السنوار: للشعب الفلسطيني حق الرقابة ومحاسبة من يتقدم للقيادة

الثلاثاء 21 فبراير 2017 04:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
السنوار: للشعب الفلسطيني حق الرقابة ومحاسبة من يتقدم للقيادة



غزة \سما\

تداولت وسائل الإعلام المختلفة مؤخرًا، اسم الأسير المحرر يحيى السنوار، بعيد انتخابه على رأس هرم قيادة حركة حماس في قطاع غزة، محاولةً قراءة شخصgaيته واستطلاع مواقفه ورؤاه.

واتسم السنوار بكونه شخصية لا تُحبذ الظهور الإعلامي، ولعل الطابع الأمني الذي لازمه قبيل أسره هو السبب الرئيسي وراء ذلك.

ومن المعروف أن السنوار هو مؤسس الجهاز الأمني لحركة حماس المعروف باسم (مجد)؛ حيث وضع لبنة تأسيسه في النصف الأول من عام 1983.

وأشار السنوار في كتابٍ له بعنوان (المجد) إلى أن الاهتمام الأكبر للجهاز في بداية تكوينه كان منصبًا باتجاه القوى الفلسطينية المنافسة، فيما الاهتمام بنشاط جهاز "الشاباك" الإسرائيلي وعملائه كان محدودًا للغاية.

وقال :" بعد فترة بسيطة من بدء النشاط الأمني حدثت حملة اعتقالات في صفوف الحركة طالت عددًا من قيادتها على خلفية قضية جمع وتخزين الأسلحة، لكن سرعان ما رممت الحركة بنيتها القيادية، وتواصل العمل الأمني وظل الاهتمام في ذلك النشاط متركزًا تجاه القوى المنافسة، وبصورة تدريجية بطيئة جدًا بدأ الاهتمام بظاهرة العملاء يتنامى".

ولفت السنوار النظر إلى دور العملاء في عملية الفساد المنظم آنذاك، موضحًا أن العمل الدعوي - من المنطلقات الدينية - اصطدم بصورة صارخة بالعديد من مظاهر الفساد، التي يقف وراء نشرها وإشاعتها العملاء.

بعد ذلك بدأ التفكير بإنشاء قوة خاصة للجهاز تأخذ على عاتقها – كما قال السنوار – مقاومة هذه المظاهر، ومن يقف وراءها، ولازم هذا إصدار نشرات أمنية عامة تدعو لليقظة، وتنبه من أساليب عمل المخابرات الإسرائيلية، وفي هذه الفترة بالذات بدا واضحًا أن "الشاباك" يبذل جهودًا كبيرة في محاولات تجنيد بعض شبان الحركة كعملاء معه.

ونوه السنوار إلى أنه تم التخطيط لتنفيذ برنامج واسع في مكافحة العملاء من خلال تحديد أخطر 40 اسمًا منهم، والشروع في الإعداد لاختطافهم، والتحقيق معهم، وإعدامهم بصورة رادعة، وتوجيه عدد كبير من رسائل التهديد إلى صغار العملاء، ورسائل تحذير لأهلهم وذويهم.

وللسنوار رؤى ومواقف يستعرضها كتابه الذي صدر قبيل تحرره من الأسر، منها أن الشعب الفلسطيني أثبت أنه لا تنقصه العقيدة، ولا القناعة بحقه وقداسة أهدافه، ولا الروح القتالية العالية، ولا استعدادات التضحية والبذل والفداء، ولا الاستعداد للتحمل والمعاناة والصبر والمثابرة، وقد أثبت ذلك عمليًا وفي الميدان، ولا زال كل يوم يعطي الدلائل والإثباتات.

ويطرح السنوار جملة من النقاط الحساسة والهامة – التي يستعرض منها مراسل وكالة أنباء فارس الإيرانية -، أن للشعب الفلسطيني حقٌ في تطوير دوره في عملية الرقابة والمحاسبة على من يتصدر ويتقدم للقيادة والتزعم، وأن يعرف أنه له كامل الحق في معرفة مجريات الأمور وتفاصيلها، وأن يكون هو الحكم الأول والأخير في القضايا الهامة والحساسة والمصيرية، ولابد أن يطور الآليات التي تمكنه من ذلك وأن يفرضها على الجميع.

ومن جملة النقاط التي استعرضها، أن يأخذ الشعب الفلسطيني دورًا أبرز في توجيه المقاومة، وإثراء أساليب عملها ووسائلها، بالاقتراح والابتكار والتطوير، داعيًا إلى تهيئة أنفسنا جيدًا إلى خوض مواجهة طويلة الأمد.

ويصور قائد حركة حماس المنتخب في قطاع غزة، الصراع الدائر على أرض فلسطين بأنه أشبه باثنين يعض كل منهما طرف إصبع الآخر - مع فارق التشبيه- والغلبة لمن سيصبر ليصرخ خصمه أولًا، مبينًا أن الشعب الفلسطيني ومقاومته يعانون ويتألمون، و"إسرائيل" وأجهزتها وجيشها تعاني وتتألم، والغلبة لمن يصبر أكثر من ناحية، ومن ناحية أخرى لمن يتمكن من إيقاع أكبر ألم بخصمه (في ظل قواعد اللعبة الجارية) مما سيضطره للصراخ أولًا معلنًا الاستسلام.

وفي رؤيته للعلاقات الخارجية، شدد السنوار على أن الشعوب العربية والإسلامية وحركاته ومنظماته وقواه وجمعياته المختلفة يناط بها دورٌ كبير في إسناد المقاومة الفلسطينية، منبهًا إلى أنها إن لم تتقدم وتقوم بهذا الدور الهام فإن مستقبل المقاومة في خطر كبير.

ويرى السنوار كذلك أن المقاومة الفلسطينية يجب ألا تعول كثيرًا على الحكومات والأنظمة العربية، لكنه يشير إلى إمكانية الرضا بالواقع الحالي بما فيه من نقاط إيجابية محدودة، مع محاولة تنمية ذلك ما أمكن، وإمكانية المراهنة على بعض الاستعدادات هنا وهناك، والحصول على الدعم المالي للشعب الفلسطيني ليواصل الحياة، كي يتمكن من مواصلة المقاومة.

جدير بالذكر أن يحيى إبراهيم السنوار من مواليد 1962 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، وتعود جذوره الأصلية إلى مجدل عسقلان المحتلة عام 1948، حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في غزة.

تعرض السنوار للاعتقال عدة مرات أولها كانت عام 1982 لمدة 4 أشهر، خرج من الأسر ليعتقل بعد ذلك بأسابيع قليلة، ويحكم ستة أشهر إداري، بعد عدة أشهر من الاعتقال التقى بالشهيد القائد صلاح شحادة، نسقا فيما بينهما لمواصلة العمل الجهادي، وجاء اختطاف الجنديين الإسرائيليين آفي سبورتس وإيلان سعدون تتويجًا لهذا التخطيط والتوجيه، اعتقل عام 1988 إداريًا، وفي عام 1989 حكم عليه بالسجن 4 مرات مدى الحياة إضافةً إلى 26 عامًا، ونقل خلال فترة اعتقاله عشرات المرات بين سجون الاحتلال، وقضى مدة طويلة في العزل الانفرادي.

ومن المواقف المشهودة له يوم محاكمته، وقوفه باعتزاز أمام قضاة الاحتلال، بعد أن سألوه: هل أنت نادم أو تطلب الرحمة؟، فرد قائلًا: أطلب أن تحكموا بإعدامي، ليكون دمي شعلةً للمجاهدين على أرض فلسطين.

تجدر الإشارة إلى أن السنوار تحرر من الأسر عام 2011 في إطار صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت مع المقاومة الفلسطينية بواسطة مصرية، وأفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.