وصف أحد النواب الإشتراكيين في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة / روتشيلد .. "إنه ملك الجمهورية .. إنه روتشيلد". عن كتاب إمبراطورية المال لهنري كوستون . ( 1 ) تحتدم الساحة الفلسطينية في المرحلة الراهنة بقضية حركية فتحوية تأخذ بتلابيب عقل المواطن في فلسطين والشتات ..، ألا وهو قرار الأُخوة في اللجنة المركزية لحركة فتح ــ نسبياً ــ بفصل زميلهم / محمد دحلان من صفوف الحركة ، الفصل من صفوف الحركة (!!!) ، وليس الفصل من عضوية اللجنة المركزية ـ مثلاً ، ألهذه الدرجة سهلت بل وهانت العضوية الفتحوية ، ويتم فصل عضو لجنة مركزية ؟. حقاً لقد قال العرب القدماء .. "من يهن يسهل الهوان عليه" ،. ( 2 ) وغاب عن الأُخوة المؤيدين لقرار الفصل ــ أن لا مبرر إطلاقاً لقرارهم ..، لا أقول قولي هذا على أرضية "أُكلت يوم أُكل الثور الأسود" ورحم الله الأخ الشهيد القائد / أبو إياد .. و كان يردد هذا المثل كثيراً ، و"فخامة الرئيس" يذكر ذلك لعلاقته الوثيقة معه . وكذا لا أردد ذلك على خلفية " أن الثابت الوحيد في الحياة هو المتغير" ، وإنما أقول قولي هذا بواقع آخر .. لنفترض أن كل الإفتراءات والإختلاقات والدسائس والأكاذيب ضد / محمد دحلان .. هي حقائق .. السؤال يا أهل الوعي من أعضاء الخلية القيادية الأولى .. هل هذا الزمن الثقيل الذي يحيط بقضيتنا الوطنية هو الزمن المناسب لطرح مثل هذه الترهات وتصفية أية حسابات .. مهما كانت الحسابات .. كبيرة أو صغيرة ، مؤلمة أو عابرة ــــ ؟ . ( 3 ) سؤال أطرحه بكل براءّة ، أطرحه بعيداً عن سوء النية ، سؤال بريء ، لسبب بسيط .. عندما إنتميت عضواً في حركة فتح في مرحلة السرية الكاملة .. لم أكن أعرف مِـن الأعضاء أحد .. اللهم إلا من قام بتأطيري عضواً حركياً . لقد إنتميت لتحرير الأرض والعودة ، إنتميت كغيري إنتقاماً لكرامتي المهدرة في تلكم الأيام ، ولم أنتمي لسواد عيون فلان ، وإلتقينا في مسيرة العطاء بالدماء ، وكل قدَّم قدراته النضالية وتكاملت التقدمة بين أذرع النضال الوطني فهناك من تقدم الصفوف برشاشه .. وهؤلاء رحل الى السموات العلى منهم الكثير ، وهناك من قدَّم من خلف مكتب .. وهؤلاء عاش منهم الكثير ، وبين الحالة الأولى والحالة الثانية هناك شواذ عاشوا (من أهل الرشاش) ، وهناك من أهل المكاتب من رحل ــ لتأكيد الظاهرة . لِـما سبق ليس لي من ولاء لأحد .. مهما كان ومهما صار وتصور .. وإن أصبح قائداً بالصدفة .. أو خدمته الظروف فجلس على مقعد القيادة ، وليس كل من جلس على مقعد القيادة .. هو القائد ، إن رحم القيادة الحقيقية والفعلية هي الميادين القتالية في مواجهة العدو والتصدي له في صفوف حركات التحرر ..، إن الطارح نفسه خارج هذا السياق إنما هو نتاج حمل قيادي كاذب أو حمل آتِ خارج الرحم .. ولا أدري من أين أتى ؟. ( 4 ) ولما سبق ( أيضاً ) أريد أن أقف مع الحق ..، والحق منذ دوَّنت البشرية تاريخها قد أخذ مناحِ وإجتهادات متعددة .. وأول وأهم معاني الديمقراطية ليس أن أقول رأيي بحرية ..، بل أن أسمح للأخرين بحرية إبداء آرائهم ( حتى ) ضدي ، كما قال أحد المفكرين الفرنسيين / أعلم أن رأيك يخالف رأيي .. ولكنني أضع رقبتي في سبيل حرية إبداء رأيك" ـــ. هذه هي الديمقراطية الحقة كما يفهمها أهل الفكر والوعي والقيم . لا يعنيني (من قريب أو بعيد) إن أعجب قولي زيد أو أغضب عمرو .. المهم أن أقول رأيي في حدود المعقول والمقبول العام .. وليس الخاص لأحد . إن المواطن العربي قد أسقط حاجز الخوف منذ أحرق "البوعزيزي ــ التونسي" نفسه في [17/12/2010] ، وأما المواطن الفلسطيني فلقد أسقط حاجز الخوف منذ ( 1/1/1965) ، كنا نواجه الرمز النضالي / أبو عمار ..، ولا نهاب ، وأما في الاونة الأخيرة .. الأمور إختلفت ، وحان قطافها . ( 5 ) بلا لف ولا دوران .. من هو / محمد دحلان ــ هل الرجل مُـفتري عليه .. كما تقول الأغلبية أو مفتري كما تقول الأقلية ؟. لقد تحدث الرجل وأَسمع القاصي والداني .. وكان واضحاً في مخارج حروفه ، وفي جُـمَـلِـه وفي طرحه لأفكاره .. وكان حديثه مليئاً بالحقائق المعروفة لدى المستمعين والقراء أو غير المعروفة لديهم ..، وإن سلاسة طروحاته وقوتها وتراصها .. قد أظهر الوجه الأخر من دوافع قرار فصله الحركي من قبل اللجنة المركزية لحركة فتح ( نسبياً ) ، وبأن تلك الدوافع ليست كما ينبغي ــ مطلقاً ، بل إنها دوافع أقل ما يقال فيها أنها ملغومة لتفجير الحركة من الداخل ، ففتح العصية لا تسقط من خارجها . إنها قلعة الأرض الفلسطينية المنيعة على الأعداء .. والخصوم الأغبياء ، نعم .. لقد مرت حركة فتح بأزمة الإنفجار من الداخل فيما سمي بإنتخابات البرايمرز وبعدها في إصرار الأخ / أبو مازن على إجراء إنتخابات المجالس المحلية والمجلس التشريعي الثاني .. وما كان من نتائج سيئة ، وبعدها القصور الذي ما بعده قصور في الإستعدادات المسبقة لوئد إنقلاب المليشيات السوداء .. حيث تركت الامور ، بلا راعٍ .. بل وعلى الغارب . ( 6 ) لماذا لا نعترف أن قوة منطق الرجل قد كشف عورة الأحاديث الصادرة عن بعض الأخوة / أعضاء اللجنة المركزية ممن صوتوا مع قرار فصل زميلهم من عضوية حركة فتح (الأحاديث الأقل من عادية وأحياناً المسيئة للجنة المركزية نفسها) .. حيث يرى المراقب والعضو الحركي والكادر في سياق قراءته لها أو سماعه لها .. ، أنها متناقضة / أولاً ..، هناك أحاديث لم يُـفصح أصحابها عن أسمائهم في قضية مثل هذه القضية المهمة .. لماذا يتدارى هؤلاء ؟ الجواب ــ إما لأنهم غير محقّـين ولا صادقين أو لأنهم جبنوا عن مواجهة الحقائق / ثانياً ..، وأما ثالثاً ــ ولا أريد الإستزادة ــ قضية مثل هذه القضية وعلى هذا المستوى الحركي الخطير والمليء بالمضاعفات غير المحمودة مستقبلاً .. لهذا (القرار الحكيم ــ كما قال الزهار) ــ الذي جعل حركة فتح والساحة الوطنية الفلسطينية (كمن يقتعد موقدة) كل هذا يا سادة يا كرام .. الأخوة أعضاء اللجنة المركزية الثلاثة عشر ــ بلا إستثناء .. ألا يستحق بيان كامل وشامل ويأتي بالجواب على كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة في هذه القضية ؟ .. ( 7 ) أعي ــ كما يعي غيري ــ أن اللجنة المركزية (المحترمة جداً) لحركة فتح لم تُـصدر تعميماً حركياً واحداً يشرح للأعضاء والكادر الموقف السياسي في قضية ما ، منذ إجتماعها الأول ما بعد المؤتمر الحركي العام السادس ، اللجنة المركزية السابقة لم تقدم بياناً سياسياً أو مالياً للمؤتمر الحركي العام السادس ، أظن (وكم أتمنى عدم صواب وجهة نظري هنا) أظن أن معظم أعضاء اللجنة المركزية الحالية (ربما) لا تحضر المؤتمر القادم ..، لأن الكثير من النتائج أصبحت معروفة منذ الان .. آآآآه يا مؤتمر حركة فتح السابع ، متى تُـعقد ؟ ــ حتى نستريح من بعض الامور ( اللّـي فوق ) . لهم أقول "لا هكذا ترد الإبل" يا إخوتي . كما شهدت التجربة الإنسانية وثبت أن معارضة المسئول الأول من أجل الإنصاف والحق والعدل .. على أي مستوى إنما كانت وصبَّـت لصالح الفكرة وبالتالي لصالح المسئول الأول ، وأما الإذعان للمسئول الأول ــ حيث [رغباته أوامر] ، فهذا الأمر إنقلع مع مراحله وأصحابه من ذوي المصالح الخاصة الضيقة على حساب المصلحة الوطنية ، إنقلع من بين ظهراني الشعوب منذ زمن بعيد ، وإلى غير رجعة .