خبر : وثيقة ضائعة: هكذا أُخلي الآلاف من منازل هُجرت في 1948 – خلافا للانظمة الادارية/بقلم: نير حسون/هآرتس 10/2/2012

الأحد 12 فبراير 2012 12:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
وثيقة ضائعة: هكذا أُخلي الآلاف من منازل هُجرت في 1948 – خلافا للانظمة الادارية/بقلم: نير حسون/هآرتس  10/2/2012



 وثائق من الخمسينيات والستينيات تثبت بان الدولة أخلت الاف الاشخاص من بيوتها خلافا للقانون. وقد انكشفت الوثائق في تحقيق مستقل لاحد سكان لفتا، الذي طولب باخلاء بيته بعد أن سكن فيه عشرات السنين وذلك لان الدولة تعرفه بانه غازٍ.  هذه السنة تمر ستين سنة على دخول عائلة يوحنان الى بيتها في حي لفتا في مدخل القدس، على مسافة أمتار قليلة تحت طريق القدس – تل ابيب وامام حدائق سخروف. قبل ثلاث سنوات تلقت العائلة دعوى من مديرية اراضي اسرائيل ومفادها رفع اليد "المدعى عليه غازٍ ويتصرف دون حق..."، كما ورد في لائحة الدعوى. وكرس والد العائلة يوني يوحنان بضع سنوات من حياته لحل المسألة التاريخية – القانونية: كيف رغم كل السنوات ورغم الاسناد الحكومي، في مكان ما هناك في بداية الخمسينيات، لا يزال يعتبر "غازٍ" في بيته؟  نتائج حملة التفتيشات هذه من شأنها، برأي رجال القانون، ان تغير حياة عشرات الاف السكان والسكان السابقين الذين يعتبرون كـ "سكان بلا عقود"، من لفتا في القدس، نطاق صمويل في قلب تل أبيب، كفار شليم، جفعات عمل، حي رمات عميدار في باتيام وغيرها – كلها كانت قرى فلسطينية هجرت في 1948 وتحولت فأصبحت احياء لمهاجرين جدد. وبزعم يوحنان، فقد أخفت الدولة على مدى السنين وثائق قررت أنظمة يمكنها أن تسمح لاولئك السكان بالحصول على حقوق في بيوتها. فضلا عن ذلك – يتبين أن هذه الانظمة لم تخفى عن الجميع، وبرأي يوحنان الفارق بين من عرف بها وفاز بحقوق على بيته ومن لا هو فارق حاد وواضح: "النظام نفذ لنوع معين من السكان. وأنا أقول هذا دون أن يرف لي جفن".  قضية "السكان بلا عقود" التي تهز حياة عشرات الاف الاسرائيليين منذ عشرات السنين، بدأت مع هروب السكان الفلسطينيين في حرب التحرير. الاف البيوت الشاغرة بقيت في ارجاء الدولة وبدأت السلطات تملأها بسرعة. وكان الهدف هو التخفيف من أزمة السكن، ولكن ليس أقل اهمية من ذلك، منع عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم وكذا لاسكان وتعزيز خط التماس. وقد اسكنت القرى بسرعة وبقي السكان في الغالب في شروط معيشية صعبة. الى جانب الاف البيوت التي نقلت الى السكان الجدد حسب القانون بقي الالاف لم يتم أبدا ترتيب حقهم في البيوت. وبين الحين والاخر تعلق الدولة والسكان في صراعات تطالب فيها الدولة باخلائهم لحث خطط بناء او حين تبيع الدولة الارض مع السكان الذين عليها لمستثمرين خاصين كي يقوم هؤلاء بالتصدي لـ "الغزاة".  عائلة يوحنان هاجرت الى البلاد في 1951 من كردستان. أبناء العائلة اسكنوا في البداية في معبر مجيدو وبعد نحو سنة جيء بهم مع عائلات اخرى الى لفتا. من مئات الوثائق التي جمعها يوحنان في السنوات الاخيرة تتضح صورة صعبة عن الحياة في لفتا في السنوات الاولى من الدولة – بلا ماء وبلا كهرباء، في فقر مدقع وفي تجاهل لازمة السكان. ويتضمن الارشيف الصغير الذي جمعه يوحنان عن تاريخ الحي عشرات المراسلات بين عقيلة الرئيس الثاني راحيل ينايت بن تسفي، وسكان الحي والسلطات.  مادة متفجرة قانونية من بقي في الحي كان في الغالب اولئك الذين سكنوا في المنازل في "لفتا العليا" قرب طريق رقم 1. وقد اعترفت بلدية القدس بعائلة يوحنان منذ العام 1953 وهم يدفعون الارنونا منذئذ.  وحسب التقدير فان الاف العائلات اخليت منذ قيام الدولة من منازل كهذه ولم تمنح الفرصة لشراء الارض. واحيانا كانت الدولة تبيع الارض مع السكان لمستثمرين خاصين.  وجاء من مديرية اراضي اسرائيل ان المديرية لا تعترف بحق ملكية 13 عائلة في لفتا في الاملاك التي يحوزونها، وهذا هو السبب الذي رفعت بموجبه ضدهم لوائح دعوى للاخلاء لغرض اقامة الحي الجديد الذي خططت له المديرية في المكان.