غزة/سما / لا تزال أزمة الأدوية تهدد مرضى قطاع غزة حيث تشهد مستودعات وزارة الصحة التابعة لحكومة غزة نقصا حادا في الادويه والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ خمس سنوات مما يشكل خطرا على حياة المرضى بشكل عام ومرضى الأمراض المزمنة كالكلى والقلب والعناية المركزة بشكل خاص. المتحدث باسم صحة غزة الدكتور أشرف القدرة قال في مقابله أجرتها مراسلة وكالة (سما) "آلاء الهمص" أن وزارة الصحة في غزة تعاني من نقص شديد في الرصيد الدوائي بالمستودعات والمستشفيات والمراكز الصحية وان حوالي 120 صنفا من الأدوية و 150 من المستهلكات الطبية رصيدها الآن صفر بالاضافه الى 76 صنف من الأدوية و75 من المستهلكات الطبية سيكون رصيدها صفر خلال الثلاث شهور القادمة. ونوه القدرة ان غالبية الادويه التي تعاني من نقص حاد هي من الادويه التي تحتاجها الأقسام الحيوية في المستشفيات مثل العمليات والعناية المركزة والقلب إلى جانب العديد من الأمراض المزمنة وأقسام الكلى حيث تشهد هذه الأقسام مشكله حقيقية جراء نقص الأنابيب الخاصة بغسيل الكلى مما يشكل خطرا على حياة مرضى الكلى الذين يحتاجون الى الغسيل مرتين او ثلاثة أسبوعيا . وعن مساعي وزارة الصحة محليا ودوليا لحل هذه الأزمة قال القدرة ان وزارته قامت بالاتصال بالمؤسسات الحقوقية والدولية لاطلاعهم على ما يجري وعلى خطورة الوضع حيث اجتمعت الوزارة قبل حوالي الشهر مع هذه المؤسسات وقام الوزير باسم نعيم بجولة الى عدة دول عربية منها جمهورية مصر العربية والأردن وتركيا لوضعهم في صورة ما يجري من تدهور للرصيد الدوائي في المستشفيات . واشار القدرة ان هناك وعود بان يكون الملف الصحي حاضرا على أجندة هذه الدول والمؤسسات والمنظمات وقال :" حتى اللحظة لم يطرأ أي جديد في هذه القضية ولم نجد على الأرض ما يشبع رغبة المواطن الفلسطيني بشكل ميداني كل ما وصل كان بمثابة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وحل ميداني للازمه هنا او هناك". وتابع:"قبل يومين وصل38 صنف من الادويه مع قافلة أميال من الابتسامات لكن هذه الادويه مختلفة الأوقات في الاستخدام فمنها ما يستخدم لشهرين ومنها لأسابيع قليله بمعنى ان الاستنزاف من الادويه اكبر من حجم ما يدخل إلى المستودعات مما يضطرنا إلى عدم تغييب الرصيد الصفري من الدواء من قائمة الإعلام وحقوق الإنسان" وبين القدرة ان عدد الوفيات جراء الحصار ونقص الادويه ومنع المرضى من السفر الى الخارج وصل الى 500 حالة وفاه خلال 5 سنوات الأخيرة الا ان الفترة الأخيرة لم تشهد أي حالة وفاه جراء نقص الادويه في المستشفيات بشكل عام مرجعا السبب في ذلك الى تعامل الوزارة بشكل جيد لإدارة الأزمة حتى لا تعيق العمل الصحي حيث تعاملت وفق معطيات خطة الطوارئ التي أعلنتها وزارة الصحة قبل 6 شهور القائمة على تخفض مستوى جداول العمليات و مستوى الأقسام التي تحتاج الى العديد ن الادويه والمستهلكات الطبية. ودعا القدرة وزارة الصحة في رام الله بالوقوف بجانب المريض الفلسطيني لإيصال حقه المفروض من قبل البنك الدولي بواقع40% من أدويه ومستهلكات طبية من القائمة اللازمة لمرضى قطاع غزة التي تعتبر بروتوكول ضمني من البنك الدولي (..) موضحا ان البنك الدولي سنويا يعطي وزارة الصحة في رام الله احتياجات المرضى في كل من الضفة والقطاع 60 % منها تعتبر حصة مرضى الضفة و 40% تعتبر حق مرضى غزة . وأشار الى ان ما يصل غزة لا يتعدى 40 % من أصل ال40% المخصصة لغزة في السنوات الأربع الأخيرة . وناشد القدرة المؤسسات الحقوقية والإنسانية للوقوف بجانب القطاع الصحي بشكل كامل وليس بشكل طارئ والوقوف على مسئولياتها في حل أزمة الدواء وما يمر بالقطاع الصحي من أزمة, داعيا وزارة الصحة في رام الله للقيام بمسئولياتهم الإنسانية والأخلاقية والقانونية بإرسال الادويه اللازمة لمرضى قطاع غزة جراء تعاقداتهم مع البنك الدولي والنأي بالملف الصحي بعيدا عن الملف السياسي و ان تكون حاجه المواطن لتلقى العلاج حاجه إنسانيه وأخلاقيه ترتبط بها الضفة وغزة بشكل غير مشروط .