بقلم: أسرة التحرير العميد نيتسان ألون، الذي أنهى أول أمس مهام منصبه كقائد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، أثبت مرة اخرى بانه ليس فقط مقاتلا شجاعا ومزينا بالاوسمة، بل وايضا رجل ذو ضمير، يخاف على مستقبل المجتمع الذي يعيش فيه. في ختام سنتين قاسيتين ومضنيتين في المنصب الذي يستدعي احتكاكا يوميا مع المستوطنين، تجرأ ألون على أن يعبر ببساطة وبوضوح ما يعرفه الكثيرون في الجيش الاسرائيلي وفي أذرع الامن ولكنهم يمتنعون عن قوله: بان الجيش لم ينجح في أن يمنع بشكل ناجع أعمال "شارة الثمن" تجاه الفلسطينيين وأملاكهم وان هذه أعمال هي مثابة عمليات ارهابية. الجيش، كما حذر العميد الون، سيضطر على ما يبدو لان يعمل في المستقبل "في ظل مواجهة متصاعدة مع هوامش متطرفة ولكن متسعة في المجتمع الاسرائيلي". وهو يضيف بانه "منذ اليوم أقلية متطرفة، هامشية في عددها ولكن ليس في نفوذها من شأنها أن تؤدي الى تصعيد واسع للاعمال التي تسمى "شارة ثمن" ولكنها تصل الى مستوى الارهاب". هذه الافعال، قال، "ليس فقط جديرة بالشجب على ما فيها من ظلم وسخافة، بل وأيضا بالمنع واعتقال المنفذين بشكل ناجع أكثر مما نجحنا فيه في الجهاز حتى الان". بسبب هذا النهج، الذي ليس "سياسيا" او "يساريا" – كما يحاولون وصفه في اليمين – بل رسميا صرفا، تلقى العميد ألون انتقادا عدوانيا وحادا من جانب متطرفي المستوطنين. عضو الكنيست ميخائيل بن آري من الاتحاد الوطني دعا حتى قبل اسبوع الى اقالة الون. هؤلاء المتطرفون يحتفلون الان بالتأكيد بتغيير الون، وهم يتمنون – بل ويعملون – على صرفه من الجيش بشكل عام. غير أن الون لا يعتزم الرحيل، وحسن أن هكذا. الجيش الاسرائيلي بحاجة ماسة الان أكثر من أي وقت مضى لاناس طيبين اخلاقيا واناس لا يستسلمون للضغوط والتهديدات. في الواقع السياسي الحالي فان العبء على اناس كهؤلاء ثقيل على نحو خاص، وهم جديرون بكل ثناء. وفضلا عن الثناء على ألون يجب أن نضيف ثناءا على قائد المنطقة الوسطى، آفي مزراحي، الذي هو الاخر لا يرعوي ولا يفزع، وأسند ألون وضباطا مثله. ينبغي الامل بان ينجح هؤلاء الاشخاص في الحفاظ على الضفة الغربية من اشتعال زائد وعلى المجتمع الاسرائيلي من فقدان الطابع الانساني.