غزة / سما / اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن صفقة تبادل الأسرى شكلت انجازاً وطنياً أكد وحدة الشعب والأرض. وأكد خلال مهرجان جماهيري نظمته الجبهة للاحتفاء برفاقها المحررين من سجون الاحتلال وتكريمهم في قاعة مركز رشاد الشوا بمدينة غزة اليوم أن الصفقة أظهرت نجاح خيار المقاومة في إجبار العدو على إطلاق سراح ألف وسبع وعشرين أسيرة وأسير نصفهم من ذوي المحكوميات العالية، وكسر المعايير التي كان يستحيل معها الإفراج عنهم. وأشاد الغول بنجاعة الصمود والصلابة في مواجهة سياسات وتكتيكات العدو، مبرقاً بتحيات أمين عام الجبهة القائد احمد سعدات وكل رفاقه واخوانه في سجون الاحتلال الذين اجبروا الاحتلال على تقديم التنازلات والرضوخ لمطالبهم وحقوقهم. ودعا إلى اعتماد كل الأشكال الكفاحية والنضالية المناسبة التي تمكننا من تحريرهم، مؤكدا انها مسئولية تتحملها كل القوى السياسية والمؤسسات الرسمية والأهلية. وطالب الغول السلطة الفلسطينية بالعمل مع المجتمع الدولي على إلغاء قرارات إبعاد الأسرى المحررين إلى خارج فلسطين أو إلى قطاع غزة بعيداً عن أسرهم باعتبار ذلك جريمة جديدة تمارسها دولة الاحتلال ضد الأسرى وضد شعبنا وبما يخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخاطب الاسرى المحررين قائلاً: "كنا نتمنى أن تتحرروا والانقسام قد انتهى والوحدة الوطنية قد تم استعادتها، ولكن للأسف الشديد ورغم مرور ما يقارب الشهور الستة على توقيع اتفاق المصالحة فإننا لا زلنا نعيش هذا الانقسام الذي ألحق أشد الضرر بشعبنا وبقضيتنا الوطنية وبقضية الأسرى ذاتها". وعبَر عن خشيته من استمرار الحال ذاته لفترة أطول رغم المناخات الإيجابية التي توفرت بفعل الإفراج عنكم، لأن اتجاهات وقوى الانقسام لا زالت تنطلق من القراءات والحسابات الخاصة التي تسعى في أفضل الأحوال لمحاصصة ثنائية، معتقدة أن في ذلك ضماناً لمصالحها الفئوية حتى وإن تضاربت مع المصلحة الوطنية التي تتطلب إنهاءً سريعاً للانقسام". وختم الغول كلمته باستذكار، ما قاله الرفيق الأمين العام المؤسس جورج حبش خلال تحرير الأسرى عام 1985: "نلتقي اليوم لنحتفل بتحريركم، وفي الغد مهما طال الزمن، سنحتفل حتماً بتحرير الأرض، تحرير القدس، تحرير كل أرض فلسطين". بدوره، قال الأسير المحرر علام الكعبي، أحد المبعدين إلى قطاع غزة أنهم يتنازلوا أو يستسلموا لبقاءهم بعيدين عن بيوتهم، ولن يخضعوا للإجراءات الاحتلالية في تحديد مصائرهم ومصائر عائلاتهم. وأكد الكعبي أن " المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير كافة أسرانا من سجون الاحتلال، وأن هذه المقاومة التي تمكنت من تحرير الأسرى لهي قادرة على تحرير الأرض إذا ما توفرت إستراتيجية وطنية تؤسس لشراكة حقيقية في النضال ووحدة القرار". وقال: "نحن اليوم نولد من جديد، وولادة الحرية لها طعم إنساني، خصوصاً أنها جاءت بجهد المقاومة وتضحيات شعبنا في قطاعنا الحبيب"، موجهاً تحياته لشهداء المقاومة وأسراها. وعاهد الكعبي باسمه وباسم كل المحررين رفاقهم واخوانهم الأسرى بألا يتوقفوا عن المطالبة بحريتهم، مبرقاً بتحياته لقادة الوطن أحمد سعدات، ومروان البرغوثي وأبو الهيجا وعبد الله البرغوثي وبسام السعدي وغيرهم. وحذر من أن الحركة الأسيرة تعيش أوضاعا مأساوية، خاصة في ظل الانقسام الذي أدمها، داعياً للإسراع في تطبيق المصالحة الوطنية وترجمتها على ارض الواقع. ودعا الكعبي القوى الوطنية كافة لوضع قضية الاسرى على سلم أولويات عملهم، مطالباً بنصرة قضية الاسرى بشكل عام والمرضى وكبار السن والأطفال والأسيرات بشكل خاص. وطالب الكعبي المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية بتطبيق المواثيق الدولية بحق الأسرى، ووضع حد لانتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي لحقوقهم، ووقف كافة الممارسات القمعية التي تمارس بحق الأسرى. بدوره، حيا عريف المهرجان محمد الغول كل المحررين، مؤكداً الاستمرار في النضال والمقاومة حتى تحرير كل الأسرى. ودعا الغول لجنة تكريم المحررين المشكلة من عدد من الشخصيات الوطنية لتقديم درع التقدير لتضحيات هؤلاء الأبطال، متمنياً تكريم كل المحررين والمبعدين في القطاع، والضفة والخارج، واستكمال فرحتنا باطلاق سراح بتبييض كل السجون الصهيونية. وعلى وقع ضربات فرقة اتحاد الشباب التقدمي للدبكة الشعبية، زغردت أمهات الأسرى المحررين، وحمل الحضور الأسرى على أكتافهم فرحاً، واحتفاءً بهم وسط حضور كبير من قيادات الجبهة والقوى الوطنية وحشد من كوادر الجبهة وأصدقائها وذوي المحررين.