خبر : أسير فلسطينيّ يكشف: القنطار أجرى مكالمة مع قيادة المقاومة في الصفقة قبل الأخيرة

الإثنين 05 سبتمبر 2011 12:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أسير فلسطينيّ يكشف: القنطار أجرى مكالمة مع قيادة المقاومة في الصفقة قبل الأخيرة



القدس المحتلة  كشف الأسير السياسيّ الفلسطينيّ، وليد دقة، الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ 25 عاما ونيّف، كشف النقاب عن أنّه في اللحظات الأخيرة، وقبل أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية تحفظها على الأسير اللبنانيّ سمير القنطار، كان شاهداً على اتصال جرى بين القنطار وبين قيادة المقاومة في حزب الله، والذي من خلاله تلقى القنطار وعدًا شخصيًا من السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بأنّه في حال رفضت إسرائيل الإفراج عنه مقابل التقرير بشأن مصير مساعد الطيار رون أراد، الذي اختفت أثاره في لبنان عام 1986، فستعمل المقاومة على خطف جنود إسرائيليين لإطلاق سراحه.وأضاف دقة، وهو من مدينة باقة الغربيّة داخل ما يُسمى بالخط الأخضر،وكما هو معروف للجميع، أسميت عملية الخطف (الوعد الصادق)، لافتًا إلى أنّه من المؤكد أنّ مثل هذه الاتصالات مراقبة من قبل الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة بالرغم من كونها تتم بأجهزة مهربة إلى السجن، وبالتالي فإنّ الإسرائيليين كانوا وقبل إتمام الصفقة بيومٍ واحدٍ، على علم مسبق بالنية والوعد، ومن المرجح أن نتنياهو كسائر أعضاء المجلس الوزاري السياسيّ والأمنيّ المُصغّر (الكابينيت) اطلع على تقرير الأجهزة الأمنيّة ومع ذلك أصر على تحفظه على القنطار وأنشأ عملياً السبب الرئيسي لنشوب الحرب على لبنان عام 2006، على حد تعبيره.وأشار دقة، الذي أدين بقتل جنديّ إسرائيليّ، إلى أنّ الحالة الوحيدة التي شكّل فيها الأسير خطراً أمنياً على إسرائيل، لم يكن الأسير المحرر وإنّما الأسير الذي تمّ التحفظ عليه في اللحظة الأخيرة من المفاوضات، وجر هذا التحفظ على إسرائيل ولبنان حربًا طاحنة، وكان المتحفظ هو نفسه بيبي نتنياهو الذي يرفض اليوم الإفراج عن عدد قليل من الأسرى القدماء لإتمام الصفقة، حيث اشترط في حينه على شارون تصويته لجانب صفقة التبادل ما قبل الأخيرة مع حزب الله بإبقاء القنطار في السجن، واشترط الإفراج عنه مقابل كشف مصير الطيار رون أراد، بأدلة حسيّة أو تقرير يُقدّمه حزب الله.وتابع الأسير دقة في مقالٍ نشره تحت عنوان الحقائق التي يخفيها نتنياهو بشأن صفقة شليط، إنّ شليط وأسرته يدفعون ثمن أجندة اليمين الإسرائيلي السياسية، وليس كما يدّعي نتنياهو بأن ما يعطل الصفقة هو الثمن الأمني الباهظ التكلفة المترتب على قبولها كما هي معروضة عليه من قبل حماس اليوم، الأمر الذي د على يد رجال أمن سابقين، أو بموقف ما يسمى بالمهنيين من المؤسسة الأمنية والجيش. لكن، تابع الأسير، الحقيقة لا تهم نتنياهو ويواصل إثارة الذعر في الأوساط الشعبية عبر تغذية وسائل الإعلام وأهل شاليط بأكاذيب، بات الكثير من الإعلاميين الإسرائيليين، حتى من أولئك الداعمين لتوقيع صفقة التبادل، يتعامل معها كحقائق، حيث أصبح من الضروري كشفها وتعريتها من خلال بيان وموقف قيادي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يكشف ما تمّ الاتفاق بشأنه من تفاصيل الصفقة وما ترفضه حكومة نتنياهو، الأمر الذي باعتقادنا سيفضح جملة الأكاذيب الإسرائيلية ويبين إلى أيّ مدى حكومة نتنياهو واليمين الإسرائيلي معنيان في إبقاء ملف شاليط قائمًا.علاوة على ذلك، قال دقة إنّ إحدى الحقائق التي يُخفيها نتنياهو عن الجمهور الإسرائيلي وأسرة شليط هي أنّه رفض عرضًا قدّمته حماس بشأن الـ 25 أسيراً من أسرى الداخل والقاضي بأنْ يتم إطلاق سراحهم عبر آليات يجيزها القانون الإسرائيلي، وذلك بتحديد أحكامهم المؤبدة ومن ثم الإفراج عنهم، الأمر الذي فعلته الحكومات الإسرائيلية عندما أفرجت عن سجناء يهود قاموا بقتل عرب على خلفية أيديولوجية عنصرية، لكن نتنياهو، بحسب الأسير الفلسطينيّ، يُصر على رفضه ولا يقول إنّ شليط باق في الأسر بسبب عدم الإفراج عن أسرى مثل سامي يونس الذي بلغ عمره الـ 83 عاماً، مدعيًا خطورته على الأمن الإسرائيلي، ليبقى السؤال هل موت سامي يونس وأقرانه من الأسرى في السجن سيخدم الأمن؟ فالرجل على حافة الموت،أم ترى نتنياهو سيفاوض حينها على جثة أو أجزاء منها؟ وهل سيكون ذلك لاستعادة الأمن أو لاستعادة شاليط.وزاد: يواصل نتنياهو الإصرار على موقفه الرافض قبول صفقة تبادل الأسرى كما تعرضها حماس، وذلك رغم ما تشير إليه استطلاعات الرأي المختلفة في إسرائيل التي تفيد بأن الجمهور الإسرائيلي غير معني بتفاصيل صفقة التبادل بقدر ما يهمه بالأساس إطلاق سراح الجندي شاليط مما يؤهل حكومة نتنياهو، ليس فقط تمرير الصفقة شعبياً وإنما الحصول على أغلبية برلمانية فيما لو تم عرضها على الكنيست الإسرائيلي.وشدد على أنّ مواصلة نتنياهو رفض الصفقة ليس مرده على الإطلاق الخشية من ردة فعل الشارع الإسرائيلي أو المعارضة البرلمانية، وإنما لسببين لا صلة لهما بتفاصيل الصفقة والأسباب التي يدعيها ويطلقها في وسائل الإعلام، والسببان يغذي الواحد منهما الآخر: الأول المعارضة اليمينية داخل حكومته ومزايدات ليبرمان التي تخاطب أصوات ناخبي اليمين، حيث يخشى نتنياهو خسارتها لصالح حزب (إسرائيل بيتنا)، وهذه الأصوات ترفض عقد الصفقة لأسباب أيديولوجية ودواع عقائدية مهمة من وجهة نظرها. الثاني أنّ نتنياهو الرافض لأي مفاوضات سياسية، أو دفع استحقاق من شأنه إعادة إحيائها، وهو الموقف الذي يبقيه في السلطة، ويبقي ائتلافه متماسكًا، يعتقد بأنّ إبقاء ملف شليط دون حل يجعل مهمة الدعاية الإسرائيلية مهمة أسهل نسبيا في إظهار الطرف الفلسطيني كطرفٍ معتدٍ، أمام الرأي العام الدولي، الرسمي والشعبي، الذي أصبح أكثر تضامناً مع القضية الفلسطينية في ظل تعنت إسرائيل، وأكثر إدانة للاحتلال وانتصارًا لحملة فك الحصار عن غزة ورفع الشرعية عن إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ بقاء هذا الملف وملفات أخرى ُ اليمين الصهيوني من مواجهة الاستحقاقات السياسية والإعلامية المترتبة على التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة خلال الشهر الجاري، على حد تعبيره.