خبر : دعوا الاسطول / هآرتس

الإثنين 27 يونيو 2011 01:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
دعوا الاسطول / هآرتس



 تعبير "اسطول" يترجم في اسرائيل كاعلان حرب، هكذا كان في اثناء الاسطول السابق، "التركي" والذي لا تزال اسرائيل تدفع ثمن اضراره الهائلة في العلاقات المهتزة مع تركيا، وهكذا تتعاطى ايضا مع الاسطول القريب. هذا الاسطول، الذي بدأ دربه نحو غزة ومن المتوقع ان يصل الى شواطئها يوم الخميس، سيكون اغلب الظن اكبر بكثير من الاسطول السابق. وسيتضمن نحو دزينة من السفن التي ستحمل نحو 500 نشيط، وكذا منتجات غذائية وأدوية كمساعدة انسانية لمواطني غزة.  ظاهرا، لا يوجد مبرر عملي لارسال المساعدات وذلك لانه في اعقاب الاسطول السابق اضطرت اسرائيل الى رفع العديد من القيود التي فرضت كجزء من سياسة الاغلاق الوحشية بينما مصر من جهتها قررت فتح معبر رفح امام الحركة الحرة للمواطنين. وفضلا عن ذلك، اقترحت اسرائيل حتى أن تنقل بنفسها ارساليات المساعدات التي تصل في السفن على الا ترسو في غزة. مساهمة الاسطول هي في اقصى الاحوال رمزية، بحيث أنه يذكر العالم بان سياسة الاغلاق الاسرائيلية لم ترفع بشكل كامل وان سكان غزة لا يزالون يعيشون تحت الاحتلال.  ولكن الرموز تعد في نظر حكومة اسرائيل اكثر اهمية من السياسة الفهيمة. وهي مفزوعة من الاسطول وكأن الحديث يدور عن هجوم لاسطول مسلح، وتعتزم منع وصوله الى شواطىء غزة كمن يخطط لحرب ضد عدو يسعى الى المس بسيادة الدولة. يبدو أنه لم تمر سوى سنة واحدة منذ الاسطول التركي الاول، الا ان اسرائيل توضح بانها لم تتعلم الا درسا واحدا فقط، الا الدرس العسكري.  وكأن الاستعداد الافضل والتدرب على سيناريوهات عسكرية اكثر دقة هي التي ستنقذ مكانتها هذه المرة. وهي غير مستعدة لان تتنازل عن استعراض القوة وهي بذلك ستساهم بلا شك في تعظيم اهمية الاسطول.  اسرائيل التي تحاول ايجاد قنوات للمصالحة مع تركيا، تحسن صنعا اذا لم تفتح بالتوازي قنوات مواجهة جديدة مع الدول التي سيكون نشطاؤها على الاسطول. دولة تكون خائفة أقل قلقا كانت لا بد ستقترح حتى مرافقة الاسطول الى شواطىء غزة. ومسموح من اسرائيل على الاقل الطلب ان تدع الاسطول يمر دون أن تعرض مكانتها مرة اخرى الى الخطر.