خبر : مصر:إقبال كثيف على التصويت في أول إنتخابات برلمانية بعد الثورة

الإثنين 28 نوفمبر 2011 04:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصر:إقبال كثيف على التصويت في أول إنتخابات برلمانية بعد الثورة



القاهرة / وكالات / أقبل المصريون بشكل كثيف على التصويت في أول إنتخابات برلمانية  اليوم، بعد نجاحهم في الإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، واصطف المصريون في طوابير طويلة أمام لجان الإقتراع في تسع محافظات ضمن المرحلة الأولى من الإنتخابات، التي أصر المجلس العسكري على إجرائها برغم أحداث العنف الأخيرة، التي راح ضحيتها 41 قتيلاً  ونحو أربعة آلاف مصاب. ومن المفترض مشاركة 17.5 مليون مصري في المرحلة الأولى من الإنتخابات، يدلون بأصواتهم في 3307 مركز انتخابي في تسع محافظات، هي: القاهرة، كفر الشيخ ، دمياط ، الإسكندرية ، أسيوط ، الأقصر، البحر الأحمر، بورسعيد والفيوم. وذلك من أجل إختيار 56 نائباً  للمقاعد الفردية، و 112 نائباً لمقاعد القوائم الحزبية، أي 168 نائباً، نسبة 34 % من اعضاء مجلس الشعب.  وشهدت الساعات الأولى من التصويت إقبالاً كثيفاً من المصريين، بمختلف طوائفهم، ولاسيما الفلاحين والصعايدة والمرأة والأقباط، وذلك في محاولة منهم للخروج من عنق الزجاجة، وعبور المرحلة الإنتقالية وبناء الدولة الديمقراطية، وتأتي المشاركة الكثيفة من الأقباط، رغم إنطلاق دعوات لمقاطعتهم الإنتخابات، في أعقاب أحداث ماسبيرو في سبتمبر الماضي، وشكلت دعوة البابا شنودة الثالث للمشاركة بإيجابية دافعاً قوياً للأقباط، وقال المستشار نجيب جبرائيل محامي الكنيسة لـ"إيلاف" إن الأقباط يشاركون بكثافة في الإنتخابات الأولى بعد نجاح الثورة، مشيراً إلى أنهم رفضوا دعوات المقاطعة، لعلمهم أنها ليست في صالح البلاد. وأضاف جبرائيل أن الأقباط نزلوا منذ الصباح الباكر واصطفوا في طوابير طويلة إلى جانب إخوانهم المسلمين من أجل التصويت. وتأتي المشاركة الكثيفة للمصريين في الإنتخابات رغم أنهم يشكون من غموض عملية التصويت، لاسيما أن النظام الإنتخابي جديداً عليهم. وقال محمد عبد الكريم  ويعمل محاسباً في مؤسسة رسمية لـ"إيلاف" أنه حتى يومين ماضيين لم يكن يعرف لمن سيدلي بصوته في الإنتخابات، وكانت الأمور غامضة جداً، مشيراً إلى أنه تعرف على النظام الإنتخابي الجديد وطريقة التصويت عبر الملصقات التي وضعتها بعض منظمات المجتمع المدني في الشوارع. وأضاف أن قسماً كبيراً من المصريين لا يعرفون كيفية التصويت أو لمن سيصوتون، لاسيما أن الدوائر متسعة جداً، ولم يقم المرشحون بالدعاية بالشكل الكافي، بإستثناء حزب الحرية والعدالة وحزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس. وتوقع عبد الكريم أن يكون هناك عمليات توجيه للناخبين أمام اللجان الإنتخابية تساهم في خروج النتيجة لصالح التيار الإسلامي الذي يتمتع بتواجد مكثف في جميع القرى والمدن. وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات رئيس محكمة استئناف القاهرة عبد العز ابراهيم ان نسبة الاقبال على مراكز الاقتراع "اكبر من المتوقع" مؤكدا وجود مشكلتين رئيستين صباح الاثنين هما تأخر وصول بطاقات الاقتراع وتأخر بعض القضاة في الوصول الى مراكز التصويت. واكد ابراهيم في مؤتمر صحافي "فوجئنا بان الناس والحمد الله اقبلت على الانتخابات بكثافة واكثر من المتوقع" من دون ان يعطي نسبا محددة. واضاف انه "لم تحدث مشكلات امنية" خلال عمليات الاقتراع غير انه اقر بوقوع مشكلتين. لكنه قال انه تم حلهما مضيفا. واوضح ان المشكلة الاولى تتعلق بـ "تأخر وصول بعض القضاة الى مراكز الاقتراع" بسبب عدم قدرتهم على معرفة مكانها او بسبب الامطار وتعطل حركة السير. اما المشكلة الثانية فهي عدم وصول بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد مشددا على ان وزارة الداخلية هي التي تتحمل مسؤولية هذا التأخير لانها مكلفة بعملية توزيع الاوراق على المراكز الانتخابية. واشار الى انه "يمكن بالنسبة للجان التي فتحت متاخرة ان تعوض الفترة التي تاخرت فيها". وعن الشكاوى من وجود استمارات غير مختومة في العديد من اللجان، قال "اصدرنا تعليمات الى القضاة بان يختموا الورقة بختم القاضي او يوقع عليها". واكد ان القاضي مكلف بعد اغلاق مكاتب التوصيت بان "يقوم بنفسه باغلاق النوافذ وتحريز الصناديق وختمها بالشمع الاحمر وكذلك غلق باب الغرفة بنفسه وتشميعها واخذ المفتاح معه". وتتكون اللجنة الانتخابية من قضاة كما يشرف على كل مراكز الاقتراع قضاة بموجب قانون اصدره المجلس العسكري استجابة لطلب من الحركات والقوى السياسية بعد اسقاط نظام مبارك في شباط/فبراير الماضي. ويتمتع القضاة بمصداقية واسعة في مصر منذ اشرافهم على الانتخابات التشريعية في العام 2005 وكشفهم الصريح للانتهاكات وعمليات التزوير التي شابتها. والغي الرئيس السابق الاشراف القضائي على انتخابات عام 2007 ولكن المجلس العسكري اعاده بعد ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي. لم تشهد الساعات الأولى من عمر المرحلة الأولى في الإنتخابات أعمال عنف واسعة، كما كان متوقعاً، برغم حصول بعض الإنتهاكات: كالعثور على بطاقات تصويت مختومة وممهورة بتوقيع رؤساء اللجان الفرعية في دوائر محافظات: البحر الاحمر، واسيوط، و الاقصر، وذلك قبل بدء عملية التصويت. تم نشر بعض تلك البطاقات على شبكات التواصل الاجتماعي، وتلقت اللجنة العليا للانتخابات شكاوى بهذا الشأن، ولكن لم يعرف هل إتخذت إجراءات قانونية حيال هذا الأمر أم لا.  وكان تأخر فتح بعض اللجان الإنتخابية لمدة ساعتين من الثامنة صباحاً حتى العاشرة والنصف صباحاً، أبرز السلبيات التي شهدتها الإنتخابات، ووقعت مشادات بين قوات الأمن والناخبين، على خلفية هذا التأخير، لاسيما أن بعضهم يقف أمام اللجان منذ السابعة صباحاً. ووثّقت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية  بعضاً من تلك الإنتهاكات، في تقرير لها، ومنها : تأخر فتح لجنة مدرسة المعمارية بدار السلام بالقاهرة، مما أصاب الناخبين بالسخط، واضطر إلى إطلاق النار في الهواء لتفريق الناخبين، لا سيما أنه كانت قد ظهرت بوادر عنف فيما بينهم. ووقعت مشادات مماثلة أمام لجنة مدرسة بنك الاسكندرية بدائرة حلوان، بسبب عدم فتح اللجان وعدم السماح للناخبين بالدخول الى المدرسة حتى الساعة العاشرة مما أسفر عن اصابة مجند شرطة.  وعلى الرغم من أن القانون يحظر الدعاية الإنتخابية مع بدء عمليات التصويت، إلا أنها ما زالت موجودة بكثافة، ومنها: وجود دعاية خارج اللجان بدائرة حلوان لصالح المرشح مصطفى بكري فردي فئات، ودعاية لصالح قائمة حزب الحرية والعدالة، ووجود دعاية في دائرة المعادي مركز اقتراع مدرسة الأميرة فوزية. وكذلك الأمر في دائرة بور سعيد، حيث توجد دعاية خارج اللجان لقوائم حزبي المحافظين وحزب النور. ودعاية لقائمة حزب الحرية والعدالة بالدائرة  الثالثة بمدرسة سيدي جمال الابتدائية. وتلقى المجلس القومي لحقوق الإنسان 161 شكوى منذ بداية التصويت حتى العاشرة صباحاً، تمثلت في: تأخر فى  فتح مقار الاقتراع لمدة تتراوح بين نصف الساعة والساعة، تأخر وصول بطاقات الاقتراع لبعض المقار، عدم ختم بعض بطاقات الاقتراع، منع بعض المراقبين من دخول بعض مقار الإقتراع، مما دعا بعضهم للإحتجاج أمام قسم مدينة نصر. إستخدام أنصار حزب الحرية و العدالة دعايات إنتخابية تحمل شعارات دينية امام بعض مقار الاقتراع كما حدث امام المقار بجوار مسجد ساحة بلال بالدائرة الثالثة بمدينة نصر بالقاهرة. ووقعت إشتباكات بين الأمن وأنصار المرشح والناشط السياسي جورج اسحاق داخل مدرسة اشتون جميل، في شارع محمد علي  في محافظة بورسعيد، بسبب تغيير رقم إسحاق الإنتخابي، ووقعت إشتباكات مماثلة بين انصار حزب النور وحزب المصريين الاحرار، وانصار جورج اسحاق امام وداخل مدرسة محمد السيد المشتركة للسبب نفسه.