التخوف من عملية اسرائيلية يفعل فعله: الولايات المتحدة تعمل على عدة مستويات للضغط على مجلس الامن كي يشدد العقوبات ضد ايران. هكذا قال لـ "يديعوت احرونوت" مصدر كبير في وزارة الخارجية الامريكية. يتعاظم القلق في الادارة، قال المصدر الامريكي، في ضوء حقيقة أنه في تشرين الثاني القريب سينشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يشير الى تقدم كبير بمجال بناء العناصر العسكرية في المشروع النووي الايراني. نشر التقرير، كما يخشون في واشنطن، من شأنه أن يشجع خطوات اسرائيلية ضد ايران – خطوات ليست بالضرورة ستكون منسقة مع المصالح الامريكية في المنطقة. وحسب المصدر الامريكي الكبير، فان تقويم الوضع الجديد في الولايات المتحدة بالنسبة لرد اسرائيلي محتمل بهجوم في ايران يقوم ضمن امور اخرى على اساس متابعة مناورات أجرتها اسرائيل على مدى السنوات الاخيرة. والان، كما يدعي المصدر فقد دخلت الادارة الامريكية في حالة "نشاط متسارع"، شبه مجنون، بهدف واضح واحد: ممارسة الضغط الاكبر على ايران كي "تنزل" اسرائيل من مشروع الهجوم. في اطار هذه السياسة يمارس الامريكيون ضغطا شديدا على روسيا وعلى الصين – اللتين تعارضان حتى اليوم النشر العلني لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني. استنتاجات التقرير حول تقدم المشروع النووي الايراني من شأنها ان تحرج الدولتين اللتين تواصلان معارضتهما الحازمة لخطوات أكثر تشددا وفرض عقوبات شديدة على ايران. من غير المستبعد، كما يدعي المصدر الامريكي أن يشجع نشر التقرير – الى جانب الكشف عن تقويم الوضع الاخير حول الاحتمال الاسرائيلي بمهاجمة ايران – روسيا والصين على الانضمام الى مبادرة الولايات المتحدة والاعضاء الاوروبيين في مجلس الامن لتشديد الضغط الاقتصادي والسياسي على الحكم في طهران. القلق الامريكي من خطوة اسرائيلية ضد ايران كبير جدا في هذه المرحلة، على حد تعبير المصدر، بحيث أن الضغط الامريكي على مجلس الامن يتم على عدة مستويات متوازية. ويعمل الامريكيون في هذا الموضوع من خلال البوح بتقويم الوضع بالنسبة لاحتمال الهجوم الاسرائيلي، سواء من خلال نشر تقرير الوكالة الدولية في تشرين الثاني أم من خلال التوجه الى مجلس الامن لشجب ايران على خلفية كشف ارتباطها بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. في نهاية الاسبوع الماضي نشر في "يديعوت احرونوت" أن الكثيرين في اسرائيل قلقون من امكانية أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك قد اتفقا في ما بينهما ثنائيا على قرار شن هجوم عسكري على المفاعلات النووية في ايران. هذا القلق ليس فقط من نصيب مسؤولين كبار في جهاز الامن الاسرائيلي. في أرجاء العالم أيضا – وبالتأكيد في الولايات المتحدة – قلقون من امكانية مثل هذا الهجوم الذي من شأنه ان يدخل المنطقة بأسرها الى دوامة شديدة.