أجلت مصر مفاوضات التهدئة الطويلة بين حركة حماس وفصائل أخرى وإسرائيل الى ما بعد عطلة عيد الأضحى. وعادت وفود الفصائل الفلسطينية المشاركة في المفاوضات غير المباشرة إلى غزة، قادمة من القاهرة.
وذكرت مصادر مطلعة أن سبب التأجيل وعدم الإعلان عن الاتفاق قبل عيد الأضحى، حيث اختصرت اجتماعات الفصائل ولم تعقد كما كان مخططا، يومي السبت والأحد الماضيين، هو تخطيط مصري لاستقدام وفد من حركة فتح للمشاركة في تلك المحادثات بعد العيد، عقب حالة الغضب التي أبدتها الحركة حيال ما يجري في القاهرة، كونه يتم بعيدا عن الأطر الرسمية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يعرف بعد إن كانت «فتح» ستشارك في هذه الاجتماعات أم لا.
وخلال الأسبوع الماضي أجرت تلك الفصائل مشاورات ولقاءات داخلية وأخرى مع المخابرات المصرية، التي زار وفد رفيع منها خلال الجولة تل أبيب، والتقى كبار المسؤولين، من أجل التوصل إلى تلك التهدئة.
ومن المقرر أن تعود الفصائل من جديد إلى القاهرة بعد إجازة عيد الأضحى، للدخول في جولة مباحثات جديدة، لإتمام الصفقة التي يشير الكثير من المعطيات الى أنها قاربت على الانتهاء بحسم كثير من الخلافات بين الطرفين، رغم اعتراض فصائل فلسطينية عليها مثل الجبهة الشعبية والقيادة العامة، وبالرغم كذلك من اعتراض أحزاب إسرائيلية مشاركة في الائتلاف الحاكم.
كذلك ترجح تقديرات محلية أن يكون سبب تأجيل الاجتماعات لما بعد العيد، هو عدم حسم مواقف الطرفين حول بعض الملفات المطروحة ضمن التهدئة التي تتوسط فيها مصر والأمم المتحدة، وتمر بعدة مراحل، وأبرزها ملف «الممر المائي» الذي يربط قطاع غزة بجزيرة قبرص، وكذلك ترتيبات عقد صفقة تبادل أسرى جديدة.
يشار إلى أن الناطق باسم حماس، حازم قاسم، قال إن اجتماعات القاهرة كانت تسير في مسارين، الأول اجتماع الفصائل الموجودة في مصر مع بعضها البعض، وثانيا اجتماع الفصائل مع المسؤولين المصريين، موضحًا أن الحديث تركز بشكل أساسي على ثلاثة ملفات، وهي إنهاء الحصار، والممر المائي، والتهدئة مع الاحتلال «دون دفع ثمن سياسي»، إضافة إلى تحقيق المصالحة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية.