على خلفية القطيعة المطلقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين عبد الله ملك الاردن، التقى أمس رئيس الدولة شمعون بيرس مع الملك في قصره في عمان. وكان يفترض باللقاء ان يكون سريا، ولكن الاردنيين حبذوا نشر أمر انعقاده قبل ان تهبط مروحية بيرس عائدة الى اسرائيل.في بيان أصدره قصر عبد الله جاء ان "الملك والرئيس بيرس تحدثا عن سبل احياء المسيرة السلمية والتغلب على العراقيل في الطريق الى المفاوضات على حل الدولتين للشعبين واقامة دولة فلسطينية في حدود 1967". ونقل عبد الله الى نتنياهو رسالة بموجبها سيكون مستعدا للقائه بعد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ودعا رئيس الوزراء الى اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه أبو مازن.وطرح بيرس على عبد الله اقتراح رئيس الوزراء عقد لقاء قمة اسرائيلية فلسطينية مباشرة في أقرب وقت ممكن على مستوى نتنياهو وأبو مازن. وشدد على ان الوصول الى حل الدولتين للشعبين ليس ممكنا إلا من خلال المفاوضات المباشرة، وليس عبر التوجه الى الامم المتحدة. كما حاول بيرس اقناع الاردنيين التوقيع على اتفاق مكتوب يسمح بهدم جسر باب المغاربة – الذي يربط بين المبكى والحرم ويوجد في خطر الانهيار – واقامة جسر دائم بدلا منه. وكان نتنياهو ألغى في اللحظة الاخيرة هدم الجسر خشية ان يثير الامر عاصفة في العالم العربي. ورد الملك عبد الله بأن هذا ليس الوقت المناسب لهدم الجسر. ورافق الزيارة السكرتير العسكري للرئيس العميد حسون حسون، ومقربه آفي غيل.وتقول مصادر سياسية رفيعة المستوى ان اللقاء جاء لتهدئة الملك ولاقناعه بأن وجهة اسرائيل نحو السلام. ويتبين من تقارير وصلت الى اسرائيل ان عبد الله يوجد تحت ضغط شديد: فهو يخشى من ان يؤدي انهيار السلطة في سوريا الى تسرب عناصر الارهاب الى مملكته، ويتابع بقلق تعزز الاخوان المسلمين في المغرب، في تونس وفي مصر. مسؤول كبير في مكتب نتنياهو أوضح بأن الاتصالات مع المملكة تجري كل الوقت: "الاردن هو دولة هامة جدا ومرسى مركزي للاستقرار في المنطقة".