خبر : غزة الفصل الثالث من الإلياذة ...توفيق أبو شومر

الأربعاء 06 يوليو 2011 12:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة الفصل الثالث من الإلياذة ...توفيق أبو شومر



أثينا ملكة البحار والحرب، وهي ابنة بوسيدون، الذي اعتاد أن يتنقل في بحاره على متن عربة ذهبية حاملا رمحه مُزيَّنا بالتيجان والنياشين، يُحرك الزلازل والبراكين ويُسخِّر العواصف البحرية والتسوناميات على أعدائه.  بوسيدون ( صاحب البحار السبعة) فعلى الرغم من أنه كان ذا لحية طويلة ترمز للحكمة والعقل والفلسفة، وكان شعره طويلا يصل إلى قدميه، إلا أنه كان يعشق الحربَ والنزالَ والطِّعان، ويُجيد حبك المؤامرات والحيل والدسائس!!  بوسيدون اليوناني غضب على أوديسيوس بطل أسطورة الأوديسا، لأنه أنكر فضله عليه في انتصاره، ولم يشكره ويُقدِّم له فروض الطاعة والولاء، ولم يرغب في أن يجعل جزيرته خاضعة لاستعمار بوسيدون، فحكم عليه بالعذاب في بحاره السبعة الكبيرة، فأخَّر وصوله إلى بلده ومدينته، إلى إيثاكا حيث يقيم ابنه الصغير الرائع تليماك، وزوجته  الجميلة الخجولة بانلوب ويعني اسمها (قطرة الندى) .  فضلَّله في البحار عشرات السنوات، وحرمه من لذة النصر، وأوعز إلى جزيرة السيرينيات أن تغريه بمغنياتها، وأمر جزيرة لوتافاغي، جزيرة الخضروات والفواكه الشهية أن تغريه بالإقامة فيها حتى ينسى زوجته ووطنه، وقدمتْ له حورية كاليبسو البحرية ملكة جزيرة أوجيجيا كل الإغراءات ليقيم فيها وينسى وطنه إيثاكا، غير ان أوديسيوس تمكن من التغلب على كل مؤامرات بوسيدون،فلم تنفع مؤامرات بوسيدون، وعاد إلى وطنه وتمكَّن من هزيمة أعدائه ممن كانوا يتربصون بزوجته قطر الندى وابنه تليماك !! ما ورد سابقا هو من أسطورة( الأوديسة) ، ومن حكاية أثينا ووالدها بوسيدون ،ملك البحار السبعة! فهل استعادتْ أثينا قصَّ أسطورتها في عهد رئيس وزرائها السيد جورج باباندريو من جديد؟ فقد استعمل رئيس الوزراء سطوة الآلهة (بوسيدون)  وجبروت ابنته أثينا، وشرع في مطاردة المنتصرين الشجعان منظمي سفن الحرية، أو جيش  (أوديسيوس) المنتصر للحق والعدل والحرية، الساعي للوصول إلى زهرة الندى( غزة)، ولم يُبْقِ حيلةً إلا واستخدمها، فقد عطّل ربُّ البحار السبعة سفن أسطول الحرية، وقدَّم لربابنة السفن كل الإغراءات، بأن يتولى (بوسيدون اليونان) إيصال المعونات بالنيابة عنهم، ولكنهم  ظلوا أوديسيسيين!! وهل وعى رئيس وزراء اليونان السيد باباندريو بأن منظمي قافلة الحرية تمكنوا اليوم من إكمال الأسطورة العالمية الخالدة، فأضافوا جزءا ثالثا جديدا إلى الإلياذة، لتكتمل فصولها في الألفية الثالثة ؟!!  فبعد أن كانت الأسطورة تتكون من جزأين فقط، وهما الإلياذة والأوديسة، أضاف إليها السيد رئيس الوزراء اليوناني جزءا ثالثا، وهو (فلوتيلا) أو قافلة الحرية، التي ستنجح في جعل غزة بطلا أسطوريا عالميا يُشير إلى هزيمة الاحتلال والحصار والقهر والظلم، حتى ولو كان المحتلون يملكون كل البحار، وكل الجزر والأنهار؟!!