خبر : دحلان وقصة التنسيق الأمني : تساؤلات واجبة وإجابات غائبة ..نادر طارق

الإثنين 20 يونيو 2011 05:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
دحلان وقصة التنسيق الأمني : تساؤلات واجبة وإجابات غائبة ..نادر طارق



إن ما أثارته قصة فصل عضو اللجنة المركزية لفتح محمد دحلان من ردود افعال ولا تزال يدل على ان هذا الرجل أكثر من مجرد شخص قيادي عادي في تنظيم فلسطيني من المفترض أنه في مرحلة من مراحل الانحدار والتقهقر ، الغريب في هذا الأمر أن يتطرق الجميع أو معظم من كتبوا عن هذا الموضوع أنهم ليسو مستقلين بحال من الاحوال ، وأجزم أنني قد قرأت معظم ما كتب ويكتب حول هذا الموضوع وأقوم بالبحث كل صباح ومساء لأقرأ ما يكتب عنه ، وسأتحدث هنا عن الكارهين لدحلان لأنهم فيما يبدو الاكثر كتابة عن الموضوع هذه الايام ، كما سنتحدث لاحقاً عن الداعمين لموقفه ، ولن اشير الى الوقائع التنظيمية الفتحاوية او نظام فتح الاساسي وما ينص عليه والمواد كذا وكذا التي لا تتيح لمحمود عباس ما قرره او تبيح له ما فعله فمنذ متى يلتزم معظم رؤساء التنظيمات الفلسطينية واعضاؤها بانظمة او قوانين . إن المتناولين –حتى الآن – لموضوع فصل دحلان من مركزية فتح وهم له كارهين متنمين ان تطلع شمس الغد وقد اختفى دحلان ومحيت سيرته من الوجود يرتكزون في كل ما كتبوا ولا يزالوا يكتبون على مجموعة من الاشاعات التي لا ترقى الى أن تكون بيانات والمدقق في هذه المقالات يرى بكل وضوح أن لا احد فيهم يأتي على ذكر دحلان قبل السلطة إلا ليشير من طرف خفي إلى انه خرج من قطاع غزة فقيراً وعاد اليه غنياً وهذا يقيناً ليس صحيح بحال من الاحوال ، ان المنطق المستخدم في تحليل الامر من وجهة نظرهم كونهم يحملون مواقف مسبقة من الرجل يعتمد على ذكر التنسيق الامني وما حدث مع حماس في 1996  والمفاوضات وما حدث بين دحلان والرئيس الراحل ياسر عرفات ولكي لا نطيل فلنبدأ الحكاية من البداية ، فالجميع يتحدث عن التنسيق الامني ويتهم به دحلان ولي هنا مجموعة من التساؤلات أرجو ان يتناولها هؤلاء الكتاب لاحقاً بالبحث والتحليل والتمحيص في مقالاتهم المقبلة أليس محمود عباس هو العبقري الذي تفتقت قريحته عن اتفاق اوسلو الذي دبره مع الاسرائيليين بليل وقد نص فيه على هذا التنسيق وعلى حد علمي أن محمد دحلان لم يكن من بين اعضاء الوفد السري المفاوض ؟ ألم يتبوأ محمد دحلان منصبه كمدير لجهاز الامن الوقائي بعد ان أزاح ابو عمار رحمه الله رئيس الجهاز اللواء مصباح صقر من رئاسة الجهاز بعد ان رفض تنفيذ تعليمات الرئيس الراحل ياسر عرفات باعتقال بعض من قيادات حماس في تلك الفترة ، وبالتالي كان وجود دحلان في منصب القيادة بالمصادفة البحتة ولم يختاره ولم يختار توقيته ؟ - لاحظ ان دحلان كان مديراً لجهاز الامن الوقائي في قطاع غزة فقط كما كان الرجوب مديراص للجهاز في الضفة الغربية ولم يكن رئيساً للجهاز . ألم تمارس كل الاجهزة الامنية الفلسطينية التنسيق مع اسرائيل ام أن دحلان كان الوحيد الذي ينسق مع الاحتلال ؟ ألم تشكل لجاناً فلسطينية اسرائيلية للارتباط ؟ ام ان المهاجمين لدحلان تناسوا في غمرة كراهيتهم للرجل هذه اللجان ؟ ألا تنسق الاجهزة الامنية مع بعضها البعض ؟ أم أن الذين يكتبون عن الموضوع لا علم لهم بالتنسيق بين مخابرات الدول العربية ومخابرات اسرائيل واجهزتها الامنية في العلن ؟ ، ولا يرون في زيارات سرية وعلنية لمدراء الاجهزة الامنية العربية لاسرائيل والعكس تنسيقاً !! ألم يمارس هذا التنسيق أمين الهندي وتوفيق الطيراوي وجبريل الرجوب وغيرهم ويمارسه الان اخرين غيرهم كما مارسه أخرين سبقوهم ؟ وأذكر القاريء العزيز والكتاب الاجلاء ان بعض هؤلاء اعضاء أيضاً في مركزية فتح ألم يكن التنسيق الامني جزءاً من كل الاتفاقات الفلسطينية الاسرائيلية مكتوباً كان او غير مكتوب وفي كل العهود بما فيها عهد دحلان ؟ أم التنسيق الامني لم يكن موجوداً قبل دحلان وتوقف بعد أن ترك دحلان الامن الوقائي قبل 10 سنوات ؟ هل لدى اي من كتابنا الافاضل والمحللين الساسيين العظماء دليل واحد على ان التنسيق في عهد دحلان كان أخطر انواع التنسيق وانه تجاوز ما هو منصوص عليه ضمن الاتفاقات ؟ هل يختلف اثنان على أن التنسيق الامني كان ولا يزال جزءاً أصيلاً من الاتفاقات الفلسطينية الاسرائيلية وان دحلان كان يدير جهازاً تنفيذياً يلتزم بنا يصدر اليه من تعليمات رئاسية ؟ يبدو أن نشوة البعض  بقرار عباس فصل دحلان من فتح  نسي او تناسى عن سابق اصرار وترصد كل هذه الحقائق وكل الاجابات على التساؤلات السابقة وأن دحلان كان مجرد موظف بدرجة مدير جهاز امني ينفذ ما هو مطلوب منه ويفضلون ان تظل في مخيلتهم صورة واحدة لا تستجيب للحقائق والوقائع ، إما لأنهم جاهلون بها وهذه مصيبة وإما لأنهم يتجاهلونها وهذه مصيبة اعظم تخرجهم من باب التحليل السياسي والكتابة الأمينة ، هذا في ما يتعلق بالتنسيق والبقية تاتي في مقالات لاحقة .