خبر : حيرة اليسار: الجدل السياسي الحالي بقلم: درور إيدار اسرائيل اليوم -21/2/2012

الأربعاء 22 فبراير 2012 07:01 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حيرة اليسار: الجدل السياسي الحالي  بقلم: درور إيدار  اسرائيل اليوم -21/2/2012



 ماذا يفعل جسم سياسي تمزقت نظريته الساذجة إربا إربا أمام الواقع القاسي؟ ماذا يفعل اليسار مع شعارات السلام "الآن" و"مع الأعداء" و"حمّص في دمشق" وسائر الترهات السياسية التي ترمي الى إعماء الجمهور عن رؤية صحيحة للثمن والمخاطرة أكثر مما ترمي الى مساعدة اسرائيل على البقاء؟ هل يعترف بالحقيقة؟ وهل يغير نهجه؟ ماذا دهاكم!.             تحول الجدل السياسي منذ زمن الى جدل اجتماعي سياسي أي بين مجموعات متشايعة وبين قبائل. فالحقائق والمزاعم لا تغير شيئا: والجانب الذي كان ذات مرة مهيمنا يريد الآن أن يخرب للجانب الثاني مستوطنات وسياسة وبحثا اكاديميا وان يخرب قدرته على الحكم وتحقيق ارادة الناخبين. ونقول بالمناسبة ان بين التخريب والقطيعة شعرة فقط.             تظهر صحيفة "هآرتس" كأنها الحصن الفعال لمجموعة اليائسين التي أخذت تقل. ففي بنيتها الأساسية أصبحت الصهيونية فكرة ميتة نشأت بدلا منها مُثل حقوق الانسان ودولة كل مواطنيها. حقوق الانسان لا حقوق اليهود؛ فنحن لسنا أنانيين. ولما كان الامر كذلك فان كل من يتبرع لمنظمات صهيونية تسمى باللغة اليسارية "يمينية" يستحق التنديد به. وأيهم اذا لم يكن الصحفي المقاتل اوري بلاو يستحق عمل التحريض. بعد سابقة سلام الآن وبنك ليئومي صارت طريقة التخويف ناجحة. وأصبح أسهل على المتبرعين مشايعة منظمات اليسار على مذهب صندوق اسرائيل الجديد حتى لو كان هدفها القضاء على اسرائيل باعتبارها دولة يهودية وانشاء كيان سياسي آخر بدلا منها. ولهذا فان التبرعات للمنظمات المحافظة تتم في احيان كثيرة في الظلام كي لا يسمع اولئك فيستعملوا القطيعة.             ان أحد الأهداف الثابتة لليسار هو وزير التربية جدعون ساعر. هل يظن ساعر ان رجل الليكود أهل لأن يكون وزير تربية؟ أتُربي أنت اولادنا المتقدمين الذين يتنفسون منذ سن الطفولة هواء القمم الكونية ذات البعد الواحد من غير دخول هواء قومي أو صهيوني ملوث؟.             تثبت تليلا نيشر في تقاريرها الصحفية في أي مستنبت اعلامي تربت، فهي تجد اسبوعا بعد اسبوع ساحرة في خزانة خطط وزارة التربية. وقد صبت جام غضبها هذه المرة على الاحتفاء بذكرى "يوم غوش قطيف" في جهاز التربية. الويل ثم الويل ثم الويل، ان جهاز التربية يعلم أنه كان في غوش قطيف مزارعون صهاينة جعلوا الرمال القفراء خضراء؛ وأن الاستيطان هناك كان عملا صهيونيا كلاسيكيا. ولا تتخذ الخطة موقفا مباشرا من الخطة السياسية لاقتلاع البلدات لكنها تذكر بيقين الثمن الباهظ لهذا الفعل مع تأثيراته. ويمكن ان نتابع الحديث بغباء عن الانسحاب من طرف واحد الذي جعل جنوبي البلاد رهينة لمنظمة اسلامية تطمح الى القضاء علينا، لكن صواريخ القسام ما تزال لم تبلغ شارع شوكان. يحسن ان تقلب نيشر ايضا الكتب الدراسية التي تذكر تمرد الحشمونائيين والتاسع من آب وعيد المساخر (وهو عيد فاشي يرقص على دم محارب حر فارسي) وهكذا دواليك.             تحارب صحيفة "هآرتس" جدعون ساعر بسبب صهيونيته وجذوره وبسبب الجولات الدراسية الى الخليل والى شيلا وتأييده لحركة "اذا شئتم". ان وزير التربية هو نقيض أشباه سريد وألون. اجل، يمكن ان نطبق على ساعر كلام بابوس بن يهودا الذي قال "طوبى لك ان ضُبط مع كلام التوراة".