"سمعت أن هناك تسجيلا من أجل فرص عمل في ليبيا فجئت لأسجل مثل الآخرين". هكذا تحدث أحد العمال الفلسطينيين للصحفيين أمام اتحاد الشغل المحلي في قطاع غزة، عندما تدفق آلاف المواطنين الفلسطينيين، للتسجيل في ما قيل أنه فرص عمل في ليبيا. ولم يعرف على وجه الدقة الجهة التي تعهدت لمن حضر لتسجيل بياناته بغية العمل في ليبيا، لكن السيد "شاهر سعد" الأمين العام لاتحاد عمال فلسطين قال لإذاعة هولندا العالمية من نابلس "فتحت مكاتب تشغيل عمالة في قطاع غزة باب تسجيل للعمال الراغبين للعمل في ليبيا مقابل 50 شيكل (ما يعادل اقل من 10 يورو)". مؤكدا ان الأمر لا يعدو كونه "نصب وخداع"، على حد وصفه. فرصة غزة المحاصرةتعاني ليبيا من بقايا أجواء الحرب الطويلة نسبيا والتي استمرت أكثر من 9 أشهر، وأسفرت عن دمار كبير في مناطق عدة من ليبيا خاصة في المنطقة الغربية، إضافة للبنية التحتية المهترئة خلال حكم نظام القذافي. ووفقا لهذا فهي تعد محطة تستقطب اهتمام العديد من العمال خاصة في العالم العربي، إشارة لثرواتها النفطية الضخمة وقلة عدد سكانها، بما يعني استجلاب ايد عاملة خارجية. ويتوقع أن يكون للعامل الفلسطيني خاصة في قطاع غزة معاملة تفضيلية من العرب عموما والليبيين أيضا، نظرا لظروف الحصار الإسرائيلي للقطاع منذ عدة سنوات.ولم ينف أمين عام الاتحاد الذي يتبع للسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية "وجود اتفاق بين السلطات الفلسطينية والمجلس الانتقالي على التعاون الاقتصادي، ومن ضمنه إمكانية مبدئية لتوظيف عمالة فلسطينية مختلفة، في المشاريع القادمة في ليبيا". غزة وليبيا ... مجدداارتبط قطاع غزة مرارا بالأوضاع السائدة في ليبيا، فقد اتهمت إسرائيل مرارا مهربين بنقل أسلحة نهبت من مخازن الجيش الليبي إبان الأزمة المحلية هناك، وإدخالها بشكل سري للقطاع، وخاصة لحركة حماس والجهاد، اللتين تخوضان حربا ومواجهات مستمرة ضد الدوله العبرية. وإضافة لذلك فقد سجلت أيضا ظاهرة انتشار سيارات ليبية في القطاع حيث يرجح انها قد هربت عبر الحدود أو الأنفاق بين مصر وغزة، ما يجعل غزة دائمة الحضور في ما يتعلق بالشأن الليبي، كان ذلك بالنصب والتحايل أو بغيره. تدهور اقتصاديويعيش قطاع غزة حالة من الانهيار الاقتصادي بسبب الحصار المفروض عليه، منذ تولي حركة حماس إدارة شؤونه، حيث تتجاوز معدلات البطالة الـ 60% من قوة العمل، ما ترتب عليه تفشي الفقر والعوز بين ما يقارب ثلثي المواطنين المقيمين، كما أن المخيمات في غزة تعيش حالات أكثر مأساوية بكثير مما يرد في تقارير الخبراء الدوليين، كما تذكر مصادر صحفية مختلفة. تحذيراتالمسئول العمالي الفلسطيني أشار إلى أن "القيادات العمالية في قطاع غزة حذرت من الانجرار وراء هذا الأمر، وسوف نقاضي كل المتورطين في القضية، لأن ما جرى ويجري هو عملية نصب".وأضاف السيد سعد "الأوضاع غير المستقرة في ليبيا، والوضع في البلاد هناك عموما دفعنا لتحري الأمر ولم نجد ما يشفع لهذا الأمر إطلاقا". ويبدو أن الانقسام الفلسطيني كان له حضور في هذه القضية أيضا، فبحسب السيد شاهر سعد "الأمر جرى في قطاع غزة التي تحكمها حركة حماس ولا نملك اتصالا معها كاتحاد عمال فلسطيني تابع للسلطة الوطنية الفلسطينية". ومع هذا فقد ذكر سامي العمصي رئيس اتحاد العمال بغزة وهو من المحسوبين على حركة حماس في تصريح صحفي تم تعميمه على وسائل الإعلام تعقيبا على ظاهرة التسجيل للعمل في ليبيا "ما نشر هو أكاذيب وإشعاعات، هدفها خدمة مخططات وأجندة من شأنها زعزعة الوضع الداخلي في غزة". ليبيا : بدون تعليقولم يتسن للقسم العربي الإطلاع على الموقف الليبي، حيث رد السيد عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي إن قضية العمالة والتوظيف من مشمولات المكتب التنفيذي (الحكومة)، فيما لم يمكن التواصل مع هذه الأخيرة حتى ساعة نشر هذا التقرير. طارق القزيري..كاتب ليبي عن إذاعة هولندا