خبر : الاصطفاف الدولي وراء الجندي الصهيوني...!...نواف الزرو

الإثنين 27 يونيو 2011 09:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاصطفاف الدولي وراء الجندي الصهيوني...!...نواف الزرو



الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي اطلق عليه الجندي الذهبي، في الاسر الفلسطيني منذ خمس سنوات –اي منذ نحو 1825 يوما-، بينما هناك في معتقلات الاحتلال العشرات من الاسرى الفلسطينيين امضوا نحو 12135 يوما وتجاوزوا عمليا تلك المدة الاعتقالية الاسطورية التي قضاها مانديلا في معتقلات جنوب افريقيا العنصرية، وتحولوا عمليا الى مانديلات يسطرون المزيد من الاساطير الاعتقالية التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا، بل ان فلسطين تشهد اكبر واضخم واخطر عملية اعتقال جماعي في التاريخ المعاصر، اذ تشير المعطيات الى اعتقال نحو مليون فلسطيني  امضوا نحو مليون سنة اعتقالية في معسكرات الاعتقال الجماعي الصهيونية.ورغم  المعطيات المرعبة المتعلقة باعتقال فلسطين والشعب الفلسطيني، الا ان الغرب الاستعماري يصر على ان لا يرى سوى الجندي الصهيوني اسيرا، ويطالب  بالافراج الفوري عنه، بدل ان يطالب بالافراج عن فلسطين وعن الشعب الفلسطيني برمته، وعن غزة المحاصرة المعتقلة التي تحولت الى اضخم واخطر معتقل جماعي على وجه الكرة الارضية.فعلى خلاف كل المواثيق والاعراف والاخلاق الدولية الاممية التي تجيز مقاومة الاحتلال، وتطالب بتفكيكه ورحيله، نتابع في هذه الايام نفاقا دوليا سافرا لصالح الدولة الصهيونية..ولصالح "اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي شاليط فورا...!فهاهو رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يعلن أنه "يريد لشاليط أن يعود لأسرته في أقرب فرصة، لكنه شكا من أن الثمن الذي تطلبه حماس مقابل الإفراج عنه باهظ ويهدد حياة مئات الإسرائيليين/ السبت 25 /06/2011"، بينما كان اعلن أعلن قبلها أنه" قرر وقف ما أسماه بـ"الامتيازات" للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف السماح لهم بالدراسة، وذلك بسبب رفض حركة حماس السماح للصليب الأحمر بزيارة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط/ وكالات 23/06/2011 "، مضيفا:"سوف نتخذ سلسلة خطوات لتغيير الظروف في السجن، ولن أعطي تفاصيل لكني سأعطي مثلا، فقد أوقفت النظام الذي ينطوي على تناقض وبموجبه يتسجل إرهابيون للدراسة الأكاديمية، ولن يكون هناك بعد اليوم طلبة دكتوراه للإرهاب ولا طلبة ماجستير للقتل".وعلى الصعيد الدولي، البيت الأبيض يدعو إلى الإفراج فوراً عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة "حماس" جلعاد شاليط منذ خمس سنوات- أسرته حماس في 25 يونيو / حزيران 2006، من داخل دبابة إسرائيلية كنت تتمركز قبالة رفح جنوب قطاع غزة-، وأصدر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بيانا قال فيه "5 سنوات مرت تقريباً على عبور عناصر  حماس إلى إسرائيل واختطافهم جلعاد شاليط"، مضيفا"خلال هذا الوقت احتجزته حماس رهينة من دون أن تسمح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارته، في انتهاك لمعايير اللياقة الأساسية والمطالبات الإنسانية الدولية"، متابعا"تدين الولايات المتحدة بأقوى العبارات استمرار اعتقاله وتنضم إلى حكومات أخرى ومنظمات دولية في العالم لدعوة حماس إلى إطلاقه فوراً".والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون يحث من جانبه حركة حماس على اطلاق سراح شاليط فورا.ويعرب في بيان له عن دعمه لنداء الصليب الأحمر الدولي الذي دعا حماس الى معاملة شاليط معاملة انسانية والاثبات أنه على قيد الحياة والسماح لأسرته بالاتصال معه. والاتحاد الاوروبي يدعو بدوره الى الافراج الفوري عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.ويقول القادة الاوروبيون في بيان مشترك ان "المجلس الاوروبي (منتدى رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي) يعرب عن قلقه البالغ حيال مصير جلعاد شاليط المسجون لدى حماس في انتهاك واضح للقانون الانساني الدولي"، و "ان المجلس الاوروبي يطالب بالافراج الفوري عن جلعاد شاليط الذي اعتقل قبل خمسة اعوام تماما"، ووزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يعلن ان فرنسا "لم تنس جلعاد شاليط"، الجندي الاسرائيلي الذي يحمل ايضا الجنسية الفرنسية والذي اعتقلته قبل خمس سنوات مجموعة من المسلحين الفلسطينيين على تخوم قطاع غزة. وقال جوبيه في بيان انه "عشية الذكرى الحزينة لمرور خمسة اعوام على أسر جلعاد شاليط اود ان اقول مجددا ان وضع مواطننا، المعتقل في ظروف لا تراعي ادنى المبادئ الاساسية للقانون الدولي الانساني، مرفوض"، مضيفا"ان جلعاد شاليط هو حتى اليوم الرهينة الفرنسي الذي بقي في الاعتقال لاطول فترة على الاطلاق".,المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يطالبان في مؤتمر صحفي بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليط، فورا/هآرتس-/18/06/2011 ".تصوروا اذن حجم النفاق والاصطفاف الامريكي الاوروبي وراء الدولة الصهيونية ونتنياهو في حكاية الجندي الاسرائيلي الاسير..انهم يصرون على ان يروا بالعيون الصهيونية فقط، متجاهلين ومتناسين ان دولة الاحتلال في فلسطين قامت باختطاف اكثر من نصف اعضاء الوزارة الفلسطينية المنتخبة...وقامت كذلك باختطاف اكثر من ثلث اعضاء المجلس التشريعي المنتخبين..وتقوم باختطاف المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم في نابلس وجنين وطولكرم والخليل  وعلى امتداد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وعلى مدار الساعة بلا توقف منذ احتلال الاراضي الضفة الغربية عام 1967....الى ذلك اختطفت سلطات الاحتلال قرابة مليون فلسطيني وزجت بهم في معتقلاتها منذ عام 1967..وهناك اليوم نحو سبعة آلاف فلسطيني  مختطفين في معتقلاتها، من بينهم عشرات بل ومئات المانديلات، بل ان تلك السلطات تختطف الشعب الفلسطيني كله، والوطن الفلسطيني بكامله والحقوق العربية الفلسطينية كلها..كما تختطف دولة الاحتلال كافة القرارات والمواثيق الدولية..فتلك الدولة  لديها فلسفتها الخاصة بها كدولة احتلالية استعمارية في حكاية الاختطاف...!ويصطف العالم الغربي وراء "اسرائيل" بالمطالبة بالافراج عن الجندي الاسرائيلي شاليط....!فيا له من نفاق ويا له من ظلم وانحياز  مؤدلج لصالح الدولة الصهيونية....!