3.17 شيكل. هذا هو سعر لتر الوقود في اسرائيل قبل ان يأتي جميع مقتطعي الأرباح والمقصات في أيديهم، وهي حادة والأرقام عالية. أمس نشر هنا تقسيم الكعكة وأوضح أنه من لتر سعره 8 شيكل يربح المسوق (محطة الوقود) 59 أغورة فقط ويأخذ معبيء الوقود (بخدمة كاملة) 21 أغورة. فأين تختفي 4 شواقل اخرى؟ خمّنوا من فضلكم. ان الدولة تشربها بضريبة القيمة المضافة وضريبة "بلو"، التي هي في ذاتها اختراع رائع ببساطة لكن ليس هذا هو المكان والوقت لئلا نضيع الوقود هدرا. ثمن اللتر في امريكا أقل من نصف هذا لكنهم ما يزالون أسياد العالم ولهذا يجوز لهم، والأسعار هنا تعادل المتوسط الاوروبي لكننا لسنا اوروبا وإن كنا نشتهي كثيرا ان نعتقد هذا. فلماذا يكون الوقود غاليا جدا؟ لأن كل شيء هنا غال، وغلاء المعيشة في اسرائيل غير معقول في أي مجال من الجعة الى الشقة. لماذا؟ لأنه يمكن. لأنهم حاولوا ووافقنا ثم حاولوا مرة اخرى ووافقنا مرة اخرى. ومنذ عقود والدولة تركب الطبقة الوسطى كما يركب فرس فارسه. وترضع منها كل ما يمكن ومتى أمكن ذلك ولا تعيد حتى الحد الأدنى من الخدمة. وماذا عن الشعب، ماذا يريد؟ ستعجبون لكنه لا يريد وقودا رخيصا. وهو لا يحتج الى أسعار جبن الكوتج وقطع الحلوى بل على خنزيرية مبدئية يتم التعبير عنها في مستويين: الاول مستوى أرباب المال الذين يتبولون على الجمهور من فوق خشبة القفز برعاية الحكومة وكأنه لا يوجد هنا غوغل يمكن بمساعدته ان نفحص كم هو سعر "طعمي" (نوع من المأكولات المسوقة) في نيوجيرسي؛ والثاني لحكومة تظن انه يمكن ان تلقي على الجمهور ماءا وأحكاما بلا نهاية. لكن توجد نهاية. وأُعلمت النهاية في الصيف الاخير، وبحسب جميع التقديرات ستترجم الانتخابات القادمة الاحتجاج الى يقظة سياسية. والطبقة الوسطى ستصوت بجموعها لحزبين أو ثلاثة ترفع راية العدل الاجتماعي واذا انتُخب نتنياهو مرة اخرى ايضا فان النتائج ستصيبه بصداع كبير. سيضطر الى حشد ائتلاف مدني كثير الاحزاب وان يفعل آنذاك ايضا أكثر شيء يكرهه في العالم وهو ان يقرر وينفذ، في الاشياء الكبيرة. هذه رؤيا في الغيب، فلنواجه في هذه الاثناء الأوكتان الذي يصعب ان نهبط تحته، لأن السيناريو متوقع سلفا كثيرا: فاما ان يتدخل نتنياهو باعتباره بطل الشعب في رفع سعر الوقود ثم يضربنا بعد ذلك مرة اخرى وإما ألا يتدخل فيرتفع السعر كثيرا ويصرخ الجمهور، وتتمزز المالية اسبوعين لتستمد في كل ذلك شيئا من البقشيش ثم ينقذ نتنياهو البطل الشعب. الى رفع السعر التالي على الأقل – باسلوب لصوص الخيل. وربما ترد طبقة العبيد على الدولة بالعملة نفسها وترفع عليها دعوى قضائية. ان واحدا من اعمالها هو ان تهتم بشرايين نقل مستعملة ونحن في كل يوم نضيع في زحامات المرور 20 شاقلا على الأقل ولن نتحدث عن ساعات العمل. وليس النقل العام الفاشل بديلا حقيقيا. إضربوا التضييع بعدد أيام العمل في عقد وستحصلون على نحو من ربع مليون شاقل لصاحب أجرة متوسطة فاذا اجتهدت المالية فمن المؤكد ان تجد جزءا على الأقل من مئات التريليونات هذه في المعاهد الدينية للعاطلين وفي مستوطنات نائية، والشيء الأساسي ألا يتم المس بالأمن.