خبر : فرح سيزيف بمكافحة التمييز/بقلم: عميره هاس/هآرتس 8/2/2012

الأربعاء 08 فبراير 2012 11:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فرح سيزيف بمكافحة التمييز/بقلم: عميره هاس/هآرتس 8/2/2012



بُشرنا هذا الاسبوع بثلاثة نضالات تفصيلية لنظام التمييز الاسرائيلي آتت أُكلاً: فبدو قبيلة الجهالين لن يُطردوا الى بلدة قرب مكب قمامة أبوديس، ولن تُهدم مدرسة لواحد من مضاربهم؛ وألغيت مناقصة انشاء عقاري فخم في القرية الفلسطينية المهدومة لفتا بأمر من المحكمة، وسيُسمح لمنذر فهمي المولود في القدس وصاحب حانوت الكتب في "الامريكان كولوني" بالبقاء في مسقط رأسه. ان ملايين من ساعات النضال وقدرة الثبات الفلسطينية التي لا يمكن تقديرها قد آتت أُكلاً. ربما كانت المدرسة البيئية من اطارات السيارات للجهالين في الخان الاحمر هي التي اخترقت درع عدم الاكتراث الاسرائيلي وأثارت انتباها عالميا واسعا بما يكفي لتفكر سلطات الهدم الاسرائيلية مرتين. ويبدو ان وصول لاجئي لفتا (وهم اليوم من سكان القدس) الى بيوتهم المهدومة قد حثهم على الاستئناف – مع منظمات ونشطاء اسرائيليين – على الاضرار بتراثهم وجماله، وهو استئناف كشف عن مفاسد المناقصة. ومن المؤكد ان توقيع الأديبين عاموس عوز ودافيد غروسمان ومشاهير آخرين هو الذي أوضح لوزارة الداخلية أنه لا يحسن طرد فهمي من المدينة التي ولد فيها. كم هو مُغر ان نفكر أنه يوجد في النضالات الثلاثة صيغة عجيبة ما يمكن نسخها كي لا تنتهي آلاف النضالات الاخرى الى لا شيء. لكن ليس الامر كذلك. فالفرح متحفظ من تلقاء نفسه بسبب علمنا بأن هذه هي الشواذ. وليس واضحا حتى الآن هل ستُنقذ كل خيام الجهالين في الأطراف الشرقية للقدس من السكن بالارغام قرب مكب القمامة (وهي خطة رسمت في السنة الاخيرة). لكن سلطات الاحتلال على كل حال مصممة على تنفيذ نقض آخر للقانون الدولي وأن تُجمع السكان المدنيين المحميين في مجمع سكني دائم واحد، بغير تنسيق وتخطيط مشترك معهم (سوى استماع الملاحظات في نهاية التخطيط). وبرغم الاحتجاجات، والاوروبية ايضا، فان المنطقة (ج) الواسعة التي يعيش في جزء منها أبناء الجهالين ما تزال مختبرا اسرائيليا لتطبيق طرق محكمة لطرد الفلسطينيين سرا. يوجد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من أبناء القدس مثل فهمي سلبهم قلب أصم تحت غطاء "قانون الساكنية" مكانتهم في مدينتهم. ولا يخرج المشاهير وذوو الخطر عن طورهم وصمتهم لحماية حقهم الطبيعي في العيش في مدينتهم. وتتهم النيابة العامة في القدس الآن اثنين من عشرات الآلاف هما خالد أبو عرفة ومحمد طوطح بـ "مكوث غير قانوني". ما تزال رئيسة المحكمة العليا التي ستترك عملها، دوريت بينيش، لم تقضِ في الاستئناف على سلبهما ساكنيتهما (واثنين آخرين من رفاقهما في الحزب)، بعد ان انتخبا في انتخابات حثت الولايات المتحدة على اقامتها. لكن الرئيسة لم تُجهد نفسها في اصدار أمر بيني يمنع طردهما ما بقي قرارها معلقا وواقفا. وقد علمت ان البلاد والقنصلية الامريكية لن تعصفا ولن تهتزا حينما يُطردان. حظيت لفتا باعتبارها بلدة فلسطينية بالحضور في الوعي الاسرائيلي. لكن الحق في الذاكرة يُعرض بأنه تهديد أمني. فالأشواق والانتماء الى ارض الآباء والأمهات والحق في العيش فيها حق لليهود وحدهم. وماذا عن جمعية "حُماة القانون وحاخامو حقوق الانسان"؟، انها لا تشارك في نضال الجهالين ولفتا فقط. فهي تشارك في عشرات الحملات الاخرى السيزيفية في أكثرها لتخليص ناس من الفك الآثم لسلطة الامتياز لليهود. وهذه، وبلا قصد محاولات بطولية ومؤلمة لاستنقاذ مصطلح "يهودي" من مرادفاته في اسرائيل وهي: عنصري وسيادي وبليد الحس ومنافق وقصير النظر.