خبر : الوسيط الألماني: الإطاحة بـ"مبارك" أخرت إبرام الصفقة وأدت إلى قطيعة مع المخابرات المصريّة الأمر الذي قلل من مساهمة ألمانيا في المفاوضات

الثلاثاء 18 أكتوبر 2011 11:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
الوسيط الألماني: الإطاحة بـ"مبارك" أخرت إبرام الصفقة وأدت إلى قطيعة مع المخابرات المصريّة الأمر الذي قلل من مساهمة ألمانيا في المفاوضات



القدس المحتلة سما كشف الوسيط الألمانيّ في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، غيرهارد كونراد، في محادثة مغلقة مع عدد من الصحافيين، كان من بينهم محلل الشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة ’هآرتس’ العبريّة، يوسي ميلمان، عن أنّه راضً عن تحقيق الصفقة، ولكن بالمقابل قال إنّ إيران ليست راضية عنها، على حد قوله.كما قال للصحافيين إنّ الربيع العربيّ أخّر تنفيذ الصفقة بين الطرفين، كما أنّ التوتر الذي شهدته العلاقات المصريّة الإسرائيليّة في الفترة الأخيرة كان سببا في تأخير إطلاق الصفقة إلى حيّز التنفيذ.ولفت خلال الحديث أنّ الإطاحة بالرئيس مبارك مسّ جدًا بالعلاقات بين المخابرات الألمانيّة مع كبار قادة النظام البائد، مؤكدًا على أن استبدال الجنرال عمر سليمان بالجنرال مراد موافي، أصابت في الصميم العلاقات بين الطرفين، وبالتالي فإنّ المساهمة الألمانيّة في إخراج الصفقة إلى حيّز التنفيذ بات قليلاً، على حد تعبيره، لافتًا إلى أنّه منذ ذلك الحين باتت مصر سيّدة الموقف في المفاوضات بين حماس وإسرائيل. ولفت المحلل الإسرائيليّ إلى أنّ هذه المهمة هي الأخيرة بالنسبة للرجل الذي سيترك المخابرات الألمانيّة.من هو غيرهارد كونراد رجل الاستخبارات الألماني الذي لعب دور الوساطة في صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل؟ وكيف استطاع أن يكتسب ثقة كل الأطراف رغم ما بينهم من عداء؟ وما هي الإمكانات والمؤهلات الشخصية والعلمية والتفاوضية التي يملكها هذا الشاب الألماني الذي لم يتجاوز الحاجز الأربعيني؟ وكيف لشاب في هذا العمر أن ينجح في تحقيق هذه الصفقة التعجيزيّة؟ وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى أنّ وكيل الاستخبارات الالمانيه BND غيرهارد كونراد، الذي تطلق عليه كنية اسيدب حزب الله )، هو مهندس الصفقة التي تمت بين حزب الله وإسرائيل، وساهم بشكل كبير في إتمام الصفقة بين حماس وإسرائيل، ولكن تمّ إبعاده عن المفاوضات بعد أنْ قالت حماس إنّه بات متحيزًا للدولة العبريّة. مصادر إسرائيلية، بحسب موقع (واللا) الإخباريّ، وصفت هذا الرجل بأنّه شخص غامض ولا يمكن لأحد معرفة سوى القليل جدا عنه، وحتى في بلده ألمانيا عندما كان يشغل منصبًا في وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND)، كان قليلون هم الذين يعرفون عنه أي تفاصيل. وقبل أن ينتشر اسمه في إسرائيل خلال العام الماضي، لم يكن الجمهور الألماني يعلم شيئا عن وجوده، ربما تكون تلك طبيعة الأدوار التي يؤديها، ولكن يضاف إلى ذلك أن كونراد شخص عبقري على كافة المستويات، بحسب المصادر عينها.على المستوى الرسمي، زادت المصادر، فإنّ جهود الوساطة التي قام بها كونراد كانت بتكليف من الأمانة العامة للأمم المتحدة حيث أن استعادة الجنديين الإسرائيليين الداد ريغيف وايهود غولدفاسر هي جزء من قرار مجلس الأمن رقم 1701 والذي وضع نهاية للحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، وبحسب صحيفة ’هآرتس’ العبريّة فقد درس الوسيط الألمانيّ اللغة العربيّة في دمشق كجزء من تدريبه في الاستخبارات. وهو من بين القلائل الذين يتحدثون العربية بطلاقة ويتقن لهجاتها في وكالة الاستخبارات الألمانية. وقد مكنه هذا التدريب للخدمة في قسم الاستخبارات المعني بالشرق الأوسط.ومن بين المهام الأخرى أنه أرسل عام 1998 كي يخدم، تحت غطاء دبلوماسي، كممثل لوكالة الاستخبارات الألمانية في دمشق والذي كان من مسؤولياته أيضا الشأن اللبناني، وبالتالي فهو على علم تام بالتطورات في كلا البلدين وقد قابل عدة مرات قادة حزب الله بمن فيهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله.بالإضافة إلى ذلك، فإنّ زوجته تعمل أيضًا لدى وكالة الاستخبارات الألمانية، وقد عمل الزوجان معا في دمشق. ومنذ بداية فترة التسعينيات في القرن العشرين، لعب كونراد دورا في كل عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل وحزب الله والتي توسطت فيها المخابرات الألمانية والمسئولون الألمان. أما من سبقوه في دور الوساطة من قبل، وهم بيرند شميدباور وارنست أورلاو، الذي يشغل الآن رئيس المخابرات الألمانية، قد كانوا جميعًا من المسؤولين الحكوميين الألمان الذين عملوا كوسطاء بين مكتب رئيس الحكومة الألمانية والمخابرات السرية الألمانية. ونتيجة لذلك، فقد كانت المؤسسات السياسية التابعة لهم معروفة جيدا وكانوا معروفين هم أيضا جيدا، أما غيرهارد كونراد فعلى العكس، حيث كان يعمل ضابطا لدى الاستخبارات الألمانية، ولهذا فقد كان غير معروف حيث عمل في الخفاء وحرك الأحداث من خلف الستار. وقد شارك كونراد في الصفقات التي توسط فيها كل من بيرند شميدباور وارنست أورلاو الألمانيين عندما كان يعمل ممثلا للمخابرات الألمانية في دمشق ولبنان وبعد عودته إلى مركز قيادة المخابرات الألمانية.وزادت ’هآرتس’ قائلةً إنّ الرجل عاد من عمله في دمشق إلى مقر قيادة المخابرات الألمانية في عام 2001 ، حيث عمل في قسم البحث والتحليل واستمر في متابعة المحادثات بين إسرائيل وحزب الله. وكان نشطا للغاية خلال جهوده للحصول على معلومات عن مصير الطيار الإسرائيلي رون آراد المفقود منذ تحطم طائرته فوق لبنان عام 1986، وقد تعرف كونراد على الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، مع بداية حرب تموز 2006، و طلب عنان من الحكومة الألمانية أن ترسل له شخصا محترفا كي يعمل مبعوثا للأمم المتحدة في المفاوضات الخاصة بالرهائن. وقد أرسلت المخابرات الألمانية كونراد إلى مكتب الحكومة الألمانية التي أرسلته بدورها إلى الأمم المتحدة.ولفتت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّ كونراد يتحدث العديد من اللغات ويعرف حزب الله والعالم العربي جيدا، ويمتلك صبرا وإرادة حديدية ومهارات دبلوماسية وتنظيمية خاصة، وهي المؤهلات التي جعلته يحقق هذا النجاح الرائع في الصفقة التي بدت مستحيلة في البداية.جدير بالذكر أنّ الاستخبارات الألمانية اعترفت بأنها شاركت في المفاوضات للتوصل إلى صفقة التبادل، وشكر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الوسيط الألماني والمستشارة أنجيلا ميركل على الجهود التي بذلتها ألمانيا، ونفس الشيء فعله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي قدّر عاليا الوساطة’ الألمانية لنجاح عملية التفاوض.