أمس في الساعة 18:30 لاحقت قنوات التلفزيون المختلفة شاشات عرض في غرفة التحكم في مصلحة السجون في الرملة – في كل القنوات جرى الحديث عن انهاء نقل 477 سجينا أمنيا، ونائب المأمور ميكي حلفون غادر المكان. حول الطاولة ارتاح في كراسيهم الضباط الذين اداروا الحملة لنقل السجناء، وفقط نائب المأمور ريغف دحروغ كان لا يزال يجلس متحفزا مثلما كان في السابعة صباحا حين بدأ نهاره. وقال: "لدينا ثلاثة سجناء آخرين يشقون طريقهم من سجن نفحة الى سجن هشارون. الى أن يصل آخر السجناء هدفه، من ناحيتي لا تكون الحملة انتهت. واضح لنا انه رغم أن الجيش يقود الحملة الا أن كل العيون تتطلع الى مصلحة السجون، وكل خطأ يمكن أن يكون مصيريا". كل يوم يكون دحروغ مسؤولا عن حماية نقل نحو ألف سجين على طرق اسرائيل الى اهداف مختلفة في أرجاء البلاد – عدد مضاعف لعدد صفقة شليت، ولكن أمس كل العيون كانت تتطلع الى مصلحة السجون واصبحت الحملة أكثر تعقيدا. ويقول دحروغ ان "الصدى الاعلامي يعظم التهديدات التي تحدق بمثل هذه الحملة". وفي اثناء النهار غادر الضباط الكبار غرفة التحكم فقط للقاء رجال الجيش في وزارة الدفاع في تل أبيب. فنحن نتابع في كل لحظة أين وصل السجناء. ومع أنه في وسائل الاعلام تلقت القوافل الاهتمام الاقصى، الا انهم في مصلحة السجون وجهوا عيونهم بالذات لما يحصل داخل السجون حيث بقي السجناء الذين لن يتحرروا غدا. ويشرح دحروغ فيقول ان "الكثير من السجناء يفهمون اليوم بانهم ليسوا جزءا من الصفقة وينشأ استياء كبير لدى بعضهم. توتر من سيكون في المرحلة الثانية من الصفقة يفعل ايضا فعله داخل السجن ونحن نستعد لهذا بتأهب كامل. فقد يؤدي هذا الى هياج لدى السجناء وفي حالات متطرفة قد يصل الى اختطاف سجان أو رجل آخر من الطاقم". في المساء بعد أن دخل السجناء الثلاثة الاخيرون سجن هشارون، اكتملت قائمة السجناء التي ظهرت على احدى الشاشات. وسأل أحد الحاضرين دحروغ: "هل أنهينا اليوم؟" فأجابه قائد الحملة بنصف ابتسامة: "ننهي عندما يصل جلعاد".