خبر : صفقة ميغرون والمهنة العتيقة بقلم: درور رفائيل معاريف - 16/2/2012

الخميس 16 فبراير 2012 09:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
صفقة ميغرون والمهنة العتيقة  بقلم: درور رفائيل  معاريف - 16/2/2012



  1. كيف يمس بني بيغن بإرث مناحيم بيغن؟             بني بيغن توصل الى حل وسط في ميغرون. أبوه كان رئيس الوزراء، وقع على اتفاق سلام تاريخي، مقاتل منع حربا أهلية وغير وجه الدولة. هذا حصل قبل اكثر 30 سنة.             بيغن الابن هو وزير زائد في الحكومة، وبعد مفاوضات مضنية توصل الى اتفاق مع خمسين عائلة. السكان رضوا وسينتقلون الى تلة مجاورة. بيغن يميل الى الحديث بكلمات كبيرة، بسيماء هامة، مثل الاب. يمكن للمرء أن يسمع رفيف أجنحة التاريخ في صياغاته، وذلك لان مضمون كلامه هام حقا. المضمون هو مضمون مربية أطفال اقنعت طفلا بان يأكل والحدس هو خليط من مارتين لوثر كينغ وزئيف جابوتنسكي.             اتفاق الاستسلام حزين وباعث على الاكتئاب. من الان فصاعدا ستكوم ميغرونتان. الميغرون القديمة ستخلى، والميغرون الجديدة ستسكن. ومن المعقول الافتراض بان القديمة ايضا لن تبقى مهجورة. كم من المقدرات (زمن، مال، وزير) توظف الحكومة في الخمسين عائلة؟ زحفا يتوجه بيغن الى السكان ويعود منحنيا الى القدس. الحل الوسط هو ميغرون (منحدر) سلس. كل بلدة تأمر محكمة العدل العليا باخلائها، ستقام محلها اثنتان.             وماذا عن إرث بيغن؟ الاب صنع سلاما، والابن وضع جسرا في منحدر (ميغرون). جيل ينقضي، والنبرة وحده هي التي تبقى.             2. لماذا كلنا بغايا؟             مشروع قانون النائبة اوريت زوارتس سيعالج موضوع زبائن البغايا. اذا ما أقر، سيعاقب الزبائن بنصف سنة ارشاد أو بالحبس.             البغاء لم يعد مهنة محصورة في المحطة المركزية القديمة في تل أبيب. فهو ينتشر في كل مكان – بدءا بالكنيست التي جعل اعضاؤها أنفسهم "صوت للايجار" في أيدي مجموعات الضغط من الشركات التجارية، عبر الصيادلة الذين يدفعون بالادوية الينا لانهم "دسموا" من قبل شركات خاصة وتكنولوجيات عالية تبيع معلوماتهم وزمنهم لنيل الربح، وانتهاءا بكُتّاب الرأي الذين يسلمون لغتهم وروحهم كي يحللوا شخصيتنا المنفصمة.             وفجأة للحظة واحدة، يستقيظ جال اخوبسكي ويعرب بالبث الحي عن رأي حقيقي، رأي مع أجندة، ضد جمعية "ان شئتم" التي تسعى الى استبعاد مسرحية محمد بكري بسبب أصله وأرائه. اخوبسكي يثور وايراز سديه الى جانبه يواصل هز الرأس. واخوبسكي يهتف بان هذا مثل المانيا في العام 1930 ويغضب وينفعل وحقا يعيش  رأيه، فيما يواصل سديه هز الرأس والى جانب الشاشة لا يزال العنوان "هذا المساء الاخ الاكبر، التنحية المزدوجة"، واخوبسكي يتمسك بالايديولوجية المضادة لـ "ان شئتم" التي يقول ممثلها ان بكري يشرب دم الجنود. وللحظة تفكر: ها هو البغاء انتهى، وممثل "ان شئتم" يصرخ بان على بكري أن يعتذر عن فيلم "جنين جنين" وكأن ثمة صلة بين الفيلم (الرأي) وبين قدرة الممثل (الفنان)، وان يعتذر محمد بكري عن أنه موجود. وبكري يقول انه يشرب عصير بندورة، وسديه يهز رأسه بقوة أكبر، والعنوان فوق يستمر: "التنحية المزدوجة"، وها هو البغاء يتبدد لنا أمام العينين، اخوبسكي عاد الى نفسه!             في وقت لاحق يتبين أن اخوبسكي أُجبر على الاعتذار وعاد البغاء الى حدوده. والان تفضلوا للتعرف على السكان الجدد في بيت الاخ. كلنا بغايا. فقد أقنعونا بانهم يدفعون لنا على نحو جيد بما يكفي كي نكون كذلك.             بضع ملاحظات للختام: اركادي غايدماك اتهم بتبييض الاموال. واستبدلت التهمة بتهمة "تلقي شيء باحبولة ليس فيها غش". اذا لم يكن هناك غش، فأين المشكلة؟             متان فيلنائي يقول: "خمسين سنة كنت في الامن. استنفدت". هذا ردا على انتقاد عليه لانه سيكون سفيرا في الصين. محق. الحقيقة، نحن ايضا مللنا كل هذا الامن، إذن فلعلنا جميعنا نسافر الى الصين؟