خبر : اسرائيل تحذر الولايات المتحدة من مغبة إضعاف طنطاوي../ اسرائيل للعالم: يجب الحفاظ على طنطاوي../معاريف

الإثنين 28 نوفمبر 2011 11:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل تحذر الولايات المتحدة من مغبة إضعاف طنطاوي../ اسرائيل للعالم: يجب الحفاظ على طنطاوي../معاريف



 في ظل التخوف العميق من اندلاع العنف من جديد، يتوجه اليوم 60 مليون صاحب حق اقتراع في مصر الى صناديق الاقتراع، لاول مرة منذ سقوط حكم مبارك. على خلفية المعارضة الشديدة التي يثيرها رئيس المجلس العسكري الجنرال محمد حسين طنطاوي وانطلاقا من التخوف على مكانته، نقلت وزارة الخارجية الاسرائيلية في الآونة الاخيرة رسالة الى العواصم المركزية في اوروبا وكذا الى واشنطن مفادها: "يجب الحفاظ على الجنرال والامتناع عن اعمال تضعف صلاحياته وصلاحيات الجيش السلطوية". وأطلقت أمس محافل سياسية رفيعة المستوى في اسرائيل انتقادا حادا ضد البيت الابيض الذي دعا يوم الجمعة الجيش المصري الى نقل صلاحياته الى حكومة مدنية في أقرب وقت ممكن. وقال مصدر سياسي كبير ان "الولايات المتحدة تكرر خطأها من عهد الثورة الاول في مصر، حين دعت مبارك الى ترك الحكم. فالانتقال المتسرع واجراء انتخابات حرة مبكرة جدا من شأنه ان يؤدي الى صعود الاخوان المسلمين الى الحكم". وتعمل وزارة الخارجية الآن، ضمن امور اخرى، من خلال السفارات الاسرائيلية في فرنسا، المانيا وبريطانيا، لنقل رسالة أساسها الامتناع عن اتخاذ اجراءات يمكنها ان تهز المبنى السلطوي في مصر ومن شأنها ان تؤدي الى حرب أهلية. في ظل التوتر الذي يضع قيد الشك اجراء الانتخابات، ينطلق المصريون اليوم الى صناديق الاقتراع. "ليس للمجلس العسكري صلاحية اجراء انتخابات"، هتف أمس آلاف المتظاهرين في الاسكندرية. وأوضح طنطاوي بأن الجيش لن يسمح بتشويش الانتخابات والتقى بممثلي الحركات السياسية لايجاد السبل لتهدئة الخواطر. وذلك بعد ان أعرب المتظاهرون في ميدان التحرير عن عدم الثقة برئيس الوزراء الجديد، كمال الجنزوري، ودعوا الى استبداله. السياسة المركزية لوزارة الخارجية، كما يتضح من مداولات داخلية في أعلى المستويات في الوزارة، هي الامتناع عن ممارسة الضغوط على الجيش المصري لنقل الصلاحيات الى حكم مدني ليس في اجراء مرتب ومتدرج. كما يتضح من المداولات والرسائل بأنه يجب حماية مصر من مغبة الفوضى السلطوية التي من شأنها ان تؤدي الى حرب أهلية قد تصل آثارها الى الدول الاوروبية. تأجيل هدم جسر المغاربة في القدس في أعقاب رسالة مصرية في اطار هذه السياسة، قررت اسرائيل الامتناع عن خطوة من شأنها ان تشعل النار في الشرق الاوسط هذا الاسبوع. فقد أفادت القناة التلفزيونية 2 بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بلدية القدس بأن تؤجل لاسبوع هدم جسر المغاربة الذي يربط بين حائط المبكى والحرم. وكان يفترض بالهدم ان يتم في منتهى السبت ليلا. وحسب التقرير جاء التأجيل في أعقاب رسائل تحذير من مصر والاردن بأن الخطوة من شأنها ان تحرف وجهة المظاهرات في ميدان التحرير لتكون ضد اسرائيل. تحذيرات مشابهة جاءت من الحكومة الاردنية التي تخوفت من اضطرابات تندلع في أرجاء المملكة في أعقاب الخطوة الاسرائيلية. وبالتوازي، تنطلق محافل سياسية رفيعة المستوى في اسرائيل في انتقاد حاد على الولايات المتحدة، منذ دعوة البيت الابيض الجيش المصري الى نقل صلاحياته الى حكومة مدنية في أقرب وقت ممكن. وحسب مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس فان "الولايات المتحدة تكرر خطأها من عهد الثورة الاول في مصر حين دعت مبارك الى ترك السلطة". وحسب المصدر الكبير فان "هذا خطأ جسيم يزيد أكثر فأكثر عدم ثقة الحلفاء العرب للولايات المتحدة في الشرق الاوسط تجاهها".وحتى وقت أخير مضى أيدت الولايات المتحدة خطط الجيش لنقل السلطة الى منظومة أكثر ديمقراطية، إلا ان الادارة الامريكية بدأت مؤخرا بالتشكيك بالخطة وبصدق الجيش في نقل السلطة. لا يمكن عدم الانتباه الى الشكل المشابه الذي عالجت به الولايات المتحدة الامر في بداية الانتفاضة في مصر ضد مبارك قبل نحو عشرة اشهر. في حينه وقف البيت الابيض خلفه في البداية الى أن اتضح ان المتظاهرين في النهاية سيسقطوه، بدأوا يجمعون القوة وعندها دعا البيت الابيض مبارك الى ترك منصبه.ليست اسرائيل وحدها قلقة من الموقف الامريكي. ففي مقابلة مع "نيويورك تايمز" أعرب أمس مارتن اينديك، عن تخوفه من ان يكون الرئيس براك اوباما يخاطر بمس جسيم في العلاقات بين بلاده والجيش المصري، والذي على مدى 30 سنة شكل الواقي الأساس لمصلحة امريكية هامة في الشرق الاوسط: اتفاق السلام بين مصر واسرائيل.وقال اينديك، مدير السياسة الخارجية في معهد بروكينغز في واشنطن اليوم ان "ما نفعله نحن هو أننا نقول للجيش انك اذا كنت تعتقد بأن بوسعك ان تواصل الحفاظ على قوتك، فاننا لا نعتزم دعمك في ذلك. نحن نريد ان تعمل مصر في دور مولدة الديمقراطية، وليس في دور الطغمة العسكرية". وحسب اينديك، فان هذه استراتيجية خطيرة، "وذلك لأن الكاسب الأكبر من هذا هم الناس الذين ليسوا بالضرورة يتقاسمون معنا ذات المصالح، الاسلاميين، الذين من شأنهم ألا يكونوا ملتزمين باتفاق السلام مثل الجيش".