خبر : الذكرى الحادية عشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى

الأربعاء 28 سبتمبر 2011 09:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الذكرى الحادية عشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى



غزة / سما / تصادف، اليوم الأربعاء  الذكرى الحادية عشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى، التي جاءت عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريئيل شارون باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين للتصدي له. وتميزت هذه الانتفاضة باستخدام السلاح وكثرة العمليات الاستشهادية، وراح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحا. وولدت هذه الانتفاضة على أرضية مهيأة لها، ومعدة لانفجارها، كما ولدت في زمن تضافرت فيه كل الظروف والمناخات، لتفاعلها واشتعال نارها. ولم تنطلق الانتفاضة من دون مقدمات، أو من غير دوافع أدت إلى  اشتعالها، بهذه الصورة المذهلة، التي فاقت كل التوقعات. ولم تكن انطلاقتها عبثية عشوائية من غير قاعدة أو أساس، بل انطلقت بشكل مدروس، نتيجة لاختناقات انفجرت مع توافر الأسباب، لتحقيق أهداف آنية، وأهداف مرحلية، وأهداف بعيدة المدى. وتعين معرفة الحادث المباشر الذي فجّر الانتفاضة، في إدراك حقيقة تسميتها بـ"انتفاضة الأقصى". ذلك أن زعيم حزب الليكود أرييل شارون" قرر زيارة المسجد الأقصى، يحرسه أكثر من ألفي ضابط وجندي. وعندما وصل ساحة المسجد، فجر وصوله كوامن الغضب لدى المصلين، الذين هبوا لصده وجنوده. فهاجموهم بالحجارة والزجاجات، وكل ما وقعت عليه أيديهم، بعنف لم يسبق له مثيل. وقد أجبر الهجوم شارون  وجنوده على التراجع، بعد أن أصيب منهم أكثر من خمسة وعشرين ضابطًا وجنديًا. وعقب فشل الزيارة بيوم واحد، ارتكب الإسرائيليون مجزرة في ساحة المسجد الأقصى المبارك، كانت حصيلتها 8 شهداء، و7 فقدوا البصر، و220 جريحاً. وفي اليوم التالي سادت المناطق الفلسطينية حالة من الغليان والغضب الشديدين، منذ صباح السبت 30 سبتمبر احتجاجاً على المجزرة البشعة، التي ارتكبتها قوات الاحتلال يوم الجمعة 29 سبتمبر 2000م، في ساحات المسجد الأقصى المبارك. وتميزت هذه الانتفاضة باستخدام السلاح وكثرة العمليات الاستشهادية، وقدم خلالها الشعب أكثر من  أربعة آلاف شهيد وأكثر من 48 ألف جريح. ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات إسرائيلية، أبرزها: "السور الواقي" و"أمطار الصيف". وكان من نتائج هذه الانتفاضة تصفية واغتيال الكثير من القادة الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتدمير مؤسسات السلطة الوطنية، والاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية، إضافة إلى تدمير ممتلكات المواطنين، واعتقال عدد كبير جدا من الفلسطينيين. وفي عام 2002، بدأت إسرائيل ببناء جدار الضم والتوسع العنصري فوق الأراضي الفلسطينية، وفي نهاية عام 2006 بلغ طوله 402 كيلومتر، ويمر بمسار متعرج حيث يحيط بمعظم أراضي الضفة الغربية. وما زال مشروع بناء الجدار قيد التنفيذ ومخططاته قيد التعديل المستمر، وبناء على الخطة التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية في 30 نيسان/أبريل 2006 فإن طول الجدار سيبلغ 703 كيلومترات عند نهاية البناء، وهذه الخطة تعد تعديلاً من ضمن سلسلة من التعديلات، حيث إنه ومقارنة بالخارطة السابقة كان طول مساره 670 كيلومتر والمعلنة بتاريخ 20 شباط/فبراير 2005 والتي كانت أساسا تعديلا على مسار سابق مقترح للجدار، وقد زاد من الطول المقترح بمقدار 48 كيلومتر بحيث أصبح طول الجدار المخطط 670 كيلومتر بعد أن كان 622 كيلومتر بحسب المقترح في 30 حزيران/ يونيو 2004. ويعزل الجدار أكثر من 5 آلاف فلسطيني في مناطق "مغلقة" بين الخط الأخضر والجدار، وتدعي الحكومة الإسرائيلية أن الهدف من بناء الجدار هو حماية المواطنين الإسرائيليين من الهجمات الفلسطينية. وقال الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر عام 2000 ولغاية اليوم قرابة 75 ألف حالة اعتقال.