القاهرة / سما / وصف نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها دورة ’ فلسطين’، لافتا إلى أن النشاط والتحرك الفلسطيني الفاعل هو الذي أبرز أهمية هذه الدورة، حيث سادت القضية الفلسطينية أعمال اجتماعات هذه الدورة. وأشار السفير بن حلي إلى الجهد العربي السياسي الذي سبق هذه الدورة الجديدة منذ 6 أشهر ممثلا في تحركات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وكذلك تحركات لجنة مبادرة السلام العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية، بالإضافة إلى التحركات التي قام بها وزراء الخارجية العرب حيث توافر زخم دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة نتيجة لهذا التحرك، كما أن الرئيس محمود عباس حضر جلسة تاريخية ألقى فيها خطابا أعاد إلى الأذهان الجلسة التي حدثت عام 1974 بحضور الرئيس الراحل ياسر عرفات، ليتم التأكيد بكل قوة على أن فلسطين حاضرة في اهتمامات وضمير العالم كله. واستعرض في تصريحات صحفية اليوم الإثنين، بالجامعة العربية نشاط المجموعة العربية في نيويورك حيث انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي كرس لمناقشة بند موضوع واحد هو ما يتعلق بفلسطين، كما عقدت اجتماعات وزراء الخارجية العرب ونظرائهم من دول أمريكا الجنوبية بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية الماراثونية مع كافة دول العالم. وأوضح أن الجميع أبدى الارتياح بعد أن تقدم الرئيس محمود عباس للأمم المتحدة بطلب العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة رغم التهديد باستخدام الولايات المتحدة لحق النقض ’الفيتو’. وقال إن الجهود تتواصل الآن لدعم الطلب الفلسطيني من خلال اللجنة الفنية الخاصة التي تم تشكيلها من أعضاء مجلس الأمن للنظر في الطلب الفلسطيني، ونأمل بأن تثمر عن نتائج إيجابية خلال الأسبوعين القادمين. وحول السيناريوهات المقبلة خاصة مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام ’الفيتو’ قال: إن موقف الولايات المتحدة واضح وأعلنته بأنها ستستخدم الفيتو إذا توجهنا إلى مجلس الأمن واتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية إذا تم التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن ثم فإن الجانب العربي سيتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حال استخدام الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن. ورغم أن الجمعية العامة لا تمنح العضوية الكاملة لكن تنتقل عضوية حركة التحرير الفلسطينية كعضو مراقب الآن إلى صفة ’دولة فلسطين المراقبة’ وهذا فرق كبير بين الحركة والدولة لأن الدولة بمعناها يترتب عليها التزامات من ضمنها أنها يمكن أن تكون عضوا في كافة المنظمات التابعة للأمم المتحدة والوكالات وغيرها، بالإضافة إلى ذلك تصبح حجة إسرائيل بأن هذه ’الأراضي متنازع عليها ’حجة واهية حيث ستصبح ’أراضي محتلة’ وفق اتفاقية جنيف الرابعة والاتفاقيات الدولية الأخرى ذات الصلة. وأشار بن حلي إلى أن هذه الأمور تعتبر مكسبا سياسيا عربيا وفلسطينيا، موضحا أن الزخم الذي شهدته هذه الدورة الجديدة للأمم المتحدة سيعطي دفعة كبيرة للقضية الفلسطينية، حيث أصبحت إسرائيل تشعر بأنها معزولة لأنها بالفعل دولة خارج القانون والمنظومة الدولية ولهذا لا بد أن تعيد ترتيب أوراقها وتعود إلى جادة الصواب. وعلى صعيد الأوضاع في سوريا والجهود العربية بشأن اللجنة التي قرر الوزاري العربي الأخير تشكيلها لزيارة سوريا لتقصي الحقائق، قال إن المجلس الوزاري العربي اشترط وقف كل أعمال العنف قبل أن تتوجه هذه اللجنة لسوريا ولم يذهب الوفد لسوريا بسبب استمرار هذه الأعمال. وفيما يتعلق بالوضع في اليمن أشار إلى أنه خُصص لقاء مطول بين الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير خارجية اليمن أبو بكر القربي بشأن اليمن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واطلع القربي الأمين العام على عدد من الوثائق من بينها مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن وعلى آلية تنفيذ هذه المبادرة وتم التأكيد بشكل صريح على ضرورة الإسراع في تنفيذ المبادرة الخليجية وفق الآلية المحددة لها، وعبر الأمين العام عن قلق الجامعة العربية لما يجري في اليمن وتزايد أعداد الضحايا، داعيا إلى التعامل مع هذه المبادرة بكل جدية وتفعيلها.