خبر : رحم الله يوسف الخطيب ... عادل عبد الرحمن

الأحد 19 يونيو 2011 06:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
رحم الله يوسف الخطيب ... عادل عبد الرحمن



بعد مشوار طويل في التلاحم مع بحور الشعر، ونظم القصائد الوطنية والقومية والانسانية، ترجل فارسُّ من فرسان الوطنية الفلسطينية، فارسُّ من فرسان القومية العربية. أرغم الموت ابن دورا الثمانيني على الصمت. اوقف لسانه عن البوح بما تختزنه ذاكرته الحية، النابضة بالحياة والحب والعطاء.لم يتوقف شاعر الشعب والامة لحظة عن الغوص في أعماق، أعماق اللغة. إنغمس في حروف لغة الضاد، حتى تماهى معها، وتماهت معه في صور وإستعارات وكنايات إبداعية وتراكيب شعرية غاية في السحر والجمال، غنى بها فلسطينه وعروبته وإنسانيتة القلقة على مصير الاجيال الشابة، على مصير الامة ومستقبلها.    ثمانون عاما قضاها الشاعر الفلسطيني العربي الكبير يوسف الخطيب في تجذير الانتماء لفلسطين الشعب والقضية والارض. لم تفت في عضده كل الهزائم والنكسات. واصل الشاعر البعثي من موقع قناعاته الراسخة بانبثاق فجر جديد للشعب والامة، بحياكة ونسج ونشر قصائد الحرية والامل، محرضا ونافخا في بوق المخاض والولادة الجديدة. لكن سيف الموت فاجأه مع بواكير إنبلاج الفجر العربي المطعم بلون الحرية الحمراء. إختطفه الموت قبل رؤياه لسوريا متحررة من نير الاستبداد وطغيان العائلة. سوريا، التي سكنها وساكن نبضاتها على مر عقود طويلة. سوريا التي اعطاها كما اعطى فلسطين، والتي إحتضنت ثراه الطاهر. سوريا التي أمها إيمانا منه، بأن حزبه، حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي آمن به وبمبادئه سيحرر الامة من الظلم والاحتلالات وخاصة الاحتلال الاسرائيلي، لكن بعض من ركبوا سفينة البعث أفرغوه من اهدافه وطموحاته، وحولوه أشلاء متناثرة، لم يبق منه سوى الاسم والثوب الفضفاض، الخالي من أي مضمون.                                                                                               ********الشاعر العربي الكبير يوسف الخطيب، إبن فلسطين البار، أعطى بكل ما لديه من طاقات الابداع. لم يتوقف، ولم ينتظر مكافأة او إعترافا بفضله وعطائه. ولم ينظر خلفه، نذر نفسه لفلسطين والامة العربية، لم ينتظر وساما. ومع ذلك ظلم الشاعر المبدع في حياته، مع انه من الشعراء الاباء. يوسف الخطيب، الذي ولد عام 1931، واكب وعاصر الشعراء الكبار ابراهيم طوقان وعبد الكريم الكرمي (ابوسلمى) وغيرهم من رواد الحركة الثقافية الفلسطينية. لكن عزاء الشاعر الكبير، ووسامه الاكبر تمثل في دواوين شعره وكتاباته الابداعية الاخرى، ان كان مجموعاته القصصية او مؤلفه عن شعراء فلسطين داخل الخط الاخضر. غير ان ذلك لا يعني عدم تكريم الشاعر الخطيب بعد موته. وهذا التكريم ليس مِنة من أحد، او تفضل على ما جاد به شاعرنا الراحل. إنما هو واجب العاملون في حقل الثقافة والمعرفة اولا، وواجب القيادة السياسية ثانيا. لان يوسف الخطيب، كان دوما وابدا طيلة مسيرة حياته لفلسطين ولامة العرب.                                                                                         **********وداعا ايها الشاعر المبدع، وسلاما عليك حيث أنت. وسلاما إليك يا ابن فلسطين البار. وداعا يا وساما على صدر الشعب والامة والثقافة الانسانية. ونم قرير العين لان سوريا الجديدة، التي حلمت بها آتية لا محالة مع غدٍ قريب.