الاتصالات بين اسرائيل وتركيا في محاولة لتسوية الازمة الدبلوماسية استؤنفت مؤخرا بمبادرة الامريكيين. وحسب الاقتراح: "الرئيس شمعون بيرس، الذي يتمتع بمكانة دولية، سيكون المحور المركزي في الحوار بين الدولتين. وحسب الاقتراح الامريكي، الذي عرض على الطرفين قبل نحو اسبوعين واقر مبدئيا امام الثمانية، ستجرى مكالمة هاتفية بين بيرس والطيب اردوغان ويكون فيها اعتذار متبادل. وحسب مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى، رفض الاتراك الاقتراح واصروا على ان يكون اعتذار اسرائيلي، اعطاء تعويضات لعائلات القتلى ورفع الاغلاق البحري عن غزة، الشروط التي رفضتها اسرائيل رفضا باتا. ومع ذلك، قالت مصادر دبلوماسية أمس ان الاتراك لم يستبعدوا الاقتراح نهائيا وابقوا الباب مفتوحا. وكدليل فانهم يعرضون قول اردوغان في الامم المتحدة الذي جاء فيه ان ليس لشعبه موقفا ضد الشعب في اسرائيل بل ضد الحكومة فقط. وتأتي الاقوال لخلق فصل بين حكومة نتنياهو والرئيس بيرس. وأكد مصدر اسرائيلي كبير بان في هذه الايام تجري اتصالات في محاولة للوصول الى حل وسط، رغم الهجمات الفظة من جانب اردوغان وذلك لان اسرائيل اتخذت قرارا بعدم الانجرار وراء الهجمات والتعاطي معه كما يتم التعاطي مع "كلب ينبح ولا يعض". وطلبت اسرائيل من الامريكيين كبح جماح سلوك اردوغان وحذرت من أنه اذا استمرت تهديداته، فقد يخرج الوضع عن نطاق السيطرة. هذه الرسالة نقلها بالفعل الرئيس براك اوباما. ومع ذلك، بتأخير بضعة ايام حطم نتنياهو أمس صمته ولاول مرة منذ اندلاع الازمة الحادة رد على هجمات اردوغان. فقد قال نتنياهو أمس ان "اقوال التحريض الكاذبة، فضائحية وليس لها صلة بالحقائق. الكارثة كانت الجريمة الافظع ضد ابناء شعبنا، والحقيقة هي أن الاف الاسرائيليين قتلوا على ايدي الارهاب الفلسطيني". وجاء هذا القول ردا على اقوال اردوغان في جلسة الامم المتحدة في نيويورك حيث ادعى بان اسرائيل تستخدم الكارثة كي تصور نفسها ضحية بل واستخف بعدد الاسرائيليين الذين قتلوا في هجمات الارهاب الفلسطيني. كما أن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان اضاف هو الاخر بعض الزيت الى الشعلة حين قال: "لدينا مشكلة مع القيادة التركية التي تؤيد وتطور منظمات الارهاب. حقوق الانسان في تركيا اسوأ منها في ايران وهي تحبس عدد الصحفيين الاكبر في العالم".