالية أمس عن أنّ حربًا متجددةً ضدّ إيران ستكلّف مرةً أخرى عشرات مليارات الشواكل للمؤسسة الأمنية، وفقًا للصحيفة، وستُلزِم إسرائيل بتعويض مليارات الشواكل عن أضرارٍ متوقعةٍ بالمباني وبالممتلكات في حال إطلاق عددٍ كبيرٍ من الصواريخ على إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فقد أشار مسؤولٌ رفيعٌ في وزارة المالية إلى أنّه “يجب أنْ نأخذ بعين الاعتبار بجديّةٍ أيضًا الجانب الاقتصاديّ والضرر الهائل الذي قد يلحق بالاقتصاد، إذا تطورت مجددًا معركة في مواجهة إيران”.
وطبقًا لأقواله، فإنّ الأمر يتعلق بنفقاتٍ إضافيةٍ كبيرةٍ في مجال الأمن، وبتعويضاتٍ متوقعةٍ بمليارات عن الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي ستلحق بالأسر وبالأعمال في الاقتصاد، ما سيفرض إحدى ثلاث طرق، ولا واحدة منها جيّدة: زيادة إضافيّة في عجز موازنة إسرائيل، تجاوز سقف الموازنة هذا العام أيضًا، كما في السنتين السابقتين، حتى قبل إقرار موازنة 2026 نهائيًا في الكنيست، وتقليص كبير في موازنات الوزارات الحكومية مع فرض ضرائب.
الجولة القادمة مع إيران ستكون كارثيّةً
في السياق عينه، قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك لصحيفة (هآرتس) إنّ إسرائيل أقدمت على مقامرةٍ هائلةٍ عندما خرجت لهجومٍ مباشرٍ على أرض إيران، مضيفًا أنّه خلال المواجهة التي استمرت 12 يومًا، أطلق الإيرانيون مئات الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل، والمهم في هذا الشأن هو أنّ الجهد الإيرانيّ وُجِّه أساسًا نحو قواعد الجيش الإسرائيليّ وأهداف استراتيجيّة، لا نحو مراكز تجمعٍ سكانيٍّ مدنيٍّ.
وتابع: “على الرغم من مساعدة واشنطن باعتراض الصواريخ، وبالمقارنة مع القدرات اللافتة لمنظومة (حيتس)، التي نجحت في صدّ كثيرٍ من الصواريخ، فقد أصابت عشرات الصواريخ أهدافًا استراتيجيّةً وأحياءً سكنيّةً وتسببت بأضرارٍ جسيمةٍ، ولو كانت كلّ الصواريخ موجّهة إلى مركز منطقة (غوش دان)، لكان يمكن أنْ تنتهي المقامرة بكارثةٍ وطنيّةٍ فادحةٍ”.
وأردف: “إضافة إلى ذلك، تقلّص مخزون صواريخ الاعتراض لدى إسرائيل والولايات المتحدة بشكلٍ كبيرٍ، وقد أوضحت الإدارة الأمريكيّة بالفعل أنّها لن تستطيع في المواجهة المقبلة تزويد الكمية نفسها من الصواريخ التي زوّدت بها في الجولة السابقة”.
وشدّدّ بريك على أنّه إذا قررت إسرائيل مهاجمة إيران مرةَ أخرى، وهذا ما ينوي بنيامين نتنياهو أنْ يقترحه على الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب في لقائهما المخطط له في نهاية الشهر، فهناك احتمال معقول جدًا أنْ يوجِّه الإيرانيون هذه المرة صواريخهم الباليستية مباشرة نحو مراكز التجمع السكانيّ، وفي مقدمتها منطقة (غوش دان).
واعتبر أنّ الإيرانيين يهددون بالفعل بأنْ يردّوا بخطوةٍ كهذه على هجومٍ متكررٍ، وهذه المرّة هم أكثر استعدادًا بكثيرٍ من المرّة السابقة، سواءً على المستوى الدفاعيّ أوْ على المستوى الهجوميّ، والنتيجة قد تكون ضررًا لا يمكن تقديره، يتمثل في المساس بأرواح البشر وبالبنى التحتية في (غوش دان)، حيث يتركّز 70 بالمائة من السكان، وكذلك ما يقارب 80 بالمائة من مراكز الاقتصاد الإسرائيليّ.
وأوضح: “حتى لو نجحت إسرائيل بإنزال ضربةٍ قاسيةٍ إضافيةٍ بل وإصابة طهران إصابةً بالغةً، فإنّ الأمر لا يشبه تأثير ضربةٍ واسعةٍ في (غوش دان)، فمساحة إيران أكبر بـ 75 مرّة من مساحة إسرائيل، وعليه، ستستطيع إيران أنْ تصمد حتى لو تلقت ضربات قاسية، لكن من المحتمل أنّ إسرائيل لن تستطيع التعافي من إصابةٍ بالغةٍ في غوش دان”.
ومضى قائلاً: “مع ذلك، حتى لو خرجت إسرائيل من المواجهة المقبلة ويدها هي العليا، رغم الثمن الباهظ الذي ستدفعه بلا شك، وحتى لو تلقت إيران ضربة قاسية، فإنّ الإيرانيين خلال نصف عام فقط سيكون لديهم ترسانة صواريخ مماثلة لتلك التي لديهم اليوم”، وسأل: “فهل تستطيع إسرائيل أنْ تسمح لنفسها بأنْ تُجرّ إلى جولة قتالٍ كلّ بضعة أشهر؟”، مضيفًا: “من الواضح لكلّ عاقلٍ أنّه في مثل هذا الوضع لن تستطيع إسرائيل الصمود على المدى الطويل بالنظر إلى صغر حجمها، ومحدودية مواردها، ومناعتها الاجتماعية”.
واختتم بريك: “الطريق الوحيدة المتبقية لإسرائيل هي تحصين اتفاقيات دفاعٍ مع الولايات المتحدة، وحلف الناتو، ودولٍ أخرى، وخلق توازن رعبٍ استراتيجيٍّ، والسعي الدائم إلى اتفاقيات سلامٍ مع دولٍ عربيّةٍ إضافيةٍ”.