سما / وكالات / يطمح الساعدي القذافي نجل الراحل معمر القذافي إلى إنشاء إمارة إسلامية انطلاقا من منطقة الطوارق جنوب ليبيا، وأنه يسعى إلى حشد أتباعه لهذا الغرض من خلال الفكر السلفي المتشدد. وكشف كبير المراسلين في قناة الآن الإخبارية الشيخ ولد السالك الذي التقى الساعدي القذافي في العاصمة النيجرية، نيامي في تصريح خاص للشروق اليومي في دبي إن لقائه مع نجل القذافي دام ثلاث ساعات، لكنه لم يشأ إجراء مقابلة صحفية كونه لا يريد الظهور أمام الشاشات في الوقت الراهن. واوضح المراسل ان الساعدي يعيش في فيلا من طابق واحد ويصف سكن ابن القذافي في نيامي فيقول إنه: "يوجد في منطقة بها القصر الرئاسي، وعدد من الوزارات، بالإضافة إلى السفارة الليبية، بمحاذاة ثكنة للدرك النيجيري، وهو يقطن بفيلا صغيرة من طابق واحد، ظاهرها لا يوحي بأنها فخمة، ويحرصها مجموعة من الحرس الجمهوري بزي غير رسمي". ويستطرد الشيخ ولد السالك في حديثه قائلا: "بعد أن تمكنا من الدخول إلى الفيلا كان الساعدي يتكلم في الهاتف، وما إن رأى صديقي حتى غلق المكالمة الهاتفية، وسلم عليه بحرارة ثم سلم عليّ، وعرفني لأنني أجريت معه مقابلة سابقة"، مضيفا أنه "كان يجلس على أريكة رفقة 5 من أبناء عمومته، وهم يفترشون بساطا وكان يلبس جبة نصف الساق، وعمامة بيضاء، وفي يده هاتف أيفون ونوكيا، وبجانبه مجموعة من الكتب الدينية". وفي رده عن أسئلة الشروق، ما الذي تغيّر في الساعدي عندما التقيت به في أبريل الماضي وهذه المرة، قال الإعلامي الشيخ ولد السالك إنه "تغيّر كثيرا..لحيته صارت أطول واشتعلت شيبا، ونفسيته مختلفة تماما، لأنه في السابق كان يعتقد أن الأزمة ستنتهي لصالح نظام القذافي لكن الأمور اختلفت".واعتبر الساعدي أن الذي حصل في بلاده كارثة تأتي كل 100 سنة مرة واحدة، وهذه المرة جاءت الكارثة على عائلته، مضيفا أن العالم كله تحالف ضد سبعة أفراد من أهله. وعن شعوره بعد اغتيال أبيه وشقيقه، قال الإعلامي الموريتاني إنه لم يتحدث عن والده أو أي من أفراد عائلته، لكن صديقه الذي رافقه، أخبره بأنه تأثر كثيرا بمقتل معتصم، نظرا لعلاقته الوطيدة التي تتعدى الأخوة إلى الصداقة. وبحسب ولد السالك فإن الساعدي القذافي لا يتابع وسائل الإعلام، بدليل أنه كان يريد معرفة الأخبار، وماذا يجري في ليبيا والعالم العربي، ولعل أهم شيئين تأكد من خلالهما أنه معزول عن العالم، هو أن الساعدي لا يدري أن سوريا عُلقت عضويتها في الجامعة العربية، بالإضافة إلى أنه "سألنا عندما علم بمعرفتنا بالمشاكل بين ورشفانة والزاوية، إذا ما كانت هذه الأخبار متداولة في وسائل الإعلام؟ مما أثبت لنا أنه غائب عمّ يدور في كوكب الأرض". ويذكر ولد السالك في الأخير أن المجلس امتد إلى ثلاث ساعات، لكنه لم يتمكن من الحديث طويلا مع الساعدي بسبب المكالمات الهاتفية المطولة التي كان يجريها، مضيفا أنه صلى بهم العشاء، وفي نهاية اللقاء استأذنهم للإنصراف من أجل حضور درس ديني.