القاهرة / وكالات / أعلن الرئيس محمود عباس، في تصريح للصحفيين بقصر الأندلس عقب اللقاء الذي جمعه مع وفد قيادة حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ؛ في القاهرة اليوم الخميس ، أن أجواء إيجابية سادت اللقاء، وأنه لم يكن هناك خلافات خلال نقاش مختلف القضايا. وأضاف الرئيس "لقد تناولنا كل شيء خلال الإجتماع وبالذات التطورات السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، ويهمنا جدا أن نتعامل كشركاء وعلينا مسؤولية واحدة تجاه شعبنا وقضيتنا.وتابع " بحثنا المصالحة بكل تفاصيلها، ونحب أن نقول لكم بأنه لا يوجد خلافات إطلاقا حول أي موضوع وكل هذا الأمور سترونها في الأيام والأسابيع القادمة إن شاء الله" . ومن جهته صرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن جلسة المباحثات التي جمعته اليوم مع الرئيس محمود عباس، خلقت أجواء إيجابية ومن شأنها أن تعطي القضية الفلسطينية وملف المصالحة دفعة إلى الأمام. تصوير محمد الهمص وقال مشعل " أحب أن أطمئن شعبنا في الداخل والخارج أننا بهذا اللقاء فتحنا صفحة جديدة مبشرة للشعب الفلسطيني فيها درجة عالية من التفاهم والحرص على الشراكة، والجدية في تطبيق ليس بنود اتفاق المصالحة فقط، بل كل ما يتعلق بترتيب البيت الفلسطيني، والتعامل مع المرحلة الراهنة والمقبلة. وأضاف مشعل :" أريد أن يطمئن الجميع، وأن ينتظر التطورات على الأرض وليس الكلام، وهذه الأجواء إيجابية، ونأمل بأن يساعدنا شعبنا وكل القوى لصالح قضيتنا، ونحن سعداء لوجودنا في مصر، وكل الشكر لمصر العزيزة. وشكر الرئيس مصر والوزير مراد موافي على الجهود التي بذلوها في الوقت الراهن وعلى مدار السنوات الماضية من أجل إتمامها ،قائلا:"مصر حضرت وثيقة المصالحة وعملت عليها دون أن تيأس، إلى أن وقعنا عليها في أيار الماضي، وهي الآن من دون كلل أو ملل تتابع معنا ..فكل الشكر والتقدير لإخوتنا وأشقائنا في مصر، ونرجو من الوزير موافي أن ينقل هذا الشكر للقيادة المصرية." وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن التقى اليوم الخميس، بمقر إقامته بقصر الأندلس، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي رافقه نائبه موسى أبو مرزوق وعدد من أعضاء المكتب السياسي للحركة، حيث تناول اللقاء سبل إنهاء الانقسام الفلسطيني. وتركز الحديث على سبل تطبيق بنود اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة في الرابع من شهر مايو الماضي برعاية مصرية، ومناقشة الوضع السياسي العام، ومستقبل القضية الفلسطينية، والتوصل إلى تهدئة متزامنة مع إسرائيل في كل من الضفة وغزة، ودعم المقاومة الشعبية في مجابهة الجدار والاستيطان الإسرائيلي، وعلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية. من جهته أكد إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس مساء الخميس، أن لقاء للفصائل سيعقد في 20 ديسمبر القادم في العاصمة المصرية القاهرة للتباحث في مجمل القضايا التي تمت الاتفاق عليها.وقال رضوان في تصريحات له" إن لقاء الرئيس محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ايجابيا وتم التأكيد على تنفيذ اتفاق المصالحة كما ورد والاتفاق على القيادة المشتركة وان يتم عقد لقاء للفصائل في 20 ديسمبر القادم للتباحث في مجمل ما تم الاتفاق عليه.كما سيتم عقد اجتماع في 22 ديسمبر لتفعيل الإطار القيادي والذي يعد أول اجتماعا له، وكذلك الاتفاق على إجراء الانتخابات في موعدها وتهيئة الأجواء لها، وكذلك تم الاتفاق على إنهاء ملف الاعتقال السياسي خلال أيام قليلة مع بناء جسور الثقة. وقالت مصادر فلسطينية شاركت بالإجتماع إن هذا اللقاء المهم جاء تمهيدا لعقد المزيد من اللقاءات الثنائية بين حركتي فتح وحماس في القاهرة قريبا لتذليل العقبات وحل القضايا العالقة، وصولا لتشكيل حكومة انتقالية تقوم بعدة مهمات أساسية في مقدمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة، وإعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، وتعزيز السلم المجتمعي، وتوحيد مؤسسات السلطة الوطنية. وحضر جلسة المباحثات كل من: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا، ومفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد، وسفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج. وقال مفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها للحوار الوطني عزام الأحمد في تصريحات صحفية إن هذا اللقاء ناقش جميع المسائل المتعلقة بتنفيذ اتفاق المصالحة. وقال الأحمد: "نحن متفائلون جدا ونتوقع أن يخرج اللقاء بنتائج مهمة يمكن البناء عليها"، والتركيز سيكون على آفاق المستقبل، واعتبر أن ما يقلق كل فلسطيني حاليا هو استمرار انسداد عملية السلام، والوضع العربي الراهن، بجانب استمرار التعنت الإسرائيلي ومحاباة الولايات المتحدة لإسرائيل، ورفض واشنطن حتى مجرد دخول الفلسطينيين إلى "اليونسكو"، وهو ما أكد أنه يتطلب أن يكون هناك اصطفاف وموقف فلسطيني موحد في مواجهة هذه التحديات. وأشار إلى أن اللقاء تناول أيضا مستقبل السلطة الوطنية والوضع في مدينة القدس، ومنظمة التحرير وتفعيلها، والإسراع في خطوات إعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني، ثم بقية بنود اتفاق المصالحة. وأضاف الأحمد: الرئيس الفلسطيني ومشعل استعرضا بنود اتفاق المصالحة وكيفية تنفيذها، واستئناف اللقاءات قريبا بين وفدي الحركتين للاتفاق على التفاصيل، والترتيب لدعوة جميع الفصائل، التي وقعت اتفاق المصالحة يوم 4 مايو الماضي، ليتم بلورة الاتفاق بصورته النهائية للبدء في تنفيذه على الأرض، والسير نحو إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات للرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني. وأشار إلى أن اللقاء بحث موضوع التهدئة في الضفة وغزة مع إسرائيل، وقضية المقاومة الشعبية وتنظيمها، وتوحيد أطرها وتعميقها، وقال: نحن نريد أن ندير الصراع مع المحتل لا أن ندير أزمة، ونحن شعب واحد، ونحن في مرحلة التحرر الوطني ومن هنا مطلوب بأن توحد على طاقات شعبنا في مجابهة التحديات القائمة. وردا على سؤال عن إمكانية أن يؤثر موضوع الأمن بالسلب على تنفيذ الاتفاق مستقبلا قال الأحمد: ،لا أظن ذلك، لأن هذه القضية منصوص عليها بشكل واضح باتفاق المصالحة، وتابع قوله هذه القضية تحتاج مزيدا من الوقت، لكن الخطوات التي سيتم العمل من خلالها في هذا الموضوع يحكمها قانون الخدمة في الأجهزة، وأن ما يهمنا هو إعادة توحيد الأجهزة المدنية والأمنية في كلا شقي الوطن، لأن عنوان إنهاء الانقسام هو توحيد مؤسسات السلطة والالتزام بقانون واحد وسلطة واحدة.