أريحا / محمد أبو علان / سما / لا يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بعشرات الحواجز الثابتة، وعشرات البوابات الحديدية التي وضعها في أماكن عدة من الضفة الغربية لتضيق الخناق على حياة المواطن الفلسطيني في حله وترحاله داخل حدود وطنه المحتل. بل يلجأ في الكثير من الأحيان لما يعرف "بالحواجز الطيارة" وهي حواجز تقيمها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواقع مختلفة من الضفة الغربية لعدة ساعات بحجة وجود إنذارات أمنية ساخنة، أو ملاحقة شخص محدد وفق معلومات مسبقة يدعون وصولها لهم. إلا أن هذه الإدعاءات سرعان ما تنهار عندما نلحظ ممارسات جنود الاحتلال الإسرائيلي على هذه الحواجز الطيارة والتي تستهدف المارين عليها بغض النظر إن كانوا المارين "مستهدفين أو غير مستهدفين (وفق المفهوم الأمني للاحتلال الإسرائيلي) من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها الأمنية. مساء السبت الأول من تشرين الأول، حوالي الساعة السادسة مساءً وفي المنطقة القريبة من كازينو أريحا كان أربعة شبان من مدينة طوباس على موعد مع أحد هذه الحواجز الإسرائيلية الطيارة، الشبان الأربعة تعرضوا للضرب من قبل جنود ما يسمى بحرس الحدود الإسرائيلي الموجودين على الحاجز دون مبرر وبدون سابق إنذار، والشبان الأربعة هم عاكف صدقي وعامر ضبابات والأخوين عمر وإبراهيم عبد الرازق. إبراهيم أحد الشبان الأربعة روى ما حدث لهم بقوله:" فوجئنا بوجود حاجز إسرائيلي طيار بالقرب من المنطقة الواقع فيها كازينو أريحا، أوقفنا الحاجز لمدة ساعة كاملة تقريباً، واعتدى علينا جنود حرس الحدود طوال هذه الساعة بطريقة وحشية مما استدعى ذهابنا لمستشفى أريحا الحكومي بعد أن تم إطلاق سراحنا لتلقي العلاج، حيث تبين وجود رضوض في أجسادنا نتيجة هذا الاعتداء". عاكف صدقي لم تشفع له العملية الجراحية التي أجراها قبل عدة أيام أمام وحشية جنود حرس الحدود الإسرائيلي الذين انهالوا عليه بالضرب دون أي اعتبار لحالته الصحية مع أن رفاق عاكف نوهوا للجنود بأنه مريض وأجرى عملية جراحية منذ عدة أيام ولكن لا حياة لمن تنادي. والجدير ذكره أن محافظتي أريحا وطوباس تواجهان إجراءات إسرائيلية قاسية في جانبي الحواجز والاستيطان لا تقل عن تلك الهجمة التي تواجهها مدينة القدس من قبل الاحتلال الإسرائيلي وذلك للأهمية التي يوليها الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الأغوار الواقعة ضمن حدود محافظتي طوباس وأريحا. وهذا يظهر من خلال الحملة الاستيطانية المسعورة على منطقة الأغوار، فقد أشارت الإحصائيات الصادرة عن مركز "بتسيلم" الإسرائيلي لوجود (32) مستوطنة وبؤرة استيطانية إسرائيلية في منطقة الأغوار يسكنها حوالي (9500) مستوطن إسرائيلي، ناهيك عن تحويل الاحتلال الإسرائيلي ما نسبته 49.5% من أراضي منطقة الأغوار لمناطق عسكرية مغلقة. ولضمان سيطرتها المطلقة على منطقة الأغوار حددت دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب اتفاقيات أوسلو حوالي 88.3% من مساحة الأغوار كمناطق C، و 7.4% لمناطق A و 4.3% لمناطق B.