خبر : لماذا سلام فياض مرشحا لرئاسة حكومة التوافق الوطني ؟؟ ... المحامي غسان الشكعة

الإثنين 20 يونيو 2011 12:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا سلام فياض مرشحا لرئاسة حكومة التوافق الوطني ؟؟ ... المحامي غسان الشكعة



يتردد اسم سلام فياض ،كثيرا في الإعلام وفي الجلسات المغلقة ، كمرشح للرئيس محمود عباس لتولي رئاسة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية العتيدة ، وهناك طرفان مؤيد ومعارض لهذا الترشيح ، كل منهم له رؤيته الخاصة وموقفه الذي يُعلن عنه صراحةً. فالمؤيدون ،لترشيح د. فياض، يرون أن باستطاعته ، بحكم علاقاته المتميزة مع المجتمع الدولي ، أن يُقلص من قدرة إسرائيل على نزع الشرعية عن الحكومة القادمة ، ما يضمن تواصل الدعم المالي للشعب الفلسطيني ويمنع فرض حصار جديد عليه ، وموقف هذا الفريق يأتي منسجما مع موقف الرئيس ، إلا أنهم يرددون ،بأنه ليس مرشحا وحيدا لان حماس ترفضه، ما يعرقل خطة الرئيس!! .  أما الفريق الذي يرفض ترشيح سلام فياض لرئاسة الحكومة فيستند على قاعدة الحصار والتنسيق الأمني مع إسرائيل والاعتقالات السياسية التي طالت ،كما يرون ، أعضاءً ومناصرين لحماس في الضفة الغربية ، ويُحمِلون فياض المسؤولية عنها. وهنا أرى وبكل تأكيد أن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ، تتطلب رئيس حكومةٍ مستقل ، غير مرفوض دوليا، قادر على استكمال بناء مؤسسات الدولة وفرض سلطة وسيادة القانون، بالعدل،  مشهودا له بالشفافية والنزاهة والحرص على المشروع الوطني العام ، على أن يكون الموضوع السياسي والمفاوضات من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامج الحكومة منسجما مع برنامج الرئيس. ومن وجهة نظري أرى في د.سلام فياض مرشحا له الأولوية لترأس حكومة الوحدة الوطنية ، لأسباب غير تلك التي يوردها البعض ،فمن جهة ينال ثقة واحترام الرئيس محمود عباس ، الذي لديه رؤيا وبعد نظر تصُب في مصلحة شعبنا الفلسطيني وتحقق طموحاته في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة وتعيد له وحدته الوطنية واللحمة بين شطري الوطن بإنهاء ملف المصالحة. ومن جهة أخرى فان د.فياض عمل طوال السنوات الماضية ، سواء من موقعة كرئيس للوزراء أو وزيرا للمالية، بشفافية وعدالة ، قام ببناء مؤسسات الدولة المدنية والأمنية ،التي أصبحت جاهزة ،بشهادة العديد من المؤسسات الدولية ،  لتصبح مؤسسات دولة ذات كفاءة عالية على صعيد الحكم والإدارة وتقديم الخدمات للمواطنين. لقد لَمَسَ المواطن الفلسطيني، في المدن والقرى والمخيمات والتجمعات الرعوية وفي مناطق التماس مع الاحتلال ومستوطنيه ، ورأى بعينيه جهود سلام فياض وتحركاته وانجازات الحكومة الفلسطينية ،على الأرض ، وعدالة التوزيع المادي بين شطري الوطن  خلال توليه منصب وزير المالية .  لقد نال فياض  حب  شعبه وكسب  مصداقيته لعمله الدءوب  ووقوفه إلى جانب  أبنائه ومشاركته لهم في أفراحهم وأحزانهم ، ساهم في نجاحات كافة شرائح شعبنا، وقف داعما لعائلات الشهداء ومدافعا عن عدالة قضية الأسرى ، يدا بيد الى جانب المزارع والعامل والصانع والطالب ، فحظي بثقة الرئيس الذي يأتمنه معتمدا على شفافيته ومصداقيته ، ونال أداؤه احترام وإعجاب المجتمع الدولي ، الذي أشاد بنزاهته وحسن إدارته.  لهذا كله، علينا ان  نتوخى الحقيقة وان نبتعد عن إصدار الأحكام وشخصنة الأمور سواء كنا مؤيدين لترشيح فياض او معارضين لذلك ، وان نتطلع لمصلحة الشعب والوطن وقضيتنا العادلة ، بعيدا عن الحزبية والفئوية الضيقة.   ** عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية -