سترد اسرائيل بالايجاب على اقتراح الرباعية العودة فورا الى المفاوضات، ولكنها ستوضح لها بأنها لن توافق على تجميد البناء في المستوطنات كما يطالب الفلسطينيون كشرط مسبق لاجراء المحادثات. كما ان اسرائيل ستوافق على المفاوضات مع أبو مازن طالما لم يحقق اقامة حكومة وحدة مع حماس.على المستوى السياسي يشددون بأنه ليس لاسرائيل شروط مسبقة، وان الحديث يدور عن ايضاحات ستنقل الى الرباعية للمساعدة في استئناف المفاوضات. وسيعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم محفل وزراء الثمانية ويعرض أمامهم صيغة الرباعية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.الجدول الزمني الذي قررته الرباعية هو لقاء بين الزعيمين في غضون شهر، وتقدم هام في اثنائه تُعرض مواقف الطرفين في موضوع الحدود والمناطق الامنية في مدى يتراوح بين 3 – 6 اشهر. الاتفاق كله يجب أن يؤدي الى انهاء النزاع وانتهاء المطالب في غضون 15 شهرا، حتى نهاية العام 2012.في اسرائيل يميلون الى قبول الصيغة، ولكن نتنياهو لم يُعط جوابا نهائيا لأنه أراد أن يسمع قبل ذلك رأي شركائه في الائتلاف. والتقى رئيس الوزراء أمس مع رؤساء كتل الائتلاف وزوجاتهم في منزله في القدس لرفع نخب بمناسبة رأس السنة. ويسعى نتنياهو الى تقديم رد ايجابي للرباعية، على أن يفعل ذلك بالاجماع. وسيقترح رئيس الوزراء على الوزراء تحديد بعض التحفظات التي تطرح على الرباعية: اسرائيل لن توافق على تجميد البناء في المستوطنات مثلما كان في الماضي، كما أن دولة اسرائيل ستجري مفاوضات مع ابو مازن طالما لم يحقق اقامة حكومة الوحدة مع حماس.وأعرب وزير الخارجية ليبرمان أمس عن تشاؤمه بالنسبة لاستئناف المفاوضات، ولا سيما حيال شريك مثل ابو مازن. واوضح ليبرمان في اثناء رفع النخب على شرف رأس السنة، فقال "الان توجد له ذريعة جديدة – فهو يطالب بفتح اتفاقات باريس، الاتفاقات الاقتصادية بين اسرائيل والسلطة. وبالتالي فان أعلن هنا: نحن لا نفتح حتى ولا فاصلة واحدة في محضر باريس". ليبرمان، الذي عاد أمس من نيويورك اشار الى أن "عرفنا كيف نصر ونقف عند موقفنا. لا تسونامي ولا حتى مطر في يوم بارد. عندي تحفظات على قرار الرباعية، ولكن الموضوع المركزي هو أنها تدعو الى استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة. واضح من يفر من هذه المعركة. رئيس الوزراء دعا ابو مازن الى لقائه في نيويورك. فرد بهستيريا وهرب الى المطار". وأنكر ليبرمان النوايا التي تنسب له مؤخرا للانسحاب من الحكومة وقال: "لا ينبغي لاحد أن يفسر ارادتنا، في أننا نسير نحو انتخابات مبكرة. نحن لا نسير نحو الانتخابات". هذا وانعقد مجلس الامن في الامم المتحدة أمس في نيويورك في بحث أولي في الطلب الفلسطيني للتحول الى الدولة الـ 194 في صفوف المنظمة. البحث الاولي بدأ في الساعة 22:00 بالتوقيت الاسرائيلي وجرى في جلسة مغلقة. رغم التهديد الامريكي باستخدام الفيتو، من المتوقع للمجلس ان ينقل الطلب لبحث رسمي أول منذ يوم غد. ومن هناك ينتقل الاقتراح الى لجنة فرعية تعنى بقبول الاعضاء الجدد، وتضم ممثلين عن كل الدول الـ 15 الاعضاء في مجلس الامن. مهما يكن من أمر فان المداولات في الاقتراح ستستغرق زمنا طويلا، والى أن تصل الى التصويت ستمر بضع اسابيع وربما حتى بضعة اشهر.رئيس الوزراء يخفض مستوى التوقعات ويقول انه ليس واثقا من أن اسرائيل والولايات المتحدة ستنجحان في تجنيد الاصوات اللازمة في مجلس الامن لاحباط الطلب الفلسطيني للاعتراف في الامم المتحدة. في مقابلة مع البي.بي.سي بالعربية قال نتنياهو انه "أبدا لن تنتهي مفاوضات لا تبدأ، واذا واصلنا ادارة مفاوضات على المفاوضات فلن نصل بعيدا جدا". وألمح نتنياهو في حديثه أيضا بانه لا يرفض مبادرة السلام العربية من العام 2002: "انتبهت لمبادرة السلام العربية. هذا تقدم هائل منذ لاءات الخرطوم الثلاثة (1967)".