الاطار الزمني للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين سيمتد الى ما لا يتجاوز 18 شهرا. هذا ما يتضح من جلسة الرباعية التي عقدت أمس في نيويورك وكانت تستهدف وقف التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة. وتعمل الرباعية على ان تنشر في الايام القريبة القادمة بيانا مشتركا، بموجبه، وإن كان بوسع الفلسطينيين ان يرفعوا طلبهم للاعتراف بدولة فلسطينية الى مجلس الامن، لن يجرى تصويت على الطلب. بالمقابل، بعد وقت قصير من ذلك يستأنف الفلسطينيون واسرائيل المفاوضات بينهم.ويتبين من مداولات الرباعية ان فترة المفاوضات ستُقسم الى مراحل محددة زمنيا. وفي كل مرحلة تُبحث مسألة جوهرية اخرى. المسائل الأولية التي ستُبحث بالتوازي، ستكون مسألتي الحدود والامن. في هذه اللحظة يوجد خلاف بين الولايات المتحدة والاوروبيين في مسألة الزمن اللازم لكل مرحلة ومرحلة، ولا سيما للمرحلة الاولى من المحادثات.في الايام الاخيرة تقلص جزء من الخلافات المتعلقة بالبيان الذي يفترض ان يتضمن الخطوط الأساس لاستئناف المفاوضات، استنادا الى خطاب اوباما في 19 أيار.وهكذا مثلا تقلصت الفوارق في كل ما يتعلق بطلب اسرائيل ادراج الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي، البند الذي، وإن كان مقبولا من الامريكيين ولكن ليس من اعضاء الرباعية الآخرين، أو من الفلسطينيين. كما تقلصت الفوارق ايضا في كل ما يتعلق بالطلب الاسرائيلي بادراج الكتل الاستيطانية في القول ان المفاوضات ستستأنف على أساس حدود 1967، بما في ذلك تبادل الاراضي. ومع ذلك، فان كل اعضاء الرباعية يتفقون على أنه لن يكون ممكنا الحصول على الموافقة الكاملة لاسرائيل والسلطة الفلسطينية على كل الخطوط الأساس التي ستعرض في البيان.جهود الرباعية ستستمر ايضا في الايام القادمة وتتجه النية الى نشر البيان حتى خطابي أبو مازن ونتنياهو يوم الجمعة. والى ذلك تشير عدة برقيات صيغت في وزارة الخارجية الى هزيمة اسرائيلية حيال اوروبا في كل ما يتعلق بالخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة. ويتضح من البرقيات بأن معظم دول الاتحاد ستصوت في الجمعية العمومية في صالح رفع مستوى السلطة الفلسطينية الى مكانة دولة مراقبة وليست عضوا.اذا كان هذا التقدير صحيحا، فالحديث يدور عن فشل المعركة السياسية الاسرائيلية التي أعلنت عن محاولتها بلورة "أقلية اخلاقية" ولا سيما في اوساط الدول الاوروبية، ضد الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة.التقدير المركزي الذي طُرح في اثناء الاستعراضات التي أُجريت في غرف الطواريء الاعلامية التي أقامتها اسرائيل في نيويورك هو ان الفلسطينيين لا يعتزمون استئناف المفاوضات ومصممون على التوجه الى الامم المتحدة. وحسب التقدير، فانهم بعد يرفعوا طلبهم الى مجلس الامن، وبعد ان يفشل هذا (إذ لن تكون لهم اغلبية، أو ان تستخدم الولايات المتحدة الفيتو أو ان يُجمدوا طلبهم) سيتوجهون الى الجمعية العمومية للامم المتحدة لرفع مستوى مكانتهم فيها. هناك معظم دول الاتحاد الاوروبي ستؤيد الطلب.