خبر : هكذا أهملت اسرائيل الكفاح في الامم المتحدة../هآرتس

الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 11:14 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هكذا أهملت اسرائيل الكفاح في الامم المتحدة../هآرتس



رغم الاستعدادات الكثيرة التي قام بها الفلسطينيون قُبيل توجههم الى الامم المتحدة، في اسرائيل لم يتمكنوا من فهم جديتهم والاستعداد كما ينبغي. مثال على ذلك هو حقيقة ان السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة، رون بروشاور، تسلم مهام منصبه قبل أقل من ثلاثة اشهر فقط، مثال آخر هو ان الوفد الى الامم المتحدة لا يضم مستشارا سياسيا منذ ثلاثة اشهر، وكذا، في الوقت الذي أعد فيه الفلسطينيون البنية التحتية للتصويت في الامم المتحدة، تجاهلت اسرائيل هذا النشاط. وتدعي محافل سياسية اجنبية في نيويورك بأن الاهمال والتراخي اللذين أبدتهما اسرائيل في سلوكها في ساحة الامم المتحدة عظما اعلان الاستقلال الفلسطيني أحادي الجانب وجعلاه حدثا عالميا.لا شك في انه لم يكن ممكنا منع الخطوة الفلسطينية التي سيطلقها محمود عباس (أبو مازن) في خطابه أمام الجمعية العمومية بكامل هيئتها يوم الجمعة. ومع ذلك، فمحللون دبلوماسيون في نيويورك يعتقدون بأنه سيكون ممكنا تقليص العطف الدولي الذي تثيره المبادرة الفلسطينية حتى قبل ان تطرح بشكل رسمي في قاعة الجمعية.في محادثات لغير الاقتباس، تقول محافل في الامم المتحدة انه كان ممكنا "إزاحة" الخطوة الفلسطينية قبل الأوان من مقدمة الساحة الدبلوماسية العالمية ووضعها في مكانها. "فعلى مدى نحو سنة تركت اسرائيل لمصيرها ساحة الامم المتحدة ولم ترد على النشاط اليقظ للفلسطينيين ومؤيديهم في نيويورك في الاعداد لاعلان الاستقلال في الدورة الحالية للجمعية"، قال مندوب من أحد الوفود الغربية. وحسب هذا المندوب فانه "لبضعة اشهر عمل الفلسطينيون، بمساعدة مندوبين كبار في الوفود العربية، وأعدوا بنية تأييد لاعلان الاستقلال، فيما تجاهلت اسرائيل نشاطهم تماما".السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة، رون بروشاور، يعتبر دبلوماسي مهني ويتمتع بتفوق: فدبلوماسيون كبار في الامم المتحدة يعرفونه ويتذكرونه ايجابا من عهد ولايته كمدير عام لوزارة الخارجية.ردود القدس الرسمية على العطف المتزايد في الامم المتحدة على القضية الفلسطينية كانت في قسمها الاكبر ردودا دلت على عدم الجاهزية للواقع الذي نشأ في الامم المتحدة، وفي بعض الحالات عبرت عن هستيريا. وقالت أمس محافل في نيويورك انه "كان ينبغي لاسرائيل بل وكان في وسعها ان ترد بشكل معتدل ومنضبط على المبادرة الفلسطينية، فتقلص بذلك منذ البداية الصدى الهائل الذي اثارته المبادرة". بالذات في فترة حرجة في ساحة الامم المتحدة من ناحية اسرائيل، منصب المستشار السياسي للوفد الاسرائيلي على يزال شاغرا. فمنذ أن ترك أمير فيسبرود منصب المستشار قبل بضعة اشهر، يأمل الوفد دون مستشار سياسي هو من المناصب الاعلى في الوفد.  ومع ذلك، فقبيل مداولات الجمعية العمومية تعزز الوفد الدائم بمسؤولين كبار من وزارة الخارجية في القدس اختصوا في شؤون الامم المتحدة.كما أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الوصول الى نيويورك والقاء خطاب يفسر في اوساط المحللين كقرار خاطيء ويتخذ بقدر أكبر صورة تعبير عن فزع أكثر منه خطوة محسوبة منذ البداية. "حضور رئيس الوزراء في الامم المتحدة وحقيقة وجوده في نيويورك عندما يعرض الرئيس الفلسطيني اعلان الاستقلال سيعظم فقط الانطباع من كلمة الزعيم الفلسطيني ويعزز تسجيل الخطوة الفلسطينية كحدث عالمي"، قالوا أمس في نيويورك. وقالت المحافل انهم "في القدس لم يستوعبوا قوة العطف على القضية الفلسطينية في ساحة الامم المتحدة. الكفاءة البيانية لرئيس الوزراء نتنياهو لن تجدي قضية اسرائيل نفعا وستقع على آذان صماء". من ينبغي أن يمثل اسرائيل في الجمعية الحالية هو رئيس الوفد الاسرائيلي السفير رون بروشاور. خطاب السفير في اطار الجدال العام لن يجتذب تغطية اعلامية خاصة، في هذه الحالة سيعمل كالسهم المرتد من ناحية اسرائيل.اعلان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان الاعلان الفلسطيني سيجر خطوات رد من جانب اسرائيل وان الخطوة الفلسطينية "هي نهاية اتفاق اوسلو" شهد على ردود فعل غير مقبولة في الخطاب الدبلوماسي وتمس بقدر اكبر بمكانة من يطلقها. تصريحات ليبرمان في الموضوع الفلسطيني الحقت ضررا دبلوماسيا خاصا. فوزير الخارجية يعتبر في نيويورك عنصرا غير ايجابي في كل ما يتعلق بتقدم السلام. زيارته الى نيويورك في الجمعية العمومية في السنة الماضية اعتبرت في حينه مصيبة دبلوماسية. تصريحات وزير المالية شتاينتس في أن اسرائيل كفيلة في أن تستخدم الاموال المخصصة للتحويل الى السلطة الفلسطينية كرافعة لعقاب السلطة أثارت هي الاخرى الاستياء.