رام الله / سما / ودع مثقفون ومحبو المخرج المسرحي الراحل فرانسوا أبو سالم، جثمانه الذي سجي في مسرح ’عشتار’ برام الله، قبل التوجه به لدفنه في مدينة القدس حيث ولد. وقد توافد إلى المسرح منذ صباح اليوم العشرات من الأدباء والمخرجين والفنانين الفلسطينيين، إضافة إلى طلبة من الجامعات، ومحبي الفنان وعدد من المتضامنين الأجانب من مختلف مناطق ومدن الوطن، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أبو سالم الذي فارق الحياة إثر إلقاء نفسه من على بناية قيد الإنشاء بالقرب من بيته في حي الطيرة برام الله يوم السبت الماضي. وعلى غير العادة، قام عدد من المسرحيين بتأبين الراحل بعدد من ’سكتشات’ المسرحية التي عشقها المخرج الراحل، وألقى آخرون كلمات تأبينية استذكروا فيها مناقب الفقيد. وقال مدير مسرح القصبة جورج إبراهيم، إن ’هذا اليوم الذي يودع فيه الشعب الفلسطيني الراحل، حزين للفنانين والمسرحيين الفلسطينيين الذين اشتغلوا مع الراحل، وخسارة للمسرح الذي قدم فيه أبو سالم الكثير من الأعمال الفنية خلال فترة عمله فيه’. ولام إبراهيم الفنانين والمسرحيين في فلسطين الذين عايشوا الراحل وعملوا معه في المسرح ولم يدعموه، قائلا: ’كان يمكن أن ندعم أبو سالم أكثر خلال حياته كمسرحي، لكن للأسف كل واحد منهم اشتغل وحده ومن أجل نفسه فقط، دون أن يقدم له الدعم والمساعدة’. وأوضح أنه سيتم تشييع جثمان المخرج أبو سالم عبر نقله من أمام مسرح ’عشتار’ إلى حاجز قلنديا ثم سيتم نقله إلى مسرح ’الحكواتي’ في مدينة القدس ليودعه أصدقاؤه، وسيتم دفنه في مقبرة ’صهيون’ في باب الخليل. وأبو سالم مقدسي منحدر من أب مجري وأم فرنسية، عاد للإقامة في القدس بعد غياب في باريس دام سنوات، وواصل مشواره في الـمسرح الفلسطيني الذي ابتدأه أوائل السبعينيات من القرن الـماضي، حين أسس فرنسوا وعدد آخر من الـممثلين الهواة فرقة ’بلالين’ الـمسرحية، الفرقة الوليدة كانت علامة فارقة في مسيرة الـمسرح الفلسطيني. واعتبر فرنسوا واحدا من أبرز مؤسسي الـمسرح الفلسطيني الحديث، وقد أخرج وأدى مسرحية ’العتمة’ التي سلطت الأضواء على فرقة ’بلالين’، وكان واضحا أن فرنسوا أبو سالـم ميال إلى الـمغامرة الفنية والتجريب.