خبر : شيلي لماذا تصمتين / بقلم: يوئيل ماركوس / هآرتس 24/2/2012

الجمعة 24 فبراير 2012 04:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
شيلي لماذا تصمتين / بقلم: يوئيل ماركوس / هآرتس  24/2/2012



برغم أننا نُصور في العالم بصورة شمشون الجبار فاننا شعب خواف. "العالم كله ضدنا"، ليست هذه أنشودة شعبية فقط بل وصفا دقيقا لحالة الشعب. "في كل جيل وجيل يهاجموننا للقضاء علينا"، ننشد في ليل عيد الفصح. وحينما يتنبأ وزير الدفاع اهود باراك بـ 500 قتيل "فقط" في الحرب بيننا وبين ايران يكتب يارون لندن في صحيفة "يديعوت احرونوت" انه يرى نفسه مستهدفا لأنه يسكن مبنى متعدد الطوابق.             عند وزراء الدفاع ميل الى النظر في التهديدات لحياة البشر من خلال منظار علم الاحصاء. أتذكر لقاءا لأسرة تحرير "هآرتس" مع موشيه ديان المتعجرف في ايام عظمته حينما كان وزيرا للدفاع. في تلك الايام كانت الصحف مملوءة بعناوين صحفية عن صواريخ سكود مع رؤوس تبلغ 500 كغم حصلت عليها سوريا من الاتحاد السوفييتي. وأجاب وقد أغضبته الاسئلة المضايقة التي سأله المشاركون إياها، أجاب ببرود الأعصاب الدياني الذي يميزه: "ان صاروخ سكود وفي الحاصل العام قنبلة غير دقيقة جدا، فاذا وجه الى هيئة القيادة العامة فسيهدم بيت يوئيل ماركوس. ولن تُحسم الحرب بهذا". ولم يضحكني هذا. وبعد عدة سنين حينما نشبت حرب يوم الغفران كان موشيه ديان هو الشخص الذي تفوه منقبض الوجه بقوله نحن على شفا خراب الهيكل الثالث.             ربما نكون الآن مرة اخرى على شفا حرب، وهي هذه المرة بمبادرة من الحكومة والقيادة اليمينية المتطرفة التي تسيطر عليها. جاء مبعوثون امريكيون من جميع الرتب العليا، من وزير الدفاع الى رئيس هيئة الاركان المسلحة، جاءوا باسم الرئيس اوباما لتحذيرنا من مبادرة عسكرية منفردة على ايران. وفي الوقت الذي يذهب فيه باراك نفسه الى واشنطن ويعود منها، يحذرنا مسؤولون كبار في اسرائيل ذوو مناصب رئيسة أو متقاعدون من ان هذه الحرب ليست في الدوري الخاص بنا.             ما جاءت هذه المقدمة كلها إلا لتثير سؤال "أين شيلي؟". أي شيلي يحيموفيتش. تلك التي كانت تنتظم باسئلة حادة القادة الكبار بأسئلة حادة كالسفافيد إذ كانت صحفية ومجرية مقابلات صحفية فقدت الحدة والاهتمام حينما أصبحت رئيسة العمل الذي هو حزب دافيد بن غوريون.             ان انتخابها زعيمة للعمل كأنما أصابها بشلل. صحيح ان العمل المجيد الذي كان ذات مرة أصبح الآن حزبا فيه ثمانية نواب، لكن اهود باراك "شاويش" نتنياهو و"دكتور الحيل الاعلامية" الذي ينشر التهديدات في العالم كله يملك على الأكثر خمسة نواب بدعم من اليمين المتطرف. من المؤكد ان آباء حزب العمل سيتقلبون في قبورهم لو عرفوا بما يحدث للحزب الذي ولد من مباي التاريخي.             تشير استطلاعات الرأي في هذه الفترة المصيرية الى ان انتخاب يحيموفيتش ضاعف قوة العمل الكامنة. والمشكلة هي ان شيلي لا تجرؤ على ان تعرض نفسها بأنها رئيسة حكومة بديلة عن معسكر السلام. وهي تكتفي بمحاولة ركوب الاحتجاج الاجتماعي بل إنني لا اسمع منها في هذا الشأن عبارة "حينما أصبح رئيس الحكومة" سأفعل كذا وكذا.             ان من يشأ محاربة نتنياهو يجب ان يكون عنده ما يسمى بالانجليزية "غريزة القتل"، وهي الحماسة لتبديله وتبديل حزبه المتطرف بأي ثمن. ومن جاء الى السياسة يجب ان يكون جائعا لحكم الدولة ولغرس الثقة في الشعب في موضوعات الحياة والموت وألا يشغل نفسه بسعر جبن الكوتيج.             من العجيب أننا لم نسمع منها شيئا ولا نصف شيء عن سلوك بيبي في موضوع السلام ولم تقل كلمة ايضا في سلوكه الشخصي المهين نحو ناس ديوانه الذين أرادوا فقط الخير له حينما اشتكوا على نتان ايشل.               ان صمت شيلي عن موضوعات سياسية وأمنية قد يثير ريبة عند اولئك الذين لا يحبونها حقا في أنها ليس لها موقف أو أنها، والعياذ بالله، تفكر مثل نتنياهو. ان شعب اسرائيل، بسبب الليكود، هو في إنكار ويعتقد مثل بيبي وباراك انه ليس لنا شريك في التسوية وان الكلمات الثماني في خطبة بار ايلان يجب ان ترضي طموح الفلسطينيين الى دولة.             يجب على يحيموفيتش كي تعيد الى العمل ايامه السابقة ان تُبين ان لها شهوة قيادية وقدرة على الانتصار ايضا وان تحذر مرة بعد اخرى الشعب، قبل كل شيء، من ان الليكود، الليكود فقط، يجرنا الى كارثة.