خبر : لقاء ثقافي فلسطيني مصري في "دار الشروق" بالقاهرة

الثلاثاء 27 سبتمبر 2011 11:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لقاء ثقافي فلسطيني مصري في "دار الشروق" بالقاهرة



القاهرة / سما / بحث وفد المثقفين والأدباء والمفكرين الفلسطينيين برئاسة الروائي يحيى يخلف رئيس للمجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم، اليوم الثلاثاء، تعزيز التعاون المشترك مع المسؤولين في دار الشروق، ومع أمين عام الدار إبراهيم المعلم الأمين العام السابق لاتحاد الناشرين العرب. وتخلل اللقاء تقديم الوفد الفلسطيني شرح مستفيض حول الحركة الثقافية الفلسطينية، والمعيقات الناجمة عن استمرار سيطرة الاحتلال على المعابر الحدودية.وبدأ اللقاء بكلمة للروائي يخلف، أظهر فيها الهدف من الزيارة، مشيرا إلى أن ذلك يتمثل في التواصل مع الحركة الثقافية والمؤسسات الثقافية الأهلية في مصر، والتهنئة بإنجاز الثورة. وقال: الشباب الفلسطينيون وشعبنا بشكل عام يتحرك بعد الربيع العربي باتجاهين هما: إنهاء الانقسام، وإنهاء الاحتلال، والربيع العربي سرّع من الوصول لاتفاق المصالحة، ودعم موقفنا في التوجه للأمم المتحدة. وذكر أن الوفد قرر زيارة دار الشروق لما لها مكانة كبيرة على صعيد الحياة الثقافية، موضحا أن هذه الزيارة تتم بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية والاتحاد العام للكتاب في مصر. وقدم شرحا حول التوجه للأمم المتحدة، معللا سبب قلق الاحتلال إزاء آثار خروج ملف الصراع من أيدي إسرائيل وأميركا للعالم الخارجي، مضيفا: إسرائيل تعتبر المسألة شأنا داخليا، لذلك الذهاب للأمم المتحدة يأخذ الملف للموقع الطبيعي الذي كان يجب أن نأخذه إليه منذ زمن. وأكد أن الوضع القانوني بعد شهر أيلول سيصبح مختلفا؛ لأنه ليس بإمكان إسرائيل الإدعاء بأن الأرض الفلسطينية متنازل عليها، لأنها أراضي دولة محتلة. وقال: هذه خطوة مهمة لتصحيح المسار، وبداخل إسرائيل وقع 500 مثقف ومسرحي وأديب على وثيقة يؤيدون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، من ضمنهم كتاب ومثقفون حاصلون على أعلى الجوائز في إسرائيل، والتهديدات الرسمية الإسرائيلية والأميركية لن تضعفنا في مشورانا ومعركتنا في الأمم المتحدة.وتابع: الرئيس تعرض لضغط غير مسبوق لعدم التوجه للأمم المتحدة، لأن استخدام ’الفيتو’ يجعل السياسة الأميركية تهتز بشكل أكبر من أية فترة مضت. من جهته، قدم رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية المحامي أحمد الرويضي تقريرا حول الوضع التربوي والثقافي في القدس نتيجة استمرار الاحتلال، بقوله: لقد منعوا المناهج الفلسطينية في القدس، وهذا العام تلقت المدارس كتبا بمنع توزيع الكتب الفلسطينية، وطال ذلك المدارس الخاصة والتابعة لوزارة التربية والتعليم، والأخرى التابعة لوكالة الغوث ’الأونروا’. وأضاف: لقد منعوا مادة التاريخ، وبعض الآيات القرآنية، وتم مسح قصائد شعرية، وتم منع التربية الوطنية بالكامل، إنهم انشأوا أربع مدارس تحت مسمى مدارس سخنين، يلزم بها طلبتنا بتقديم ’البجروت’ الثانوية العامة بالمنهج الإسرائيلي. وذّكر الرويضي أن إسرائيل ’منعت حفل افتتاح فعاليات القدس عاصمة للثقافة، ويمنعون حتى فرق الدبكة والغناء، وأن الأمر ليس مقصورا على المسارح، بل طال المدارس أيضا’. أما اسماعيل التلاوي فقدم تقريرا حول الاعتداء الإسرائيلي على العملية التربوية في القدس والمتمثل بإسقاط بعض المواد المتصلة بالتاريخ وعروبة القدس وفلسطينية المكان، وقال: تم تحريف الكثير من الصفحات، ومن هنا مطلوب أن نبرز ماذا نعمل نحن لمواجهة ذلك، ونحن بطور إعداد دراسة لتقديمها لليونسكو في 25 أكتوبر في الدورة المقرر عقدها للمنظمة في باريس. وأشار إلى أن السياسة الإسرائيلية تلقى معارضة شديدة من قبل الطلبة والأهالي، مدللا على ذلك من خلال قيام عدد كبير من الطلبة بإحراق الكتب التي وزعت من قبل إسرائيل في تحدي لقوات الاحتلال. وأيد التلاوي الرأي القائل بأن هناك تقصيرا من قبل ’اليونسكو’ بما يخص الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة من القدس.من جهته، قدم المؤرخ المقدسي د.يوسف النتشة عرضا حول ما يجري من انتهاكات إسرائيلية خطيرة في المدينة المقدسة. وبخصوص ما يثار حول قرب انهيار المسجد الأقصى نتيجة الحفريات بأسفله، قال: هدم الأقصى ليس بالضرورة في البناء، بل بما يحاك ضده من مؤامرات لتزوير تاريخه وتهويده. مستعرضا بعض المخططات والأفكار التي تحاول إسرائيل تنفيذها في منطقة البلدة القديمة والحرم القدسي الشريف. وأشار إلى أن موقف ’اليونسكو’ سلبي من موضوع الحفريات والأنفاق، مشددا على أن الحفريات إحدى الأساليب الخبيثة لترويج الفكر الصهيوني، مضيفا: أنهم يربطون الوجود الإسرائيلي مع الفكر التوراتي، والحفريات أمر خطير يتعارض مع مبادئ اليونسكو، ما يستدعي وقفة أكثر جدية وحزم من قبل المنظمة الدولية. وتابع: الحفريات الإسرائيلية فيها فكر العسكرة (يشرف عليها وينفذها عسكريون)، وكل من يقيم في القدس قلق دائما من مخاطر الأنفاق على مستقبل القدس، لأنهم أوجدوا قدسا بديلة أسفل الأرض. وقدم الأديب محمود شقير نبذة حول تجربة اتحاد المعلمين السري في بداية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، مذكرا أنه في ذلك الوقت حذف الاحتلال من المناهج التعليمية كل ما له صلة بالوطن والتاريخ. وأضاف: لم نعبر عن القدس كما ينبغي في الأدب العربي، في حين أن الإسرائيليين كتبوا عشرات الروايات عن القدس، ومن هنا مطلوب أن نخصص في الذهن العربي كتابة أدبية عن القدس، لأن هويتها العربية والإسلامية مهددة بالضياع. بدوره، خلص الشاعر غسان زقطان المحرر الثقافي لجريدة الأيام، إلى وجود فجوة معرفية بين الأجيال الفلسطينية ومحيطها العربي وبخاصة مصر.وأضاف: لدينا جيل من الشعراء والمبدعين وكتاب سرد، وجيل مميز ولا يقل في قوته عن الأجيال من الدول العربية المجاورة، ولكن المشكلة توجد ثغرة بالتواصل لوجود حصار ثقافي. وتابع زقطان: الأجيال العربية لا تعرف كفاية عن هذا الجيل، وفي فلسطين لا توجد إمكانيات لنشر الحقيقة، مع أنه لا توجد مشكلة في الطباعة نظرا لوجود مؤسسات أهلية ناشطة في هذا المجال، لكن المشكلة تتمثل بالتوزيع المحدود، ونوعية الكتب، كما أن هناك مشكلة تتمثل بأن الكتاب العربي لا يصل بالشكل الكافي. وأردف: مطلوب أن نفكر بإيصال الأجيال الجديدة الفلسطينية للمحيط العربي، وكيف يصل الكتاب العربي وبخاصة المصري إلى فلسطين بالشكل الكافي، وبخاصة أن الكتاب المصري ليس ممنوعا دخوله كاللبناني والسوري. ورحب الرئيس السابق لاتحاد الناشرين العرب إبراهيم المعلم بالتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، مذّكرا بأن هذه الدعوة خرجت من قانونيين كثر خلال الفترات السابقة من ضمنهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي طالب منذ فترة طويلة بالتوجه للأمم المتحدة. وتابع: فرحت بالاستقبال الحافل للرئيس أبو مازن في رام الله بعد عودته من الأمم المتحدة، والهتاف ’ارفع رأسك فوق أنت فلسطيني’، وهذا الهتاف نفسه الذي استخدم خلال الثورة المصرية، ومن هنا نرجو أن يأتي الربيع العربي بنتائج إيجابية تعود بالخير على القضية الفلسطينية. وأضاف المعلم: فلسطين قضية مصرية وجزء من الأمن القومي منذ أيام الفراعنة، وما تقومون به من جهد وكفاح في الأمم المتحدة هو أمر في الاتجاه الصحيح، والثورة ستكسب وستغير المنطقة كلها وليس مصر، المهم أن روح التغيير انطلقت، والأمل بالمستقبل. وقال الروائي المصري البارز محمد المخزنجي: أتصور بشكل عملي أن الثقافة العربية جسم واحد وآن الأوان لعدم وجود ثقافة إقليمية ومن هنا مطلوب أن تنشر المواد الثقافية الفلسطينية في مصر، وهذا يشكل اضافة جمالية وبالقيمة لأي مطبوع. وقد انتهى اللقاء بتقديم الروائي يخلف هدية رمزية عبارة عن مطرز فلسطيني مكتوب عليه’ القدس’ إلى المسؤولين في دار الشروق. وضم وفد المثقفين الفلسطينيين في زيارة دار الشروق: يحيى يخلف رئيس الوفد، واسماعيل التلاوي الأمين العام للمجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم في م.ت.ف، والكاتب محمد الخليلي، والناقد د.فيصل دراج، والأديب محمود شقير، والروائي الشاب أكرم مسلم، ورئيس وحدة القدس في الرئاسة المحامي د.أحمد الرويضي، والشاعر غسان زقطان، والمؤرخ د.يوسف النتشة، والفنانة التشكيلية لطيفة يوسف، والصحفي محمود خلوف، والباحث أكرم حسونة. كما حضر اللقاء عدد من المثقفين المصريين بالإضافة إلى مدير عام دار الشروق أحمد بدير، ومدير تحرير جريدة الشروق الأستاذ وائل قنديل.