خبر : ودع والدته في السجن وانطقها الشهادتين قبل وفاتها ....الرازم : لا ضمانات على حياتنا ونحن لا نأمن مكر الاحتلال

الأحد 23 أكتوبر 2011 07:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ودع والدته في السجن وانطقها الشهادتين قبل وفاتها ....الرازم : لا ضمانات على حياتنا ونحن لا نأمن مكر الاحتلال



 غزة سما هنأ عميد الأسرى المقدسيين الأسير فؤاد قاسم عرفات الرازم (54 عاماً) والذى نال حريته بعد 31 عاماً قضاها في سجون الاحتلال عموم الشعب الفلسطيني بفرحة الحرية مؤكدا في تصريحات له "انه لن تكتمل الفرحة حتى خروج باقى الأسرى من السجون وعلى رأسهم الأسرى القدامى والقيادات السياسية والعسكرية اللذى رفض الاحتلال الإفراج عنهم والأسيرات والمحكومين بحكوميات عالية ". وأكد الرازم أن " تخوفات حقيقية على حياة الأسرى المحررين أينما كانوا فى الخارج وفى الداخل ، وثمن دور المقاومة بطرح موضوع الضمانات بعدم التعرض للمحررين ضمن الاتفاق " موضحا " الاحتلال اشتهر بالغدر والمكر ومن هذا المنطلق أدعوا كافة المحررين بأن يأخذوا حذرهم ولكن بلا مبالغة في تحركاتهم حتى يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي وفى النهاية الأجل حارس العمر " . ولفت الرازم الى إن أي" إنسان يرفض الإبعاد عن مدينته التي نشأ وتربى فيها فكيف لو كانت مدينة القدس ؟؟  مضيفا "ولكن فى النهاية الوطن واحد وما وجدناه من استقبال لنا فى قطاع غزة يؤكد محبة واحترام واحتضان كل الشعب الفلسطيني لنضالات الأسرى وتضحياتهم ".  وقال "شرف كبير أن أكون وسط أهلي اللذين دفعوا ثمن كبير من الشهداء والحصار والحرب من أجلنا داعيا إلى انجاز المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية معتبرا اياها الطريق الوحيد والضمان الأول للدولة والسيادة والاستقلال ". وشكر الرازم حركة المقاومة الإسلامية حماس والقوى التي اسرت الجندي شليط معها. وأشار إلى أن هذه الصفقة تعتبر صفقة نوعية لأنها كسرت الكثير من القواعد التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي لإتمام عمليات تبادل الأسرى سابقا، والتي كانت تمتاز بعدم اشتمالها على أسرى من مدينة القدس أو أسرى من فلسطينيي الداخل ومناطق الــ48 وكذلك أسرى من ذوي المحكوميات العالية التي تعتبرهم إسرائيل بأن أيديهم «ملطخة بدماء الإسرائيليين». واضاف «انا بين اهلي واخواني وعلى جزء من ارض فلسطين الحبيبة الحمد لله، ولا ينقصني إلا رؤية القدس واهلها الصامدين المرابطين في وجه العدوان والاحتلال وانا على يقين ان يوم عودتنا اليها قريب (يحسبونه بعيد ونراه قريبا) ان الله مع الصابرين إذا صبروا. ويذكر ان «فؤاد قاسم الرازم» هو عميد الأسرى المقدسيين وعميد أسرى الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، قضى حتى الان في سجون الاحتلال 31 عاما، حيث تم اعتقاله في تاريخ 30/1/1981، وكان عمره عند اعتقاله 22 عاما. تعرّض بعد اعتقاله لموجات شرسة من التعذيب الوحشي لانتزاع المعلومات منه على مدار أربعة أشهر متواصلة من دون رحمة، أوصلته إلى حالة صحية سيئة. وقالت نبيلة الرازم، أم نضال، أن العائلة سعيدة بالافراج عن فؤاد وكانت تتمنى ان يعود الى بيته واهله في القدس ولكن الفضل لله والحمد له على نعمه ونأمل ان يتحقق ذلك قريباً». ولفتت الى استهداف فؤاد على مدار السنوات الماضية من قبل ادارة السجون والمعتقلات حيث كان يقبع بالعزل ولا احد يعلم عنه شيئا، والحمد لله انتهى ذلك الى غير رجعة ان شاء الله. وقالت شقيقته «أم نضال»: «تكثر الذكريات الحزينة في غياب فؤاد، لكن اصعب موقف مر على فؤاد وعلينا خلال رحلة 31 عاما من الاعتقال هو مرض والدتي قبل وفاتها مرضا شديدا، خلال 3 اعوام تنقلت بين عدة مستشفيات، وعجز الاطباء عن تشخيص اصابتها بأي مرض عضوي، بل اجمعوا ان مرضها نفسي، وهو ما اوصلها الى هذا الحال، فقد كانت لا تأكل ولا تشرب ولا تخرج من منزلها.» وهي تذكر فؤاد باستمرار وتتمنى ضمه ورؤيته «. واضافت: «قبل اعتقال فؤاد، كان يرتبط بعلاقة وثيقة مع والدتي وتوطدت اكثر وهي تتألم لغيابه القسري عنها، وقد حرمت من زيارته لستة اعوام، ومنذ اعتقال فؤاد، لم تترك والدتي منزلها، ولم تذهب الى اي فرح او ترح، حتى زيارتها للطبيب كنا نجبرها عليها». وتابعت: «لم تعد والدتي قادرة على الرؤية او الكلام او السير، وبعد جهود حثيثة وافقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على السماح لها بزيارة فؤاد بعد ان استطعنا الحصول على تصريح لتزوره زيارة خاصة جراء تدهور صحتها وذلك بعد تدخل مؤسسات عديدة، وانطلقنا في سيارة اسعاف احضرناها على نفقتنا الخاصة لنعيش اصعب لحظة لن انساها ابدا». وأوضحت: «بعد ان وصلنا باب السجن، رفض السجانون ادخالنا، وانتظرنا ساعة ونصف الساعة في الخارج، لانهم كانوا يريدون ان تدخل والدتي وحدها، وبعد جدال كبير سمحوا لنا بالدخول معها، والمؤلم ان مدة الزيارة كانت 20دقيقة فقط، وضعنا السجانون في ممر معتم وبلا تهوية، وبدأت السوائل تخرج من جسد والدتي بسبب شدة الحرارة، علما اننا نقلنا والدتي على سرير العناية المكثفة. صورة فؤاد عند لقائه والدتي لا تفارقني، ولم اره يوما مصابا بذلك الذهول الذي اصابه عندما رآها، اصيب فؤاد بدوخة ولم يستطع ان يتمالك نفسه، ووقف بعيدا عن سرير والدتي وبدأ يبكي.» فخاطب فؤاد والدته هل تعرفينني يا امي؟ لم تجبه بل ابتسمت فقط وبدأت تتمتم حروف اسمه. وكان فؤاد قد اتفق مع مدير السجن ان يسمحوا له بالتقاط صور تذكارية مع والدته المريضة، وكان السجانون يحدقون بنا ويضحكون بشماته، وحتى التقاط الصور كان محاطا بالمشاكل والجدل مع السجانين.»واضافت: «خرجنا من الزيارة، واخذ السجانون فؤاد الي زنزانته، وقبل ان نبتعد عنه دفعهم وعاد راكضا باتجاهنا، وقال لوالدتي: «إرض عني وسامحيني اذا كنت قد اخطأت بحقك، وان شاء الله سنلتقي في جنات النعيم»، وانطقها الشهادتين، واوصانا بها.»وكان للزيارة تاثير ايجابي كبير على والدة فؤاد. وقالت «ام نضال»: «بعد مغادرتنا السجن، ونحن في سيارة الاسعاف، بدأت والدتي تضحك وتتحدث وتدعو لله ان يرضى عن فؤاد، واعدناها للمستشفى وعندما رأى الطبيب تحسنا على حالتها سمح لنا بنقلها للبيت، مستغربا من تحسن صحتها، فقد انتعش قلبها بعدما شاهدت فؤاد وكانت تلك لحظات وداعها للدنيا فقد بقيت والدتي في البيت لمدة اسبوع اخر وبعدها توفيت واغمضت عينيها وهي تحدق بصوره وتدعو الله ان يفرج كربه». وتابعت ام نضال «هنا نحن في قطاع غزة مع فؤاد اليوم والفرحة تغمرنا ومن كان يصدق ذلك وكانت امنيتي ان تكون الوالدة معنا اليوم بهذه المناسبة». انقطع الاتصال وبدأ الاحتفال والأمال معقودة بان يعود الرازم وكل الاسرى الى عائلاتهم وينتهي الاحتلال والظلم الذي مازال يعيشه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.