غزة / سما / أكد رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية، أن هناك ثلاثة عوامل أساسية يجب توفرها لضمان تحقق المصالحة وتطبيقها على أرض الواقع، مشددًا على أن الأجواء التي وردت خلال وبعد لقاءات القاهرة إيجابية. وقال هنية، خلال خطبة الجمعة في المسجد العمري الكبير بغزة "كشعب إننا أمام اختبار حقيقي هل نستطيع أن نوفر الضمانات اللازمة لهذه الأجواء الإيجابية وديمومتها أم لا". ودعا إلى توفير عوامل عديدة لصون هذه المصالحة وتحريك عجلتها بصدق والوصول بها لبر الأمان، مشيرًا إلى أن أول هذه العوامل الوقوف في وجه التهديدات "الإسرائيلية" الأمريكية وعدم الاستجابة لها تحت أي ظرف من الظروف. وقال: "الأمريكان لا يريدون لشعبنا أي خير واسرائيل يسعون لديمومة الانقسام على قاعدة فرق تسد، وهذا يتطلب استقلالية القرار الفلسطيني وأقصد على وجه التحديد قرار السلطة في رام الله". وشدد على ضرورة عدم التراجع عن تطبيق المصالحة، تحت وطأة أية تهديدات، وقال: "لا نريد أي تراجع تحت أي تهديدات مالية أو ميدانية أو سياسية، شعبنا قادر على الثبات والصمود، وتجربة الحصار على غزة أثبتت قدرة شعبنا على الإبداع وأن يعيش وهو لا يعيش على المال الأمريكي ولا الأوروبي". وقال إن الأمر الثاني هو ضرورة تطبيق المصالحة تطبيقًا دقيقًا وأمينًا ومتلازمًا متوزايًا في كلٍّ من الضفة وقطاع غزة، معتبرًا أن أول اختبار لهذا التطبيق هو الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين كما تم الاتفاق عليه بالأمس. وأضاف "الشعب الفلسطيني لا بدّ أن يرى ثمرة هذا التوافق في الإفراج عن المعتقلين السياسيين من سجون السلطة في الضفة المحتلة، لأنه لا يوجد معتقلون سياسيون في غزة" مستدركًا أن أي معتقل سياسي سيفرج عنه. كما طالب هنية, بضرورة توفير الأجواء الإيجابية لإجراء الانتخابات في شهر أيار (مايو) القادم، كما نص عليه اتفاق المصالحة، موضحًا أن ذلك يشمل العمل السياسي والطلابي والمؤسسات حتى لا تعود الأمور لسيرتها الأولى. وشدد على أن الأمر الثالث المطلوب في ظل التهديدات الأمريكية والاسرائيلية بقطع الأموال وعدم تحويل أموال الضرائب، هو أن البديل يجب أن يكون المال العربي الإسلامي. وقال: "هذا المال المتوافر بكثرة في العالم العربي والإسلامي هو ليس منة؛ فنحن هنا ندافع عن الأمة ونقدم أبناءنا وبيوتنا دفاعًا عن الأمة ومقدساتها، لذلك من الواجب على الأمة نصرة الشعب الفلسطيني وتوفير عوامل الصمود لمواجهة التهديدات الصهيونية". وأشار إلى أن الميزانية الفلسطينية مالية متواضعة بالقياس إلى المال العربي والإسلامي وبالقياس للأموال المودعة في البنوك الغربية وغيرها. وقال: "المال يجب أن يصل إلى الضفة وغزة والقدس"، مشيرًا إلى ان الاسرائيليين يدفعون الأموال الضخمة لشراء العقارات واستجلاب اليهود في حين يعيش أبناء الشعب الفلسطيني على الكفاف، وقال: "هذا الأمر ضروري لحماية التوافق الوطني وتعزيز المصالحة التي يجب أن نمضي بها". وشدد على ضرورة العمل لتنفيذ الاتفاق جملة واحدة بما يشمل تشكيل حكومة توافق وطني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وبناء أجهزة أمنية ذات عقيدة وطنية، وتحقيق المصالحة المجتمعية بين العوائل والأهالي في الضفة وغزة. وأكد أن العدو لن يعطي الشعب الفلسطيني بالمفاوضات والسياسة، وقال: " تعالوا نوحد صفنا ونجمع كلمتنا على برنامج وطني وبرنامج مقاومة على الثوابت، هذا هو الطريق، هذه هي معالم الطريق التي يمكن أن توصلنا لأهدافنا في الحرية والعودة والاستقلال". وفي ذات السياق, هنية , أن القدس هي العاصمة القادمة للخلافة الاسلامية, مشيراً إلى أن المليونيات التي تنطلق في العديد من الدول العربية تدل على أن الشعوب الاسلامية رغم انشغالها بثوراتها لا تنسى قضية فلسطين والمسجد الأقصى. وقال :"نحن نكشف عن سياسات الاحتلال الاسرائيلي التي تستهدف المسجد الأقصى والقدس نتطلع الى نهضة الأمة والى وقفتها الجادة من أجل حماية فلسطين والقدس والأقصى والمقدسات. وأشار هنية إلى أنه يرى بداية هذه النهضة للأمة مع الثورات العربية المجيدة, مشدداً على أن الثورات أسقطت "الطواغيت والظلمة الذين شكلوا طيلة العقود السابقة سوراً واقياً لدولة الاحتلال وسداً منيعاً أمام غصب الجماهير ووصولها للمسجد الأقصى محررة بإذن الله" . وشدد هنية على أن دول الثورات العربية لا يمكن أن ترضى للاحتلال أن يمس المسجد الأقصى, مبيناً أن تلك الدول تعيش بدايات النهضة وامتلاك القرار.