خبر : الجسر كمثال / يديعوت

الإثنين 27 يونيو 2011 01:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجسر كمثال / يديعوت



الحقيقة صعبة: اسرائيل تدفع في الساحة الدولية ثمنا أليما، وأحيانا غير نزيه بسبب انعدام ثقة حكومات العالم بنوايا حكومتها. معارضة بناء الجسر الى باب المغاربة هي مجرد مثال فقط. فالاضرار التي ستلحق باسرائيل ستتعاظم في الاشهر القريبة القادمة في سلسلة منظمات دولية، والادارة الامريكية لن تهرع دوما الى نجدتها. قصة الصراع على الجسر تناولتها بتوسع في عدد "يديعوت احرونوت" يوم الجمعة. رويت هناك عن المداولات السرية في قيادة الحكم في اسرائيل. رئيس بلدية القدس نير بركات ضغط بهدم الجسر المؤقت فورا والاستعداد لبناء الجسر الدائم. المخابرات قدرت بان البناء لن يثير اضطرابات. الشرطة اشارت، الى أنه في 1 آب سيبدأ شهر رمضان وبعده ستكون احداث ايلول. وعليه فقد اوصت بالانتظار الى أن تستقر الاجواء في الشارع الفلسطيني. نتنياهو تردد. القرار في يده. وهو يعرف بانه اذا وقعت اضطرابات دموية فانه سيعرض كمسؤول. من جهة اخرى، لا يريد أن يظهر كمن خضع للضغط العربي. وأمس جرى نقاش اضافي في هذه المسألة بمشاركة كبار رجالات اذرع الامن. في هذه الاثناء تبين أن لهذا الصراع يوجد وجه اضافي، لا يقل اشغالا للبال. فقد بادر الاردن الى طلب من أربع دول عربية رفع الى اليونسكو لشجب اسرائيل على الاعمال التي تنفذها داخل اسوار البلدة القديمة وعلى مقربة منها. والمقصود هو ايضا الحفريات الاثرية وكذا بناء الجسر الى باب المغاربة – الباب الوحيد الذي تدخل عبره قوات الشرطة والسياح الاسرائيليون الى الحرم. مصادر في وزارة الخارجية تتهم الاردن بخرق اتفاق وبنشر اكاذيب. السؤال فيما اذا كان اتفاق او أنه مجرد وهم اتفاق بقي مفتوحا. الحقيقة هي ان العلاقات بين المملكة الهاشمية والحكومة الاسرائيلية هي في اسفل الدرك. لا ثقة. لا تنسيق. على خلفية التخوف من أن تصل موجة الاستياء في العالم العربي الى الاردن، يسعى الملك الى اثبات ولائه للاسلام وللقضية الفلسطينية. ويستخدم في الحملة المكان الاكثر حساسية من كل مكان آخر – الحرم. في الاتصالات مع محافل اسرائيلية هدد موظفون اردنيون بانه اذا تجاهلت اسرائيل مطالبهم في الحرم فسيستخدمون المادة 9 في اتفاق السلام مع اسرائيل، والتي تمنح الاردن صلاحيات في اماكن مقدسة، وتسمح له بالشكوى ضد خرق مزعوم للاتفاق الى المحكمة الدولية في لاهاي. الخطة الاصلية للجسر، ثمرة تخطيط للمعمارية عيدا كرمي كانت طموحة واثارت الغضب في العالم العربي وفي اسرائيل على حد سواء. المعماري ايلي جلين قلصها الى جسر أكثر تواضعا بكثير، جسر لا يمس بالبقايا من العهد الاسلامي. لو كان هناك علاقات ثقة بين الملك عبدالله ونتنياهو، لكان الاردنيون رحبوا بالخطة الاسرائيلية المحدثة. ولكن الاردنيين لا يؤمنون بطهارة نوايا اسرائيل. وقد خططوا لجسر من جهتهم، وهم يطلبون ان تتبنى اليونسكو خطتهم وتشجب اسرائيل. البلدة القديمة باسرها أعلنتها اليونسكو كموقع عالمي للحفظ يوجد في خطر. ولمركز الحفظ العالمي في اليونسكو يوجد اهتمام في كل تغيير يجرى داخل الاسوار وفي محيطها. نتنياهو يشك برئيس بلدية القدس نير بركات في أنه يحاول عرضه كمن يترك لمصيرها القدس، المبكى والحرم. قبل أقل من شهر بعث شلومو اشكول، مهندس بلدية القدس برسالة الى الصندوق الحكومي المسؤول عن ساحة المبكى. وطلب المهندس هدم الجسر مؤقت والتوجه الى البناء في غضون 14 يوما. وهدد المهندس بانه اذا لم تهدم الحكومة فستحرص البلدية على هدم الجسر. وهكذا حصل أن اغرق نتنياهو بالتهديدات. يهدده الاردن ومعها مصر، العراق والبحرين؛ تهدده اليونسكو؛ يهدده الشيخ رائد صلاح من الحركة الاسلامية التي اشعلت الاضطرابات حول الحرم في الماضي؛ تهدده دوائر يمينية، دينية واصولية، ترغب في تغيير وجه ساحة المبكى واستعراض السيادة الاسرائيلية على الحرم. بعض من هذه التهديدات ينبع من نوايا مبيتة. بعضها ينبع من المشكلة الكبرى لنتنياهو في الساحة الدولية: لا يصدقونه.